المدينة: صالون ثقافي يعيد الوادي المبارك ومحاضرة هندسية تشرح مسار الخندق التاريخي
يفتتح مساء اليوم (السبت) الصالون الثقافي في المدينة المنورة تحت مظلة نادي المدينة المنورة الأدبي، في خطوة تعد بارزة لتنشيط الحراك الثقافي في المدينة المنورة قبل نحو عام من تكريسها عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2013.
ويعد الصالون الثقافي المزمع افتتاحه مساء اليوم محاولة من القائمين على الثقافة في نادي المدينة المنورة الأدبي لإحياء صالون "أسرة الوادي المبارك" الذي انطلق في منتصف السبعينات الميلادية من القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت وهج الحركة الأدبية في المدينة المنورة.
وأعلن عبد الغني بن ناجي القش الكاتب الصحافي انطلاق الصالون يوم السبت وذلك خلال محاضرة قدمها الثلاثاء الماضي عن مسار الخندق، حاضر فيها المندس المعماري عبد العزيز بن عبد الرحمن كعكي، وعرض فيها نماذج من مصورات جوية تظهر المسار التاريخي للخندق الذي حفر أثناء العهد النبوي حماية للمدينة المنورة.
وقال المهندس كعكي إن تحديده لمسار الخندق اعتمد على الدراسة، والمقاسات على المصورات الجوية والفضائية والمعالم الثابتة والقائمة على الطبيعة. وساند الدراسة معلومات من بعض كبار السن من أهل المدينة ممن تواتروا نقل بعض أخبار مسار الخندق وخاصة من غربي جبل سلع.
وأوضح المحاضر ما جاء في كتب المؤرخين وكتّاب السيرة النبوية من معلومات حول مسار هذا الخندق ومقاساته ومعالمه، وأشار بالتفصيل والشرح المصور إلى المعالم الأساسية لمسار الخندق وهي جبل سلع، جبل الراية، أطم المزاد لبني حرام (سند الحرة)، أجمة الشيخين، حصن أو أطم راتج، جبل بني عبيد، السبخة (سبخة النورة). وبين الكعكي أن طول الخندق في ظل النصوص التاريخية 12 ألف ذراع. وهذا المقاس لكامل طول الخندق الرئيسي الذي حفره الأنصار والمهاجرون، والفرعي الذي حفرته بنو عبد الأشهل إلى الشرق وبنو دينار إلى الجنوب.
وقدم الكعكي عدة توصيات للجهات المعنية للحفاظ على معالم غزوة الخندق كجبل الراية، وجبل بني عبيد، وجبل سلع، وشعب معسكر المسلمين، وشعب بني حرام، وما ارتبطت به من معالم أخرى لما لها من دور مهم في التخطيط للمعركة ونتائجها، والحفاظ على موقع أجمة الشيخين ومنع التكسير فيها، وتحديد الاستخدام المناسب بما يضمن الحفاظ عليها بعيداً عن المتغيرات المتتالية وحركة التطوير المستمرة في المنطقة، مع الحفاظ على ما تبقى من سند الحرة عند المزاد باعتباره من معالم الخندق المهمة، مع تحويل هذا الجزء مع الأرض المجاورة إلى حديقة تسمى بحديقة المزاد، لحاجة المنطقة إلى أماكن مفتوحة، وبالتالي الحفاظ على هذا الجزء المهم من تاريخ المدينة المنورة.