نايف بن عبد العزيز .. الفكر حين يحكم قبضة الأمن

نايف بن عبد العزيز .. الفكر حين يحكم قبضة الأمن
نايف بن عبد العزيز .. الفكر حين يحكم قبضة الأمن

ولد في العام ذاته الذي ولدت فيه المملكة العربية السعودية، قاد أصعب وزارة فيها تعنى بشؤون الأمن في دولة مساحتها مليونان وربع المليون كيلو مترمربع، أو ما يعادل مساحة أربع من كبريات الدول الأوروبية.
أضيف لأعبائه الصعبة التي اعتاد عليها منذ وقت مبكر ونال بها شهادات القدرة والكفاءة، عبء آخر في أن يكون نائبا ثانيا.
بدا الأمير نايف قادرا على التوفيق بين مهامه المختلفة، شكلت السنتان الأخيرتان اختبارا جديا لقدرته في أن يكون عضدا أساسيا للملك عبد الله بن عبد العزيز، كما كان في العقود الأخيرة عضدا بارزا للملوك السابقين من خلال قيامه بأعباء وزارة الداخلية.

#2#

لم تكن السنتان الأخيرتان اختبارا سهلا لأي مسؤول حديث عهد بالمسؤولية في وسط إقليمي ينوء بالمشكلات واستمطار الأزمات، حتى أن الأمير نايف بن عبد العزيز قال في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2008 في المدينة المنورة: "إننا ندرك أننا نعيش في عالم مضطرب مليء بالقلاقل"، لكن المسؤول الذي يدرك أبعاد ما يتناوله الإعلام عن بلاده يفند تلك الأسباب بالتأكيد أن التوضيح من قبل المسؤولين ومقابلة المعلومة المغلوطة بالصحيحة هو السبيل لدحض الافتراءات، فيما يرى في الفكر علاجا ناجعا لمشكلات التطرف.
160 عملية استهدفت الأمن حتى نهاية عام 2008، كما أوضح ذلك المسؤول الأمني الأول في السعودية، الذي أكد أن ربع تلك العمليات لو كتب لها النجاح لكانت البلاد في وضع آخر، ومع ذلك يصر الأمير ذو الثقافة الواسعة على قضية الأمن الفكري ويقول: "نعم. نحتاج إلى الأمن بشكل كبير.. ولكنني أقول - وأنا أحد رجال الأمن: إن الأمن الفكري أكثر أهمية، وفعلا نحن بحاجة إلى مركز أبحاث في بلادنا يعنى بموضوعات الإرهاب".
وان كان الفكر هو من يقود قبضة الأمن لا العكس كما في بلاد أخرى فإن رحابة الفضاء الفكري كانت واضحة جنبا إلى جنب مع اليد القوية التي ضربت فلول التطرف النازقة التي لم يفد فيها علاج؛ إذ انحسرت الخلايا المسلحة منذ أن استهدفتها الحكومة السعودية والسلطات الأمنية تحديدا بداية من عام 2002 وصولا إلى عام 2007؛ إذ شرعت وزارة الداخلية في استهداف استباقي للمخططات الإرهابية قبل أن تبدأ حتى تلاشت تقريبا، غير أن الأهم هو أن الثقافة المغذية لهذا النوع من العنف أخذت في التراجع.