20 ذخيرة للقيادة الناجحة

من منا لا يفكر في دور معين أو هدف محدد يحذو نحوه ليحصل على نجاح أو إنجاز أو عمل؟ غير أن البعض ينقصه السبل والكيفية التي يمكن له من خلالها الحصول على النجاح. النجاح له سبله وطرقه ودروبه، وهي عبارة عن ذخائر، لا بد من القيام بها حتى يحصل المرجو من الآمال. وهناك من اختار غير هذه الذخائر أو أخذ ببعضها وأهمل بعضها؛ لكن هنا أحاول ذكر المهم منها والمجرب شخصيا:
1- الهدف: هو فتيل الشرارة الأولى، وهو الذي يوقظ الحماس في فؤاد صاحبه، الهدف يحدد لنا أين نحن ذاهبون، وماذا نود أن نصبح؟ وكيف نصبح ما نريد؟ الهدف يعزز احتمال حصول الأمر.
2- التخطيط: هو الخريطة التي نحدد من خلالها كيف نصل إلى الهدف، وما السبل التي سنسلكها؟ والمدة الزمنية التي سنقطعها؟ التخطيط هو أسهل الطرق وأنجحها، وهو يعتمد على أسئلة محورية تتلخص في ماذا أريد؟ ولماذا أريد؟ وكيف أحصل على ما أريد؟
3- التنظيم: ترتيب الأولويات ووضع الأهم منها قبل المهم، ومعرفة البرنامج اليومي الذي يحقق لنا الوصول إلى الهدف ويسهّل علينا ذلك، ونحن نعلم أن مشكلة كثير من الناس ليس في التنظيم إنما في الانضباط، وهنا ينبغي معرفة الفرق بينهما، التنظيم هو أن نحدد ما نريد في دفتر يومي أو على قائمة التقويم والمواعيد، أما الانضباط فهو التقيد بعمل تلك المهام في حينها والالتزام التام بالقيام بها، وأضيف أمرا مهما وهو أن التنظيم يعد أهميته 20 في المائة بخلاف الانضباط فهو يعادل في الأهمية 80 في المائة؛ لأن التنظيم ما الفائدة منه إن لم تتقيد به.
4- البداية: كنت في حديث مع أحد الأصدقاء فقال لي يوما كلمة جميلة ومختصرة ونحن نتبادل الحديث: أهم شيء الواحد يبدأ في أي عمل ومع الوقت يكتسب الخبرة، لكن ابدأ، وحق له أن يقول ذلك، فالطفل عندما يبدأ في المحاولة في المشي يصعب عليه الأمر في البداية ثم تجده بلغ مراده وطموحه في النهاية، وكذلك تأمل بداية المشاريع كيف نهضت في بدايتها وكيف بلغت في نهايتها؟ على سبيل المثال: المركبات، الصحف، المباني، الهاتف، الملابس، والبداية لا تحتاج منا سوى البداية فقط.
5- المثابرة: الهدف سواءً كان سهلا أو معقدا يتطلب منا المثابرة، تحقيق الأحلام والآمال يأتي فقط عند قدرتنا على تحمل المصاعب والمثابرة في مفهومها الواضح: أن نتقدم وألا نستسلم مهما أخفقنا وانهزمنا وشعرنا بشيء من الألم والحسرة، بل نرتاح قليلا ثم نعود فنواصل ونستمر ونكرر، المثابرون هم الناجحون غالبا.
6- التنمية الذاتية: أقصد بها التثقيف المستمر لذواتنا في الجوانب التي نأمل بلوغ النجاح فيها، فنطالع كل ما يرتقي بخبرتنا ويجدد معلوماتنا ويمنحنا الطاقة من جديد، والتنمية الذاتية في كل شيء، فالشخص الناجح تجده محبا للقراءة والاطلاع ويراه واجبا عليه.. التنمية الذاتية تشعرنا بالأمان والطمأنينة وتهطل قطرات السكينة علينا في الأزمات والشدائد والعقبات، وهي كذلك تنمي فينا خصلة الثقة بالنفس ونحن لا نشعر، وتمنحنا التحدث مع الآخرين بكل طلاقة وثقة.
7- الاهتمام: ما المقصود به؟ هو بذل مزيد من القراءة والمراجعة في كل ما يخدم حصول الهدف وتحققه، والاهتمام يعني المتابعة وتذكير الذات بالهدف المنشود بين الفترة والأخرى، بإيجاز يصبح (هاجسا ينام ويستيقظ معنا).
8- الصفاء القلبي: مفتاح النجاح الأكبر؛ وذلك لأن الإنسان عند إرادته بلوغ غاية أو هدف يتوخاه ينبغي أن تكون جوارحه سليمة خادمة له في ذلك، وأهمها على الإطلاق (القلب) فمتى كانت لياقته عالية وعضلاته مرتخية ساندك ودعمك لتحقيق مناك؛ إذ إن الحقد والحسد والغل والتشفي هي العوائق والحواجز لتحقيق النجاح، ومتى كانت مشغولة بغير ما خلقت وما أمرت به عطلت عقل الإنسان وحرمته من طاقاته وإمكاناته.
9- المرح والفرح والضحك: يعجب أحدنا من ذكر هذه الوصفات الثلاث هنا في علاقتها بالنجاح، وذلك لجهله بحاجة الآدمي إلى تلك الوصفات، خاصة الطموح والجاد والمكافح، فتسخير وقت من يومنا أو الأسبوع لنمضيه مع أصحابنا وأحبابنا لنسلي به أنفسنا ونضمن به عطاءنا أمر في غاية الضرورة وليس ترفا، وقد كان الشافعي - رحمه الله تعالي - يقول: ليس من المروءة الوقار في البستان. وأذكر أني قرأت للمفكر الغربي إيتشاين هي : معادلة النجاح = العمل الجاد + راحة (لعب) + الصمت.
10- الهدوء ثم الهدوء: النجاح نتيجة، وهو لا يستلزم أن نكون مقطبي الجبين وفي حالة ركض دائمة، بل جدير بطلاب النجاح أن يكون الهدوء سجيتهم وطبعهم، فالنجاح يأتي بالهدوء مع الحزم وحسن الأداء والعمل الجاد.
11- الشكر والعرفان: هناك خلل يحدث لدينا عند حدوث نعمة أو الوصول إلى إنجاز هو أننا نبادر مباشرة دون أن نشعر إلى الشخص الذي قام بمساعدتنا ودعمنا أو شفع لنا عند من نحتاج إليه، وننسى أن هناك ربا كبيرا هو من ألهمنا توفيقه وتسديده، فيجب على كل ناجح وطموح ونابغ ومبدع أن يخر ساجدا لله تعالى منكسرا له عند كل نعمة تحل عليه وله، فبالشكر تدوم وتمكث النعم.
12- معرفة الرجال العاملين معك: هذا من أنجح الوسائل الداعمة لتحقيق النجاح معرفة سبل الوصول لقلوب العاملين معك، وهذا منهج سار عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يتفهم الآخرين ويمنح كل واحد منهم ما يستحق من الألقاب والعبارات، فمنهم من هو أمين فعامله على ذلك وذكّره بين الحين والآخر بأمانته، ومنهم من هو متقن فحاول أن تذكّره بين الفينة والأخرى بجودة ما يقدم من عمل، وأيضا معرفة الرجال ينضم إليه كيفية سلوكهم ومناهج التفكير لديهم، بمعنى كيف تلج إليهم، فقد عرف بالتجربة أن القائد الممتاز مهما كان لن يصل إلى النجاح إلا بمن يعمل معه.
13- التساهل مع الزلات: كن متسامحا وذا عفو مع نفسك ومع الآخرين؛ لأن الزلة هي في حق الناجح جزء من تركيبة النجاح ومدرسته، فطالما أن هناك عملا وحركة وتنفيذا فهناك أخطاء وزلات وهنّات، إلا أنها هنّات النجاح التي لا بد منها.
14- البرمجة العقلية للتفاؤل: مطلب مهم جدا، اغرس في خاطرك وعقلك الباطني ولسانك الشفهي كلمات وعبارات وألفاظا مليئة بالأمل والحلم، وليكن هذا حديثا مستمرا ودائما، واستخدمه من أول بزوغ الفجر حتى تمسي، وليكن منهجك، وتعلم ذلك واحرص عليه، فللكلمات تأثير بالغ في حياتنا وتصرفاتنا، فالناجح هي بالنسبة له كالماء والهواء من غيرها ستتوقف الحياة.
15- الاستقامة الأخلاقية: هنا وهناك أي في العالمين الغربي والشرقي أجمعوا على أن الأخلاق والقيم هي من أكبر دعائم النجاح ومقوماته من أمانة وصدق ووفاء وحفاظ على السمعة، وهو في الميزان العقلي تجده أيضا صحيحا ومعقولا ومقنعا، فالناجح اعتدنا أن نرى عليه تلك الخيرية في منهجه ودربه.
16- حاذر تضخيم إنجازك: يقال عوائق النجاح ومثبطاته عدة وكثيرة، إلا من أهمها (تضخيم الإنجاز ورؤيته بأكثر مما يستحق والتوقف عنده كثيرا والحديث عنه أكثر)، ينبغي أن نفرح ونسر من غير رؤية ما قدمناه بأنه فريد ونادر ومعجز، بل نعطيه وضعه العادي مع التعرف على النواقص فيه حتى نحسنه في القادم من الغد، فقد قيل إن من عوامل التراجع وتوقف الهمة والطموح: الكسل والإعجاب بالعمل.
17- أصغ بعقل وقلب واع: الناجح يطبق قاعدة (الذي يعرف كثيرا يتكلم قليلا والذي يعرف قليلا يتكلم كثيرا)، وهنا ينبغي أن نعلم أن الإصغاء يحقق لنا من النجاح ما لا تحققه قراءة كتب كثيرة، الإصغاء والتفكير فيما نسمع وتحليله هي الذخيرة الأهم للناجحين، في البداية تكون صعبة وشاقة خاصة لمن اعتاد الحديث، لكن مع المحاولة مرة وأخرى تصبح سجية.
18- اطلب المشورة عند الشتات والحيرة: إذا رأيت نفسك تتكاسل في مشورة الآخرين وتجدها ثقيلة عليك فاعلم أنك في خطر وبعيد عن النجاح، النجاح له عوامل وأسس من بينها يقف أس وعامل المشورة وطلبها والاهتمام بها.
19- ابق على علاقة طيبة حتى مع من لا تهواهم: لست أقول كافح من أجل الآخرين واحرق مشاعرك وأعصابك لترضي فئة أو فردا منهم، بل يفضل أن يبقي الناجح شيئا من الود واللطف حتى مع المخالفين والمعاندين؛ لأن من هو قريب اليوم قد يبعد في الغد ومن هو بعيد اليوم قد يقرب.
20- نم مبكرا وقم مبكرا: لست في حاجة إلى التذكير بأهمية الحفاظ على صفاء الذهن ونشاط البدن، فهي من ركائز النجاح، فقد كانت هناك بعض الدراسات التي توصلت إلى أن الأفراد الذين يحافظون على موعد النوم المبكر يتمتعون بقدر كبير من الثقة بالنفس بخلاف الذين يميلون إلى السهر واللهو، حيث ينعكس على توتر علاقتهم ومصاحبة الإرهاق لهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي