قصة المحتال فيكتور لوستيج وماكينة التزوير

قصة المحتال فيكتور لوستيج وماكينة التزوير

قصة المحتال فيكتور لوستيج وماكينة التزوير

<a href="mailto:[email protected]">kjalabi@hotmail.com</a>

في مطلع القرن اشتهر رجل في أمريكا بالاحتيال هو (فيكتور لوستيج) وقصصه لا تنتهي، وكان من الحذق والبراعة وأناقة المظهر ومعسول القول ما ضحك به على الكثيرين.
وأنا شخصيا اجتمعت برجل كان يعتبر نفسه مدرسة في الكذب وكنت أتعجب ممن يحتال أو يتقن الكذب، ولكن يبدو أنه مرض للإنسان مثل المرض البيولوجي، ولكن الفرق بين المرضين أن المصاب بالبهاق أو الجرب والأكزيما يطلب المعالجة للبرء أما المصاب بالاحتيال أو الكذب فيجد المتعة في ذلك وأنها (فهلوية).
كان الذي يشتري الجهاز المزعوم لتزوير الدولار وولادته من المحتال لوستيج ويجربه فلا يعمل لا يستطيع أن يفعل شيئاً وهل سيذهب إلى الشرطة ويقول لهم إنني اشتريت جهازاً للتزوير ووجدته لا يعمل وأريد منكم معاقبة الذي يروج الجهاز وخذوا لي حقي منه؟ كان الرجل هكذا يوقع بالناس المغفلين.
إنه إن فعل غامر بأن يجعل نفسه موضع التساؤل فكان يكتفي بوجع الخسارة وعض أصابع الندم. حتى كان ذلك اليوم الذي تعرض فيه مدير مركز بوليس ويسمى في أمريكا (شريف) لعملية النصب هذه وهو أمر غريب أن يقع في فخ هذا المحتال رجل العدالة. تقدم الرجل المدعو ريشارد من مدينة ريمسين كانتي وقرع باب غرفة لستيج في يوم أحد وهو مزود ببندقية بعد أن غشه بمبلغ عشرة آلاف دولار. فتح فيكتور الباب وقال له خيرا إن شاء الله في هذا الصباح. قال له فورا : يابن الفاعلة .. ثم رفع البارودة وهيأها للإطلاق وبدأ في صب أقذع السباب عليه. قال له فيكتور بهدوء: ما الذي حدث أخبرني؟ قال: الآلة التي بعتنيها وقبضت ثمنها عشرة آلاف دولار. أجاب فيكتور ببراءة: ألم تعمل؟ قال: إنك كنت تعلم أنها لا تعمل. قال باهتمام: لعل خطأ حصل أثناء تشغيل الماكينة، قال: لا لقد فعلت حسب تعليماتك، قال له فيكتور: هل وصلت البرغي الأخضر مع السلك الأصفر ثم بدأ يشرح له أمورا تفصيلية كبيرة عن كيفية تشغيل الجهاز وكلها طبعاً من قبيل (أكل الحلاوة) في عقل الرجل. ومازال فيكتور يفتق الأسئلة والتوضيحات حتى لان الرجل وبدأت فوهة البندقية تنزل من صدر الرجل إلى الأرض. عندها بدأ لوستيج في المرحلة الثانية من تكتيك الاحتيال فقال له إن عندي الاستعداد أن آتي إليك إلى أوكلاهوما وهناك أشغل لك الجهاز تحت نظرك. مع هذا فلقد ضربت (مشواراً) طويلا من بلدك حتى تأتي إلى واشنطن ولن أجعلك ترجع خاوي الوفاض ولسوف أعيد إليك المال الذي دفعت.
ذهل الشريف من أريحية وصدق وكرم الرجل. غاب فيكتور هنيهة من الزمن ثم عاد ودفع في يده مائة قطعة من فئة المائة دولار .
ثم قال له: هذا مالك رجع إليك كما دفعته لآخر قرش.
انصرف الرجل وهو مذهول ومستسلم. وفي الأيام اللاحقة كان الجراف فيكتور لوستيج يتفقد الجريدة اليومية بحذر ودقة كل صباح.
حتى كان اليوم الذي كان يقرأ فيه نبأ إلقاء القبض على الشريف ريشارد بسبب توزيعه عملة مزورة من فئة المائة دولار وأنه أودع السجن.

الأكثر قراءة