مجاعة القرن الإفريقي.. المساعدات تتوالى والمحتاجون يزدادون
قال مسؤولو برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس، إن هناك زيادة كبيرة في التبرعات المخصصة لمساعدة المتضررين بالجفاف والمجاعة في منطقة القرن الإفريقي، فيما يواصل البرنامج العمل على تسريع وتيرة عمليات الإغاثة.
وتلقى البرنامج نحو 250 مليون دولار تبرعات هذا الأسبوع، ولكن أعداد المحتاجين للمساعدات تزداد بصفة يومية. وقال روسى أوجولا الذي يعمل مع البرنامج في كينيا "نحن نقدم الطعام للاجئين يوميا". يشار إلى أن نحو 400 ألف لاجئ صومالي فروا إلى كينيا بسبب الحرب في بلادهم على مدار عقدين من الزمن، إضافة إلى موجات الجفاف التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة.
وقال أوجولا: إن معظم هؤلاء يعتمدون "بصورة كاملة تقريبا" على المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج. وذكرت جمعية الصليب الأحمر في كينيا أن الكينيين أنفسهم يعانون بشكل كبير كارثة الجفاف، حيث يحتاج أكثر من ثلاثة ملايين كيني للمساعدات الإنسانية. وقالت نيللي مولوكا، المسؤولة في جمعية الصليب الأحمر الكيني "يعاني الكينيون بالمثل الجفاف. ولا سيما في الشمال. إنهم في حاجة للطعام وفي حاجة للمياه، والأدوية. تماما مثل سكان المخيم". أما الأسوأ تضررا، فهم الرعاة والمجموعات المعرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن. وأوضحت مولوكا أن "كل قسم من المزارعين يعاني. هؤلاء الذين يربون الماشية ـــ بسبب الجفاف فقدوا ماشيتهم. هؤلاء الذين يعتمدون على الصيد يشهدون حالة جفاف الأنهار والبحيرات".
وقالت عقب قيامها بزيارة لبعض المناطق الأسوأ تضررا من شمال كينيا "الأرض جافة، جرداء". كانت أول طائرة مساعدات وصلت إلى العاصمة مقديشو الأربعاء وعلى متنها عشرة أطنان من المواد الغذائية للأطفال أقل من خمسة أعوام الذين يعانون سوء التغذية.
وقال البرنامج: إن هذا من شأنه إتاحة الفرصة له لكى يقدم مزيدا من المساعدة، كما أنه يدرس حاليا خيارات تسيير مزيد من الرحلات التي تحمل مساعدات للعاصمة والأجزاء الجنوبية من الصومال. ووفقا للأمم المتحدة، فإن 3.7 مليون صومالي، أي ما يعادل ثلث سكان تلك البلاد التي مزقتها الحروب والكوارث الطبيعية، يحتاجون للمساعدات الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت مطلع هذا الأسبوع إنها تمكنت من جمع 1.1 مليار دولار لشرق إفريقيا الذي يعاني الجفاف، ولكنها ما زالت تعاني نقصا في التمويل يقدر بنحو مليار دولار. وطالب بان كى مون الأمين العام للمنظمة الدولية الدول العربية بالبدء في تقديم تبرعات، حيث إن معظم التبرعات جاءت من الدول الغربية. وقال البرنامج: إن السعودية قدمت 50 مليون دولار للأطفال المتضررين إضافة إلى تبرعات جديدة من الدول الأوروبية واليابان وأمريكا.