الحملة التوعوية "استثمر في وعيك الاستثماري" وكيفية الاستفادة منها؟

الحملة التوعوية "استثمر في وعيك الاستثماري" وكيفية الاستفادة منها؟

من ضمن البرنامج الإصلاحي الذي تنفذه هيئة السوق المالية لتطوير كفاءة السوق المالية السعودية تنظم هيئة السوق المالية مشكورةً على هذه المبادرة حملة توعوية في 14 مدينة سعودية وتنفذ خلالها 27 محاضرة تهدف إلى تثقيف ونشر الوعي الاستثماري لدى المستثمرين في السوق السعودية. تأتي أهمية هذه الحملة في هذا الوقت بالذات بعد الارتفاع الكبير الذي صاحب سوق الأسهم السعودية منذ عام 1999 والتوسع في الاكتتابات وتحسن البيئة التنظيمية والتشريعية في سوق الأسهم مما نتج عنه استقطاب عدد كبير جداً من المواطنين وتوجيه مدخراتهم وتوجه البعض إلى أبعد من ذلك إلى الاقتراض وتحمل الديون بغرض الاستثمار في السوق بحثاً عن الثراء السريع. وحدث بالفعل في شهر فبراير من هذا العام ما كنا خائفين منه حيث انخفض السوق بحدة، ومما زاد الأثر السلبي أن الكثير من المستثمرين هم صغار في الثروة وحديثو التجربة على الأسواق وزاد الطين بلة أن غالبيتهم توجهوا للاستثمار في شركات المضاربة التي كانت تحقق قفزات كبيرة في ذلك الوقت. وخلال فبراير تصاعدت الأصوات والنداءات لتدخل المنقذ وهو الدولة مما حدا بالدولة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى إيقاف النزيف ومن ثم إضفاء الاستقرار على السوق وحدث ذلك بالفعل. وقد وقع كثير من اللوم على هيئة السوق المالية في ذلك الوقت وهذا من طبعنا للأسف لا بد من أن يكون هناك كبش فداء يتحمل مسئولية أية كارثة ولا بد من وجود شماعة نعلق عليها أخطاءنا. ولتقليل الآثار السلبية لمثل هذه الكوارث لأنه من غير الممكن أو من المستحيل تفاديها لأنها من طبيعة أسواق الأسهم وحدثت وما زالت تحدث في كل أسواق العالم سواء المتقدمة أو الناشئة بدءاً بـ "الإثنين الأسود" و مرورا بانهيار النيكاي في الثمانينيات والوصول إلى كارثة التكنولوجيا والاتصالات مطلع هذا القرن الميلادي وانتهاء بانهيارات الأسواق الناشئة برمتها، دشنت هيئة السوق المالية برنامجا إصلاحيا وتطويريا شاملا يهدف إلى زيادة عمق السوق من خلال الإسراع في برامج طرح الشركات الجديدة لزيادة عمق السوق وامتصاص السيولة الهائلة في الاقتصاد كذلك رفع درجة الإفصاح والتوسع في التصريح لشركات الاستثمار والوساطة التي ستلعب دورا رئيسيا في تطوير السوق المالية ونشر الوعي الاستثماري كما هي الحال في الدول المتقدمة والعمل على نشر الوعي الاستثماري لدى المواطنين والراغبين في الاستثمار في سوق المال بشكل عام وسوق الأسهم بشكل خاص. لقد طالب الكثير بأن تلعب هيئة السوق المالية دوراً توعوياً وها هي تقف وتلبي احتياجات السوق من خلال هذا البرنامج المكثف. وما على الرسول إلا البلاغ المبين، يجب علينا الحضور وإذا لم نحضر فاللوم يقع علينا كمستثمرين و مواطنين في حالة تكرار ما حدث في فبراير في المستقبل، لا قدر الله. وإذا حضرنا مثل هذه المحاضرات القيمة يجب علينا الاستفادة منها على أكمل وجه من خلال الإصغاء للأوراق المطروحة فيها والمشاركة بطرح الأسئلة مهما كانت دون استحياء وأخيرا ترك المحاضرة بثروة من المعلومات التي يجب علي الاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع ليس فقط تخزينها في الذاكرة التي لا بد لها أن تتلاشى مع الزمن في حالة عدم ممارستها. الرئيس التنفيذي - شركة جدوى للاستثمار
إنشرها

أضف تعليق