استثمار طاقات الطلبة والطالبات
تعد العطلة الصيفية بالنسبة للطلاب والطالبات فرصة لمزيد من اكتساب المعرفة والعلم وتنمية الإبداعات والمهارات، فهي لا تقل أهمية عن عملية التحصيل العلمي على مقاعد الدراسة.. والعطلة الصيفية تشكل مسؤولية وعبئا جما على الأسرة يجب التعامل معه بحكمة وبصيرة لكي تكون الإجازة شعلة نشاط وحيوية ولها مردود إيجابي بالتركيز على العلم والعقل وتعزيز الانتماء وملء أوقات الأبناء والبنات خلالها بطريقة آمنة وممتعة ومفيدة مما يؤدي إلى مضاعفة المردودات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.. وهناك مناشط مختلفة وكثيرة ومتشعبة في أرجاء المملكة كافة تنظمها المؤسسات التعليمية والثقافية للآباء والأمهات والطلبة والطالبات خلال العطلة الصيفية.
وانطلاقا من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ بمناشط المؤسسات التعليمية والثقافية كافة، وفي دعم الجامعات والأندية الصيفية.. فهناك على سبيل المثال الأندية الصيفية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتي افتتحت هذا الأسبوع والتي يبلغ عددها 35 ناديا في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، وهذه الأندية الصيفية، كما تشير الجامعة تركز على عدد من المحاور الأساسية في مسيرة النشء، وتحرص على تقديم البرامج التربوية والعلمية والترفيهية للمشاركين على مختلف مستوياتهم العمرية، إضافة إلى مسابقات حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، والمسابقات الثقافية والعلمية والاجتماعية والبحوث وتهدف إلى تهيئة البيئة السليمة لتوجيه الشباب التوجيه الصحيح المنضبط بالعقيدة الصافية وقيم الإسلام وأخلاقياته، وتنمية مستوى الانتماء للوطن وبث روح حبه وخدمته في نفوس المشاركين. كما أن خطة الموسم الصيفي لمكتبة الملك عبد العزيز العامة ـــ كمثال آخر ـــ تزخر بعدد كبير من البرامج التي تستهدف جميع أفراد العائلة من الرجال والنساء والأطفال لاستغلال أوقات الفراغ في القراءة والاطلاع وتنمية المهارات واكتشاف المواهب، حيث تركز المكتبة خلال هذا الصيف على قائمة من الأنشطة الموجهة للمرأة والفتاة وتتناول في جانب كبير منها تنمية قدرات المرأة للتعامل مع الأبناء والحوار الأسري واستخدام الحاسب الآلي.
إن الأنشطة الصيفية التي تقيمها المؤسسات التعليمية والثقافية تسعى إلى المحافظة لإيجاد بنية سليمة صحية لاستيعاب طاقات هذه الآلاف من الطلاب والطالبات، وتقوم بدور عظيم في بناء مهاراتهم وتعليمهم الاعتماد على الذات والمساهمة في تطوير الأفكار والمواهب من خلال فعاليات رياضية وثقافية واجتماعية تسهم في صقل شخصية النشء وتنمية قدراته العقلية والبدنية، وتسهم في تنمية الروح الوطنية لديهم وتنأى بهم عن مواطن الملل أو الانحراف إذا علمنا أن الفراغ للشباب مفسدة.. وعليه، فيجدر تذكير الآباء والأمهات بتشجيع أبنائهم على الانخراط في هذه الأنشطة الصيفية، ولعل من المناسب أيضا أن يأخذ الاشتراك فيها طابعاً إلزاميا للطلبة والطالبات لأن انضمامهم في هذه الأنشطة مفيد جدا خلال العطلة الصيفية السنوية، ومثل هذا الأمر ضرورة لازمة في هذا الزمن الصعب الذي أضحى فيه شبابنا وشاباتنا هدفا لأشكال التضليل.
كما توفر العطلة الصيفية مرحلة ملائمة للتواصل الأسري والحيوية الاجتماعية.. مثل تشجيع النشء وتعويدهم على تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية؛ وذلك من خلال زيارات الأهل والأصدقاء واستضافتهم والقيام بالرحلات العائلية من خلال السياحة الداخلية الممتعة للوقوف على تميز الوطن.. وكذلك المساعدة بالأعمال المنزلية، حيث يجب تعويد الأبناء منذ الصغر بأن لهم أدواراً في خدمة أنفسهم والتعاون في خدمة المنزل والعائلة، أيضاً تعد الأعمال التطوعية من القيم التي ينبغي تربية الأبناء عليها وتتجلى في قيام الأبناء على خدمة المجتمع والبيئة ومساعدة الآخرين والأعمال التطوعية التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم وأعمارهم.. وأمر أخير وهو أن على أولياء الأمور التمتع بإجازاتهم السنوية أثناء عطلة أبنائهم الصيفية لمشاركتهم أنشطتهم ورعايتهم والاهتمام بهم.