«أرامكو» لأعمال المباني والبنية التحتية

شركة الزيت العربية ''أرامكو'' التي تحتل المرتبة الأولى في العالم في إنتاج النفط واحتياطيات الزيت الخام، يتركز نشاطها في أعمال التنقيب والإنتاج والتكرير، إضافة إلى أعمال التوزيع والشحن والتسويق. ويبلغ عدد موظفيها أكثر من 54 ألف موظف يمثل السعوديون أكثر من 90 في المائة منهم، يؤدون جميع أعمال ألشركه في كل التخصصات وعلى المستويات كافة.
ليس من نشاط شركة أرامكو الرئيس أو ما يسمى بـ Core Business القيام بالأعمال الإنشائية للمباني والمجمعات السكنية وأعمال البنية التحتية، حيث تسند ''أرامكو'' عادة هذه الأعمال عند حاجتها إليها في مواقعها الصناعية لمقاولين من الباطن معتمدين لديها يتولون التصميم والتنفيذ، وتتولى ''أرامكو'' فقط الإشراف على سير الأعمال للتأكد من مطابقة مواصفاتها التي تعتمدها في مبانيها.
بدأت ''أرامكو'' في تولي أعمال إنشاء المباني كشركة منفذة بداية بـمشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ''كاوست'' في بلدة ''ثول'' على ساحل البحر الأحمر من مبدأ المسؤولية الاجتماعية. وقد نجحت في تنفيذ هذا المشروع وسلمته في وقته المحدد.
وقد استمدت نجاحها من وجود أنظمة لديها فنية وإدارية متطورة ساعدت مهندسيها على إدارة المشروع بكل حرفية.
بعد هذا النجاح في مشروع ''كاوست'' تسلمت ''أرامكو'' مشروع مدينة الملك عبد الله الرياضية والقريب موقعه من ثول أيضا، حيث لا يزال هذا المشروع في مراحله التصميمية الأولى، إضافة إلى تكليفها أخيرا بتولي إدارة مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول في مدينة جدة.
لا شك أن شركة أرامكو هي الرقم الصعب بين شركاتنا الوطنية والتي دائماً نراهن على نجاحها في تنفيذ الأعمال بكل جدية وحزم وحرفية، ولكن إلى متي؟
أخشى أن يأتي يوم وتبدأ ''أرامكو'' بالتراجع عن منافسة شركات النفط العالمية في إنتاج وتوزيع وتكرير الزيت الخام بسبب شغلها بأعمال هندسية بعيدة عن نشاطها الرئيس.
لذلك فإنني اقترح على المسؤولين في شركة أرامكو أن يؤسسوا شركة جديدة تتولى هذه الأعمال تحت مظلة ''أرامكو'' باسم ''أرامكو لأعمال المباني والبنية التحتية'' على غرار شركة أرامكو لتجارة المنتجات النفطية المكررة والتي أسستها أخيرا، وعلى غرار شركة البحر الأحمر للتكرير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي