الدرس الإداري

الدرس الإداري

الإدارة علم ملئ بالدروس والنظريات والتجارب لكن الحياة الإدارية الحقيقية عادةً ما تكون أصدق بالدروس وأدق بالعبر. ومن وجهة نظري أن أهم هذه الدروس هي عبارة أعلقها في مكتبي " ممارسة قوة السلطة على الموظف هي ردة فعل ناتجة عن ضعف في الشخصية ".

الإدارة هي تعامل بالحب والاحترام والأخلاق فليس الإدارة متمثلة بشخص مدير يبحث عن صلاحيات لا للعمل في صالح الموظف لكن لكي يمارس قوة السلطة عليه فتجده يهتم بالحضور والانصراف والحرمان من تدريب أو دورات أو أداء العمل (تهميش) لا لهدف تأديبي ( لتقصير من الموظف أو إهمال أو تكاسل ولكن لأن الموظف أبدى رأيه فقط) في محاولة لإثبات القوة لدى من هم أعلى منه منصبا أنه قادر على السيطرة على الموظفين، بالعربي "حنا نأخذ حقك منه".

فلا بد من أن يكون هناك حب واحترام بين الموظف والمدير وكما ذكر الدكتور الراحل غازي القصيبي في كتابه – حياة في الإدارة – "الدرس الإداري الكبير الذي تعلمته وقتها ولم أنسه حتى الآن، يتعلق بترتيب الأولويات عليك أن تبدأ بتحفيز الآخرين عن طريق الحب والاحترام أن تحبهم فتجعلهم يحبونك وتحترمهم فتجعلهم يحترمونك وسوف تجد كل رغباتك قد تحققت. عندما يتعذر الوصول إلى الهدف عن هذا الطريق عليك أن تلجأ إلى الإغراء بالثواب عندما يفشل هذا المسعى وعندها فقط لك أن تلجأ إلى آخر العلاج وهو العقاب أو التلويح به."

ومن منطلق البدء بالتغير فعلى المدراء أن يغيروا عبارة الموظفين "عندي" إلى الموظفين "معي" فهم شركاء النجاح وهم أيضاً شركاء التقصير والفشل ، فإذا كانت علاقة الموظفين برئيسهم يشوبها شيء من تعكر الجو فهذا يؤثر سلباً على العمل وعلى الإنتاج.
فعلى كل مدير أن يتعلم كيف يتعامل مع الموظفين وكيف يحترمهم لكي يحترموه وليصحوا المدراء من غفلتهم وليعودوا إلى الواقع فزمن الأساطير والأبطال الذين يعملون كل شيء بأنفسهم انتهى والتغير أصبح سهلاً بعد تونس ومصر.
ولنتذكر عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.

لإضافة مقال في "الاقتصادية الإلكترونية"
اضغط هنا

الأكثر قراءة