رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني

رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني
رئيس «السوربون»: ما صرفته المملكة على ميزانيات التعليم العالي أذهلني

أشاد البروفيسور جان كلود كوليار رئيس جامعة السوربون بما تضمنه برنامج زيارته للمملكة برفقة نخبة من القيادات الجامعية والأكاديمية الفرنسية، مؤكدا بشكل خاص على قيمة اللقاء الذي جمع الوفد بالأمير سلمان بن عبد العزيز ظهر الأحد الماضي بحضور كل من نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي العطية، ومستشار أمير منطقة الرياض الدكتور عواد العواد، وسفير جمهورية فرنسا لدى المملكة برتران بزانسنيو، حيث عبر رئيس الجامعة العريقة عن تقديره الكبير لما سمعه من أمير الرياض عن الاهتمام الذي توليه المملكة لدعم وتطوير كافة مؤسسات ومشاريع التعليم العالي.

وأكد كوليار أهمية التوجه الذي لمسه لدى أمير الرياض، ما يجسد ما تتمتع به القيادات السعودية من وعي سينعكس إيجاباً على الحركة العلمية في المملكة، مشيرا كذلك إلى أن الأمير سلمان قد تحدث معه حول وسائل توثيق التعاون بين جامعة السوربون والجامعات السعودية، إضافة إلى الحديث حول موضوعات التعليم العالي وتعزيز المشاريع المشتركة على مختلف المستويات في إطار العلاقات المميزة بين الرياض وباريس.

#2#

#3#

جاء ذلك ضمن حديث البروفيسور كوليار في حلقة النقاش الخاصة التي أقامها (نادي الاقتصادية الصحفي) والتي أكد فيها استعداد جامعته لعقد مزيد من الشراكات والاتفاقيات بما يتلاءم مع تخصصاتها لدعم حركة التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة.

مبدياً كذلك انطباعه الإيجابي عموما عن زيارته للرياض وقال ''لقد ذهلنا من مظاهر الثقافة والعراقة في هذا البلد، وأعجبنا كثيرا بالوسائل الجبارة التي وضعت في خدمة البحث العلمي.. إن هذه التجربة تعد بالكثير من التقدم ولا سيما في ظل ما وجدته فيها من توافر ميزانيات ضخمة لمشاريع تطوير وإنشاء المراكز العلمية والتوسع على مستوى المباني والمدن الجامعية.. من الواضح أن هذا التوجه يقوم على خبرة جيدة ورؤية شاملة تثبت أن المملكة قد دخلت المجال العلمي بقوة وهي تسير على درب كبير للمضي قدماً بجامعاتها لتضاهي كبرى الجامعات في العالم'' وأكد كوليار أن زيارته مع أعضاء الوفد الفرنسي للمملكة ستكون فرصة لاختبار ومقاربة المشروعات والتطبيقات المشتركة في المجال العلمي والحصول على الفائدة التي تتجاوز مجرد المعرفة إلى تطوير منهجيات العمل.

#4#

#5#

وكانت الحلقة التي أدارها الملحق الثقافي السعودي في باريس الدكتور عبد الله الخطيب وحضرها أعضاء الوفد الفرنسي بجانب أعضاء (نادي الاقتصادية الصحفي) قد تناولت عدة قضايا متصلة بتطوير الحراك البحثي والأكاديمي بالتزامن مع توقيع جامعة السوربون لاتفاقيتين أولاهما إنشاء كرسي علمي للرياضيات المطبقة في الاقتصاد مع جامعة الملك سعود والآخر هو كرسي حوار الحضارات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إضافة إلى كرسي علمي ثالث في جامعة الملك عبد العزيز ويتصل بأخلاقيات التمويل والاقتصاد الإسلامي يوقع الوفد الفرنسي اتفاقيته خلال زيارته لمدينة جدة.

وأوضح أن الاتفاقيات لن تتوقف عند الجوانب البحثية بل ستشمل كذلك ''بحثاً'' من نوع آخر في إطار تفاهمات وشراكات تتعلق باستكشاف الآثار والمواقع الأثرية التي يصفها مسؤول في جامعة السوربون بأنها ''ثرية'' ويضيف ''نحن سعداء بمتابعة اكتشافات كنوز وآثار المملكة بالتعاون مع فرق محلية، ولا سيما في فترة ألفية ما قبل الميلاد المسماة ''الهيلنستية'' والتي تعد مهمة من حيث مكتشفاتها وموجوداتها التاريخية الكثيرة التي عثرنا عليها بعد عملياتنا التنقيبية في المملكة، نحن في السوربون وبالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار نقوم بأبحاث كبيرة خصوصا في منطقة مدائن صالح من أجل إبراز جانب من التواصل الإنساني والمبادلات التي يتم اكتشاف علاماتها في مكتشفات تلك المرحلة''.

وفي تعليقه على اختيار جامعة السوربون للتخصصات التي وقعت فيها الاتفاقيات مع الجامعات السعودية، أكد كوليار أن مشروع كرسي حوار الحضارات يأتي تعبيرا عن إيمان الطرفين بأهمية التكامل الإنساني والثقافي في هذه المرحلة، وأضاف: ''المتابع للأحداث السياسية والاقتصادية الراهنة يرى أن العالم يشهد حالياً ما يمكن وصفه بفترة انعزالات على مستوى الهوية وهي حالة ولدت نزعات الانقسام وأثرت سلبا في الاستقرار حتى داخل الدولة الواحدة كما هو الحال في السودان مثلا، وأمر كهذا يفترض في المقابل أن يضاعف الرغبة في البحث عن فرص التوحد وإيجاد التحالفات بين مختلف الأطراف مع بقاء حق كل منها في التعبير عن هويتها الثقافية وإبرازها''.

#6#

#7#

وحول اهتمام ''السوربون'' بكرسي متخصص في الاقتصاد الإسلامي أوضح أن هذا الاهتمام يعبر عن الأهمية النوعية التي بات يمثلها هذا المنهج، وأضاف ''إذا كانت السياسات المالية ستوفر نظماً أخلاقية تعود بفائدة أكبر على الاقتصاد فهذا أمر جميل ويستحق الاهتمام، في أوروبا إجمالاً هناك فضول كبير تجاه المصرفية الإسلامية، نحن نعرفها كمجال ولكننا بحاجة أكثر إلى التعرف على قواعدها وأنظمتها وهو ماجعلنا نحرص على إنشاء هذا الكرسي، ويهمني كثيرا أن أعرف نتائج هذا المشروع وتأثيره في التعامل المالي والمجال الاقتصادي''.

أما ما يتصل بكرسي الرياضيات المطبقة على الاقتصاد فقد أكد متحدثون في الوفد الفرنسي أنه يعد واحدا من أهم البرامج التي تطبق على نطاق واسع في جامعات الاتحاد الأوروبي التي تدعم استقطاب عدد من أساتذة وطلاب في هذا المجال إليها، كما ستشهد الفترة المقبلة تنسيقا بين السوربون وجامعة الملك سعود بشأن ابتعاث طلاب فرنسيين لحضور محاضرات متصلة بهذا التخصص وكذلك لاختبار تطبيقاته العملية في المصارف والمؤسسات المالية.

#8#

#9#

وقد أبدى رئيس ''السوربون'' تفاؤله بما ستعود به اتفاقيات التعاون المشترك من نتائج مفيدة على الجميع.. معلقاً ''الجامعات السعودية كبيرة جدا من حيث الحجم والإمكانات، وفي المقابل، لدينا في فرنسا 65 جامعة وأكثر من 120 من الكليات والمراكز العلمية ومؤسسات التعليم العالي.. وإضافة إلى الاتفاقيات التي وقعناها فنحن على استعداد لتلبية أي مشروع تعاون يتلاءم مع معاييرنا البحثية والتخصصية''، كوليار الذي أشار إلى أن دور المؤسسة في دعم التعليم العالي على أهميته يظل بحاجة مستمرة إلى الكفاءات البشرية التي تمثل الرهان الأساسي لنجاح وتقدم أي مشروع.. متمنيا في هذا السياق أن يتم تفعيل مبادلات الأساتذة الجامعيين والطلاب في إطار البناء العلمي المشترك بين المملكة وفرنسا وبما سيكون له فائدة كبيرة على الجانبين.

وفي معرض تعليقه على مداخلات أعضاء ''نادي الاقتصادية'' الصحفي طرح رئيس ''السوربون'' رؤيته حيال عدد من القضايا الدولية والثقافية، وفي رد له على تساؤل المفكر إبراهيم البليهي بشأن واقع الاتحاد الأوروبي وقدرته على الاستمرار والمحافظة على وحدته في ظل حالة التذبذب الاقتصادي التي تمر بها بعض دوله، قال كوليار: ''الاتحاد الأوروبي عامل سلم كبير، ومنذ سنوات فقط لم نكن نحلم بهذه الوحدة، والآن لدينا 27 دولة تنضوي تحت لواء الاتحاد الأوروبي.. وهناك نجاح واضح لهذا المشروع وأبرز مظاهره توحيد العملة، لكنه أشار إلى أن بعض الدول لم تحقق الاشتراطات الاقتصادية المطلوبة.. الأزمات الاقتصادية نتجت عن مضاربات عشوائية قامت بها مؤسسات مالية كبرى، وقد مرت فرنسا بأزمة مالية في عهد الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران وحينها لعبت المملكة دورا كبيرا في مساعدتنا للخروج منها، هذه الأزمات تتكرر بوجود بعض الثغرات في التطبيقات الاقتصادية والسبيل الوحيد لتلافيها هو العمل على إيجاد حلول للسياسات المالية الداخلية.. الاتحاد الأوروبي لم يصل بعد إلى توحيد اقتصادات دوله وهو ما ظهر من خلال الأزمة التي تعرضت لها اليونان أخيرا''، وطرح كوليار فكرة التوحيد الاجتماعي كحل لمشكلة الدول الأوروبية التي وصفها بالمتفاوتة معيشياً رغم تقاربها ثقافياً.

#10#

#11#

كما علق على مفهوم التعايش بين الثقافتين الأوروبية والأمريكية، معتبرا النظام الفرنسي يتبنى فكرة القانون باعتباره ملكاً للجميع بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الثقافي أو اللغوي.

وأضاف ''في ظل تزايد التبادلات البشرية والهجرة بشكل كبير، نلاحظ أن النموذج الأمريكي يتجه إلى مبدأ التعايش مع الاحتفاظ بخصوصية الهويات الثقافية والاجتماعية، بينما نرى في أوروبا مبدأ آخر يضع الدولة كإطار عام للتعايش.. لدينا في فرنسا تعريف قديم للوطن هو ''الرغبة في العيش معاً'' ومعناه أن كل من يرغب في العيش معنا فسنوفر له حسن الاستقبال والتعامل.. السؤال هو: كيف يتم التعايش؟ وما الممارسات التي يجب أن تقبلها الدولة أو ترفضها من قبل المقيمين فيها.. يظل من حق الدولة أن تضع قوانين لتنظيم مسألة التعايش، وهي مسألة حساسة وصعبة بطبيعة الحال ويحتاج البت فيها إلى كثير من العمل.

وفي موضوع آخر تحدث كوليار عما يدور في العالم حيال المسألة النووية، مشددا على تفهمه رغبة أي دولة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بالنظر إلى ما في هذه الطاقة من فائدة كبيرة في مجالات اقتصادية وخدمية وصناعية، وعلق بأن فرنسا تستخدم هذه الطاقة حاليا في توليد 80 في المائة من تيارها الكهربائي..غير أنه أشار إلى وجوب التنبه إلى أن بعض الدول قد تكون لديها نوايا لاستخدامات أخرى للطاقة النووية بشكل يهدد السلم العالمي.

وبالعودة إلى موضوع التعليم العالي أكد رئيس جامعة السوربون أن جامعته تتيح نظام استقطاب الأساتذة الزائرين من أجل أن يقدموا محاضرات في التخصصات والمواد التي توفرها الجامعة، موضحا أن التخصصات تختلف بين جامعة وأخرى وعلى سبيل المثال تهتم السوربون''باريس 1'' بمجالات التاريخ والقانون، في حين يوجد الأدب في السوربون 4 واللغويات في السوربون ''باريس 3''.

يشار إلى أن حلقة نقاش نادي الاقتصادية الصحفي التي جاءت في اليوم الثالث من زيارة الوفد الفرنسي للمملكة، شهدت كذلك لقاء بين رئيس جامعة السوربون البروفيسور جان كوليار، مع رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق الأمير فيصل بن سلمان، إضافة إلى لقائه مع نخبة من أساتذة الجامعات والأكاديميين السعوديين، ومع عدد من كتاب صحيفة ''الاقتصادية'' ومحرريها.

الأكثر قراءة