زواج المسيار..هل يفتح أبواب السعادة والطمأنينة والراحة؟!
التكاليف المادية الباهظة في الزواج السعودي من مهر ومصروفات قاعة الأفراح وتأثيث عش الزوجية أضحت هاجس الشباب السعودي وعراقيل تثقل كواهلهم.
وزواج المسيار الذي أباحه العلماء كونه لا يخل بشروط الزواج، بات ذا شعبية بين الشباب السعودي، إذ إنه لا يكلف ماديا ولا يحملهم فوق ما يستطيعون من ديون.
ولم يكن الشاب السعودي خالد يعتقد قط أن زواج المسيار، سيفتح له أبواب السعادة والطمأنينة والراحة، بعد أن مضى على زواجه 18 شهرا، وقال "اعتدنا على بعضنا بعضا بسرعة كبيرة، بعد ذلك أصبحت حاملا. لم نكن نتحمل وضعنا، لذلك قررنا أن نعيش معا بشكل حقيقي، وليس في إطار المسيار".
ولجأ السعودي البالغ من العمر 25 عاما الذي يعمل حارس أمن إلى التزوج من زينب، وهي سعودية، زواج المسيار، وهو صورة للزواج ولكنه دون التزامات حقيقية ويعيش فيها كل من الزوجين في منزل أسرته ويلتقيان بشكل منتظم.
خالد وزينب بين آلاف اختاروا زواج المسيار في المملكة، وهو يمثل بديلا مقبولا للرجال ذوي الأحوال المالية الصعبة الذين يرغبون في عدم إقامة حفلات زواج باهظة التكاليف ولكنهم يريدون التعفف.
وفي إطار زواج المسيار لا يكون الرجل مسؤولا عن الإعالة المادية لزوجته، وربما ينتهي هذا الشكل من أشكال الزواج بالطلاق.
أقر خالد الذي رفض أن يذكر اسمه كاملا، بأنه لم يكن جادا فيما يتعلق بالالتزامات عندما قرر زواج المسيار، ولكن خالد وزنيب على وشك أن يرزقا بطفل قريبا، وقال "قلت لنفسي فلنجرب .. وأنا الآن أشعر أنني بطل في فيلم رومانسي".
وتجيز السعودية زواج المسيار ولكنه عادة مثار عدم ترحيب، كما أن الكثيرات يعارضنه لأنه يجعل الموقف المالي للزوجة صعبا.
وقالت هتون الفاسي وهي مؤرخة سعودية "يحول المسيار الزواج إلى مجرد علاقة جنسية".
وفي الزواج المعتاد في السعودية يضطر الرجال إلى دفع مبالغ باهظة مقابل حفلات الزفاف والمهور وتأثيث منزل الزوجية، وفي حالة الطلاق يضطرون كذلك لدفع نفقة.
لذلك فإن زواج المسيار يروق للرجال الذين لا يملكون المال الكافي لهذه المظاهر، وكذلك الرجال الذين يرغبون في الارتباط بعلاقة مرنة، بما أن الزوج في حالة المسيار يمكنه ترك زوجته والتزوج بأخرى دون إخطارها.
من جهتها، قالت سهيلة زين العابدين من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المدينة، إن نحو 80 في المائة من حالات زواج المسيار تنتهي بالطلاق.
وقالت "المرأة تفقد كل حقوقها، حتى مرات رؤيتها لزوجها يحددها المزاج العام لزوجها".
يقول بعض علماء الدين إن زواج المسيار كان موجودا في شبه الجزيرة العربية في فجر الإسلام عندما كان يتغيب الرجال فترات طويلة سواء بسبب الحرب أو التجارة.
وعاود المسيار الظهور في أوائل القرن التاسع عشر في مصر ولكن تحت اسم الزواج العرفي الذي أصبح شائعا في الوقت الحالي.
وبعد سنوات من الدراسة أعلن مجمع الفقه الإسلامي الذي يتمتع بنفوذ كبير ومقره مكة في نيسان (أبريل) أن زواج المسيار مشروع.
ولم يعارض عالم الدين البارز يوسف القرضاوي زواج المسيار، لكنه قال إنه لا بد أن يكون هناك على الأقل شكل من أشكال المهر حتى يكون هناك ضمان للزوجة.
وقال في مقابلة أجريت مع إحدى القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة: إنه زواج مستكمل لشروطه ولأركانه، قد لا يقبله المجتمع يعني أن هناك فرقا بين أن يكون الزواج مقبولا اجتماعيا وبين أن يكون مباحا شرعا".
ويقول علماء دين سعوديون إن المسيار جائز شرعا ما دامت تتوافر فيه شروط صحة عقد الزواج، وهي الرضا والقبول من الطرفين وموافقة الولي ووجود شهود.
وتنتشر في مواقع الإنترنت إعلانات لرجال ونساء سعوديات يسعين لزواج المسيار، ويقول إعلان نشر في أحد المواقع "أنا سعودي عمري 28 سنة .. طيب القلب وسيم الشكل .. أرغب في الزواج من سعودية رشيقة نحيفة .. (زواج عادي) أو (مسيار)"، ويقول إعلان آخر "أنا رجل أعمال ..عمري 40 سنة متزوج أبحث عن زوجة ثانية أفضل(مسيار)".
ولكن يعد بعض المقبلين على زواج المسيار أنه زواج قصير الأجل، إذ إن هناك عددا قليلا مثل خالد وزينب يعتبر المسيار الخطوة الأولى نحو زواج أكثر ديمومة.