المملكة تقطع تذكرة العودة بسلام لـ 1.8 مليون حاج من 181 دولة

المملكة تقطع تذكرة العودة بسلام لـ 1.8 مليون حاج من 181 دولة
المملكة تقطع تذكرة العودة بسلام لـ 1.8 مليون حاج من 181 دولة
المملكة تقطع تذكرة العودة بسلام لـ 1.8 مليون حاج من 181 دولة

في كل عام، تثبت المملكة قدرتها على تجاوز كل الأزمات، وحصد نجاحات متواصلة في كل موسم حج، فبالأمس تبادل المسؤولون التهاني بنجاح موسم حج هذا العام، على الرغم من الرقم التاريخي الذي سجل في أعداد القادمين من الخارج، إلا أن المملكة - وكعادتها - خرجت بهذا الموسم كبقية المواسم السابقة إلي بر الأمان، حيث طمأنت أمس عبر وسائل الإعلام العالمية أكثر من 181 دولة قدم منها 1.8 مليون حاج على نجاح الموسم أمنيا وصحيا وبدء عودة الحجاج إلى أوطانهم.

ويطل موسم حج كل عام، ليحتفل به السعوديون فقط يوما واحدا، ومن ثم ينهمكون في عملٍ مضنٍ مواصلين الساعة بالساعة في ما تبقى لهم بقية السنة، بغية الوصول لأعلى مستويات الخدمة التي يأملونها، وهم بذلك في مجمل القول، يسعون للتميز، والكفاءة، واضعين في الاعتبار، من أعلى مسؤولٍ لأصغره، أن الكمالية في العمل، والتنوع في الأدوار، وشمولية المهام، هي في المقام الأول والأخير، ذات هدفٍ سامٍ، دأبت عليه الحكومة السعودية بقادتها ومسؤوليها ومجنديها، لتنضوي خلف تلك المفاهيم كلها، أنها دخلت تحديات عديدة وقادرة على التوثب ببراعة وامتياز.

#3#

والمملكة حين تضع في قمة مسؤولياتها خدمة ضيوف الرحمن، فإنما هو نابع من رسالتها التي شرفها الله بها في خدمة الأماكن المقدسة، التي تعكس روح المسؤولية ورسالة المملكة تجاه العالم الإسلامي، وهي رسالة شرف لخدمة أقدس بقاع الأرض، حيث تثبت المملكة في كل عام قدرتها وجاهزيتها لتعامل مع التجمعات البشرية بكل اقتدار، وهي تفخر - أي المملكة - بتحمل هذه المسؤولية وتشرف بقيامها بهذا الواجب العظيم، لتدرك أن الجميع يقدرون الجهود التي تبذلها في سبيل الحج وخدمة الحجاج؛ تحقيقا لهذا الشرف الرباني لها، وفي نطاق مسؤولياتها الإسلامية والتاريخية، للقيام بهذا الدور العظيم وفي كل عام تستعد المملكة لاستقبال ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، وتستنفر كل الجهود الإنسانية والمالية والإدارية والفنية الهائلة لرعاية هؤلاء الحجيج، ولا يكاد يمر أسبوع أو شهر دون أن تشهد المدينتان المقدستان والحرَمان الشريفان والمشاعر المقدسة مشروعا جديدا لتحسين العناية بها، وتوسيع الخدمات، وتوفير الرعاية المطلوبة لحجاج بيت الله الحرام.

#2#

وهي في كل ذلك لا تتطلع سوى إلى التأكد من أداء الحجاج لفريضتهم ومناسكهم في راحة واطمئنان، وفي صورة جيدة، يعودون بعدها إلى بلدانهم وذويهم سالمين غانمين، ويساعد على تحقيق هذه الأهداف الجليلة تعاون الجميع مع مختلف الأجهزة المعنية بشؤون الحج، ولقد لاحظ ضيوف الرحمن الفرق الكبير في الخدمات المقدمة وفي التسهيلات، والإجراءات، والإقامة، وتوفير سبل الراحة، والسلامة، فقد أدى ضيوف الرحمن شعائر فريضة الحج لهذا العام بسهولة ويسر وبتسلسل مريح إذ تم تصعيدهم إلى صعيد عرفات في يوم الحج الأعظم، وبعد أن قضوا يومهم في عبادة خالصة وأدوا صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا، نفروا إلى مزدلفة التي باتوا فيها مطمئنين، عادوا إلى مقر إقامتهم في منى بعد أن قاموا برمي الحجار.

كل هذا تم في رحلة إيمانية وفي تفويج منظم وضعت له الخطط وحرص المسؤولون على تنفيذها تنفيذا دقيقا، ساعدهم على تأدية هذا المستوى المتقدم من الأداء اكتمال المشروعات المصاحبة، التي من أهمها تشغيل المرحلة الأولى لقطار المشاعر وتهوية وتكييف وصيانة وخدمات المرافق لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك، وقد تجلى هذا بوضوح تام في كل المشاعر المقدسة، فقد تم التصعيد إلى عرفة في وقت مثالي وبأسلوب حضاري، وحصل ضيوف الرحمن على ما يبتغونه في عرفات ومزدلفة، أما أكثر الأعمال وضوحا، والتي انعكست على راحة الحجيج، فقد كان في مشعر رمي الجمرات الذي أنسى الحجاج وأنسانا جميعا ما كان يحصل من كوارث ومآس في هذا المكان، فقد جرى كل شيء بهدوء وبسلاسة، أظهرا مدى العمل المنظم والتخطيط والنظرة المستقبلية للذين فكروا في إنشاء هذا الصرح الكبير الذي استكمل بعمل قطار المشاعر فصولا كبيرة من الراحة المقدمة لضيوف الرحمن؛ ولأن القيادة في هذه البلاد ومنذ تأسيسها تبذل بسخاء كهدف سامٍ وشرفا تتواضع أمامه كل التكليفات، وهذا الشرف تطمح المملكة من ورائه، لتحقيق أسمى الغايات، وهي أن يؤدي حجاج بيت الله الحرام نسكهم بكل يسر، وأمن وطمأنينة، ولأن موسم حج هذا العام، الذي حقق نجاحا باهرا، يمكن إضافته إلى سلسلة النجاحات التي تحققت في المواسم السابقة، إنما تم بفضل من رب العزة والجلال.. ثم بجهد قيادة حكيمة جبلت على خدمة الحرمين الشريفين وخدمة بيوت الله في أنحاء متفرقة من هذه المعمورة الشاسعة الواسعة، وخدمة العقيدة الإسلامية، وخدمة المسلمين أينما وجدوا.

وما وقوف قيادة هذا الوطن بنفسها وإشرافها على جميع مراحل الحج، وخطواته بالمشاعر، إلا ترجمة لما نحمله في المملكة من واجب، تجاه بيت الله العتيق، ونحو زواره من كل مكان، وهو الشرف الأكبر، ورغم العارض الصحي الذي ألمّ بخادم الحرمين الشريفين قبيل موسم الحج، إلا أنه ظل متابعا لحركة الحجيج وتنقلاتهم؛ وهو الدليل على حرص حكام المملكة على خروج موسم الحج بأمن وسلام، حيث تحقق ذلك بخلوه - بحمد الله -ـ من أية عوائق أو مشاكل، إنما نفتخر بكل الخطط والاستراتيجيات التي وضعت، وكل العناصر التي نفذت، وكل الذين شاركوا في صناعة هذا النجاح، حيث وقف رجل الأمن ووتد الحج الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود متفقدا في بداية الموسم وحاضرا أثناء الموسم، حتى أعلن هذا النجاح، الذي يشرف عليه ميدانيا أمير الحج خالد الفيصل والذي يواصل العمل الميداني لمتابعة تنفيذ الخطط، حيث يعد هذا الموسم حدثا تاريخيا وإيمانيا عميقا، وله تأثيراته الروحية العميقة في النفس، وحج هذا العام يعتبر متميزا واستثنائيا في مستوى خدماته وإجراءاته التنظيمية التي تطورت وفقا لمتطلبات الواقع وأصبح الحج رحلة ميسرة كما أراده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أمد الله في عمره -، من خلال إحداث نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، فضلا عن البدء في تنفيذ عدد من المشاريع العملاقة، فما من مسلم منَّ الله تعالى عليه بأداء فريضتي الحج والعمرة وزيارة مدينة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، إلا وعاد إلى بلاده مبتهج القلب، مسرور الخاطر، مثلج الصدر، فرحا فخورا بما رآه في المدينتين المقدستين بعامة، والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بخاصة من روعة في التطوير والبنيان وإتقان في التخطيط والعمران، ولما لاقاه من حكومة المملكة وشعبها من حسن وفادة، وكرم ضيافة، ومزيد عناية ورعاية، استقبلته منذ حلّه في مطارات المملكة أو موانئها أو منافذها البرية، ورافقته طيلة مدة مكثه في المدينتين المقدستين، إلى أن ودّعته عند رحيله بمثل ما استقبلته به من حفاوة وترحاب.

الأكثر قراءة