حج آمن في البلد الآمن بمنظومة مشاريع عملاقة
يستقر الحجاج اليوم في مشعر منى لرمي الجمرات الثلاث بعدما أن وقفوا في يوم الحج "الأكبر" على صعيد عرفة، أمس، ومن ثم غادروها ليلا للمبيت في مزدلفة والتقاط حجرات رمي الجمرات اقتداء بهدي النبي ـــ صلى الله وعليه وسلم.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. وشهدت الطرق الفسيحة التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة؛ لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم.
وقال الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة في تصريحات له أمس: "ما تحقق من نجاح في خطة التصعيد لحجاج بيت الله الحرام من مكة المكرمة إلى منى، ومن ثم إلى عرفات، نجاح ثمرة للجهود الكثيفة للقائمين على خدمة وفود الرحمن وحرصهم على تنفيذ الخطة وفق ما هو مرسوم لها وتعاونهم وتكاتفهم والتنسيق فيما بينهم لأداء هذه الخدمة بروح الفريق الواحد؛ استشعارا منهم لعظم المسؤولية". وأضاف: "إن الجميع في هذا البلد مجند لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم منافذ المملكة البرية والجوية والبحرية حتى مغادرتهم إلى بلدانهم بعد أدائهم فريضة الحج".
وفي ظل ذلك، أعلنت وزارة الصحة على لسان وزيرها الدكتور عبد الله الربيعة، عدم تسجيل أي حالة وبائية أو أمراض محجرية. بينما سجلت غرفة العمليات المركزية لهيئة الهلال الأحمر أكثر من 1148 بلاغا خلال هذا اليوم. وأعلن الفريق سعد بن عبد الله التويجري مدير عام الدفاع المدني نجاح قوات الدفاع المدني في تنفيذ خطة انتشارها في مشعر عرفات؛ لتأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام أمس. موضحا أن: "عدد من وحدات الدفاع المدني في عرفة رافقت نفرة الحجاج إلى مزدلفة؛ لمنع الازدحام والتكدس، وإسناد قوة مزدلفة".
#2#
وقال الربيعة في تصريحات له أمس: "إن أغلب الحالات التي راجعت المستشفيات والمراكز الصحية كانت نتيجة للإجهاد، وأن غالبيتهم من كبار السن وممن يعانون الأمراض المزمنة".
والجمرات الثلاث في منى عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر فيها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام. وكانت الأحواض التي حول الأعمدة قبل إنشاء جسر الجمرات السابق قد بنيت بعد سنة 1292هـ لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى في مكان واحد، وكان حوض جمرة العقبة بني من جهة واحدة؛ وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل صغير، ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض على شكل نصف دائرة، ونظرا إلى تزايد الحجاج أنشيء جسر الجمرات السابق بعد سنة 1383هـ.
#3#
وسبق استقرار الحجيج على صعيد منى إعلانات من الأجهزة الأمنية عن استعداداتها لاستقبالهم في هذا المشعر، في مقدمتها الدفاع المدني الذي أكد نشر وحداته في كل الأماكن التي يقصدها الحجاج؛ وذلك لرصد أي خطر محتمل قد يهدد سلامة ضيوف الرحمن، والعمل على إزالته فورا.
ولاقى مشروع قطار المشاعر استحسان الحجاج؛ إذ أسهم نقلهم إلى عرفات في وقت قصير، وكذلك نقلهم إلى مزدلفة، ما أسهم بشكل كبير في انسياب الحركة المرورية ما بين مشعري عرفة ومنى.