هل أنت فيلسوف

هل أنت فيلسوف

لطالما سمعنا عن فلان "يحب يتفلسف " أو عندما يقاطعك أحد غاضبا "لا تتفلسف علينا " ، وكنت دائما اشعر بالضيق حينما يستخدم احدهم تلك العبارة ، لأنها ليس في السياق الصحيح ، في الغالب يقصد عامة الناس الفلسفة فيمن يكثر الحديث أو يميل إلى تعقيد الأمور ، لكن الواقع الصحيح لمعنى الفلسفة هو أبعد ما يكون عن ذلك
معنى كلمة فلسفة ببساطة "حب الحكمة " وهي أبعد ما يكون عن المعنى الذي يستخدمه عامة الناس في هذه الأيام ، في الواقع يميل معظم الفلاسفة إلى اللجوء الى المنطق في الحكم على الأمور ، فلا يؤمنون بالمسلمات ، وهم اكثر من يثور على العادات والتقاليد ، خصوصا تلك التي ليس لها منفعة مكتسبة تحصل في نفس الزمان ، قرأت في حياة كثير من الفلاسفة فوجدت ان لهم قدرة تحليلية للامور والافكار من حولهم هي اقصى ما تكون في النفس البشرية ، الكثير منهم اصابه الاكتئاب في فترة من حياته ، غالبا تكون ما بين ١٨ و ٢٥ وبعضهم بعد ذلك بسينين ، بعضهم ذكي والبعض الاخر عبقري ومنهم من اصاب ابعد من ذلك بكثير، لكن كيف لشخص عادي معرفة ان جواره من البشر سواء في المنزل او العمل او المجتمع يندرج على نحو ما الى هذه الطبقة المستنيرة من البشر.

في البداية هم اناس كثيروا السؤال له شغف في الحصول على المعلومة بأية طريقة - لكن هذا لا يكفي - بل يميلون الى استنباط اسئلة جديدة من السؤال المسبق والجواب المصاحب له ، بمعنى انهم له طريقة تفكير يمكن تمثيلها بالنموذج الشجري ، فلكل نقطة لقاء هناك تفرع جديد وهكذا الى مالا نهاية ،
بعض تلك النقاط والتى هي بالأصل اسئلة تنتظر اجابة ليخرج منها تفرع جديد ، لكن ليس في جميع الاحوال ، حينما تكثر الاسئلة وتقل الاجابات ، لأن بعض الاسئلة ما له علاقة بالغيبيات ، فلا ينفع استخدام المنطق البسيط ، وبعضه له علاقة بالمستقبل ، فلا ينفع استخدام التوقع المدروس ، وبعضه يتعدى ذات العقل ، فلا ينفع معها التفكير الرصين ، ينكسر بعضهم ويصاب بالاكتئاب ، بسب الخوف من الجهل وعدم المعرفة
ما يلبث ان يعود الى الطريق الصحيح ، حينما يعود الى التوازن السابق في طرح الاسئلة والحصول على الاجوبة من جديد رأيت ان معظم الفلاسفة ، قد اكتشفوا مواهبهم بالصدفة ، او سيقوا له سوقا ، فوجدوا انفسهم في فن وعلم يتقنه القليل.

مثال في الفسلسفة والعلوم : لون الزهرة الصفراء يراه بنو البشر باللون الاصفر ، في حين ان الكلاب يرونها باللون الازرق ، وترى النحلة ذات الزهرة باللون الرمادي ، فما هو اللون الحقيقي لتلك الزهرة ؟ وكم عدد الالوان المحتملة لها ؟ وهل اذا تغير البعد الثلاثي في محيطها سيتغير شكلها او لونها ؟ وهل هي موجودة بالفعل ام انها يخيل لعقل الانسان وباقي المخلوقات وجودها ؟ وغير ذلك كثير من الاسئلة التي كتبتها من حقيقة علمية واحدة ، واذا حصلت على اجابة واحدة لأحد الاسئلة السابقة ، فكم سؤال جديد يمكن ان ينبثق من من تلك الاجابة
لأن الفسلفات تنشئ الاستفسار والتفكير والاستنباط ، فمعظم الفلاسفة يميلون الى العزلة في معظم وقتهم ، وحينما يتواجدون في مكان او حديث لا فائدة منه ، يقمون يإغلاق ذواتهم على انفسهم ، وهي مهارة يتقنها معظهم ، فتبدأ الحواس في الانقلاب على ذاتها ، وانصياعها الى العقل لتعلن عبوديتها المطلقة وانتظارها للأوامر
لهم قدرة في التعبير عن الامور بشكل عميق ودقيق ، قد احاطوا بالصورة الكبيرة للموقف او المشهد الذي وضعوا فيه ، يأخذون من التفاصيل المهم وصاحب الحاجة لإتمام عملية المعالجة، ويهملون الباقي
اذا اتقن الفيلسوف حرفته ، واحاط بموهبته ، اكمل نضجه العقلي والذاتي عن نفسه ، والبس نفسه لباس الحكمة ، في تلك اللحظة يقوم بطرح بما يسمى بالنهج الفلسفي ، وهي مجموعة افكار فلسفية حول موضوع واحد ولها نفس الغاية ، على سبيل المثال لا الحصر ، البراغماتية والطوباوية والليبرالية والنفعائية والموضوعائية غيرها كثير
اذا رأيت فيمن حولك من يحمل تلك الصفات او معظمها ؟ فأنت في صحبة فيلسوف

الأكثر قراءة