الموت يغيِّب سعد الجنيدل
انتقل إلى رحمة الله الأديب والمؤرخ سعد بن عبد الله بن إبراهيم الجنيدل, البارحة الأولى في الطائف, ويعتبر الجنيدل من أبرز الذين امتلكوا تجربة وفطنة ومعرفة بالمواقع والآثار والشواهد, وعرف عنه تحري الدقة فيما يكتب وما يتناوله في أعماله الجغرافية والبحثية, خصوصا المعاجم والموسوعات, وله نماذج من الأعمال القيمة في هذا المجال.
وكان من الباحثين الصادقين المخلصين المقنعين الذين قدموا أعمالا واعية مهمة في حفظ التراث وتوثيق المواقع. فقد أنجز الشيخ سعد الجنيدل سبعة أجزاء من "معجم التراث" قدم أربعة أجزاء لدارة الملك عبد العزيز, إضافة إلى كتاب "الأدب العامي في رحاب الملك عبد العزيز", الذي أعده الشيخ ابن جنيدل وقدمه إلى دارة الملك عبد العزيز, التي أصدرته بمناسبة مرور 100 عام على فتح الرياض. كما قدم عدة أعمال توثيقية وتاريخية من أبرزها "عالية نجد", وهو المعجم الجغرافي الأول للشيخ سعد بن جنيدل أصدره في ثلاثة مجلدات عن دار اليمامة في الرياض عام 1398هـ.
ومن مؤلفاته أيضا "معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم"، "معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر"، "من أعلام الأدب الشعبي", "معجم التراث الشعبي", و"معجم علماء نجد" وغيرها, كما أهدى مكتبة والده الأثرية إلى مكتبة الملك فهد الوطنية.
وظل الأديب والمؤرخ الكبير يمثل صوتا تراثيا بارزا على مدى عقود في صناعة التراث وصياغة الموروث على نحو مميز, وحرص على أن تكون حكاياته التراثية مؤثرة وذات صبغة معرفية واضحة.