قيمة الاحتفال باليوم الوطني
نحتفل اليوم بذكرى اليوم الوطني في مناسبة تعود علينا كل عام بمزيد من الحب لهذا الوطن المعطاء والاعتزاز بتاريخه وبملحمة الأبطال التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز ـــ يرحمه الله. اليوم الوطني ليس مجرد احتفال وإظهار مظاهر البهجة على الرغم من أهمية هذا الجانب، وإنما يشمل كذلك وقفات التأمل ولحظات التقييم والتقويم لكافة أعمالنا ومدى إسهامنا في إكمال المسيرة.
يزداد الاحتفال قيمة كلما اقترن بالإنجاز الذي يفخر به الوطن، وتزداد البهجة روعة كلما ارتبطت بحلم جديد يتحقق أو صرح واعد يكتمل في سبيل إسعاد أبناء هذه الأرض الطيبة، ومنحهم ما يستحقون من حياة جميلة وكريمة في بلد يعتبرهم أغنى موارده وأول استثماراته.
ولأن خدمة الوطن تعد عملا جماعيا يؤديه كل بحسب اختصاصه وموقعه، فقد أدركت قيادتنا الحكيمة أهمية القطاع الصحي وحيوية دوره في حياة مواطنينا، ولهذا فقد أولته جل اهتمامها وعظيم رعايتها وسهَّلت كل الوسائل التي تكفل تقديم أفضل مستويات الخدمة الطبية والعلاجية، وهو التوجه الذي يشهد تنوعا وتوسعا مع تنامي الحاجة إليه في مختلف مناطق المملكة.
لقد حققت مملكتنا العديد من الإنجازات الطبية والتطور على الصعيدين البشري والمادي، وأصبحت المملكة من الدول المتقدمة صحيا، وما زلنا نستشعر في هذا المجال عظم المسؤولية وثقل الأمانة؛ ولهذا نسعى دوما للتكاتف في إطار العمل الجماعي والتخطيط المنظم وفقا أكثر الأساليب قربا من هموم المواطن وقدرة على تلمس طلباته كيفما كانت وأينما كان، وهدف كهذا ليس بعيدا مع توفر الإخلاص في العمل واستمرار الدعم وامتلاك روح المبادرة والقدرة المستمرة على تطوير الذات ومواكبة التقدم العالمي في المجالات العلمية والإدارية والطبية، وحينها فقط يكون لدينا قيمة تزيدنا فرحا باحتفالية يوم الوطن، وسعادة تجعلنا في كل عام أكثر قربا من خدمة أبنائه في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.