مهرجان بريدة: تقليص زراعة القمح يفسح المجال للتمور بسد «الفراغ»

يشبّه عدد من مزارعي النخيل في منطقة القصيم الطفرة الكبيرة للتمور بما حدث قبل نحو 30 عاما في السعودية عندما برزت زراعة القمح ليبدأ المزارعون بإنتاج كميات كبيرة في ذلك الوقت، وحينما تم خفض سعر شراء القمح إلى ريال اتجه عدد كبير من مزارعي منطقة القصيم إلى زراعة النخيل وبتوسع، واستبدلت الدوائر الخضراء التي كانت على مد النظر في موسم زراعة القمح إلى حقول نخيل تنتج ملايين الكيلوات من التمور.

وتوقع أن يتم تحول مزارعي القمح كافة خلال السنتين المقبلتين إلى زراعة النخيل في منطقة القصيم، وأن تشهد المنطقة نموا كبيرا في عدد أشجار النخيل.

#2#

وتتميز التمور بتسويقها المباشر في الأسواق بينما كان القمح لا يجد إلا المنفذ الحكومي للتسويق وهو ما يعتبره المزارعون ميزة نسبية تضاف إلى زراعة النخيل.

ويعتبر التمر جاهزا للتسويق بمجرد نضوجه بينما يحتاج القمح إلى المطاحن ليكون جاهزا للاستخدام وهو مالا يملكه المزارعون.

#3#

ويرى مهتمون أن تكون الزيادة كبيرة جدا قبل عام 2016م آخر موعد لاستقبال القمح من المزارعين المحليين، في حين لايجد المزارع خيارا يدر عليه دخلا كما هو القمح سوى زراعة مزيد من أشجار النخيل المطلوبة.

ويشير المهندس سلطان الثنيان رئيس لجنة التمور في الغرفة التجارية الصناعية في منطقة القصيم، إلى أن توجه المزارعين إلى زراعة النخيل أمر طبيعي جدا خصوصا في منطقة القصيم بعد تقليص زراعة القمح، سواء بخفض السعر أو بقرار خفض النسب سنويا بمقدار 12 في المائة.

ويضيف أن زيادة الأشجار المزروعة من النخيل يجب أن تصاحبها زيادة في مصانع التمور، كذلك اختلاف طرق التسويق وزيادة القيمة المضافة للتمرة عبر تصنيعها وعملها بطرق الحلويات.

#4#

ويوضح أن جل فرص التصدير هي اجتهادات صغيرة لا ترتقي للعمل المؤسسي الكامل، كما أن التصدير يتم للتمر الخام وهو ليس في صالح المنتج.

ويتوقع أن تكون زيادة الإنتاج في السنوات المقبلة بشكل أكبر من المعدل السنوي الذي ينمو بنسبة 20 في المائة.

وتوقع أن يقفز ليصل إلى 40 في المائة كزيادة سنوية قبل أن نصل إلى مرحلة توقف زراعة القمح بشكل كامل.

#5#

رجال الأعمال يطلعون على مدينة التمور:

اطلع وفد من رجال الأعمال وأعيان مدينة بريدة على مشروع مدينة التمور في زيارة جماعية نظمت للسوق حيث اطلع الجميع على محتويات مدينة التمور والفترة المتوقعة للانتهاء والفرص المتاحة للاستثمار في المدينة.

واطلع الجميع على المزادات اليومية على التمور في جولة سريعة إضافة إلى الاطلاع على محتويات الحائط النموذجي الذي جهز بنماذج من بيوت الشعر والحضار المستخدم من الجريد وسعف النخيل في تجربة للنزل الزراعية التي تتحرك هيئة السياحة لإيجاد مستثمرين في هذا المجال.

واستمع الوفد في ختام جولته إلى المهندس أحمد بن صالح السلطان أمين منطقة القصيم، بحضور المهندس صالح الأحمد وكيل الأمين للخدمات، إلى الخطط التي تدرسها الأمانة لتحويل الموقع بالكامل لاستثمارات في مجالات التمور والخضراوات لتكون مدينة نموذجية متكاملة.

وأعرب الوفد عن سعادته بتطوير تلك المرافق التجارية التي تخدم المدينة وتوفر فرص العمل للشباب بشكل كبير جدا، مما يعطي فرصا للعمل بشكل إيجابي وتقليل البطالة التي يعانيها البعض وخصوصا أن العمل المهني لا يحتاج إلى رساميل طائلة.

من جهة أخرى، أعرب رشيد الحصان مدير مصانع الجميح لتعبئة المرطبات في مدينة بريدة الراعي الحصري لمهرجان التمور، عن إعجابه الشديد بما وصلت إليه مدينة التمور من صور متعددة للعمل.

وبين أن رعاية شركة الجميع لتعبئة المرطبات في بريدة تأتي من منطلق وطني لدعم مثل هذه المهرجانات الهادفة والتي تنطلق من منطلقات اقتصادية، فالتمور قيمة غذائية مهمة، وزراعتها مصدر دخل لكثير من الأسر في مدينة بريدة منذ أمد بعيد.

وقدم الحصان شكره الجزيل لأمير منطقة القصيم ولنائب أمير القصيم على ما تجده مثل هذه المهرجانات من رعاية واهتمام كبيرين لتكون بصورة مشرفة تشرف الوطن بأكمله.