المؤرخ خلف عاشور يطلق أول كتاب يرصد تاريخ المعلم محمد عوض بن لادن

بمشاركة الشيخ بكر محمد بن لادن رئيس مجموعة بن لادن السعودية وإخوانه وجمع من الأدباء والكتاب ورجال الأعمال, أطلق خلف أحمد عاشور آل سيبيه المؤرخ السعودي المعروف, كتاب "المعلم محمد عوض بن لادن", أول إصدار يتناول سيرة حياة رجل صناعة المقاولات الأول في السعودية والخليج الشيخ محمد عوض بن لادن ـــ رحمه الله ـــ الذي استعرض مشوار حياته الخاصة والعملية, ويعد أحد أهم المراجع العلمية في رصد قصة حياة وأعمال الشيخ محمد بن لادن خلال رحلة أعماله مع الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل, واستمرار أعمال مجموعة بن لادن السعودية مرورا ببداية تولي مجموعة بن لادن أعمال توسعة وتطوير الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى الشريف والعديد من المشاريع العملاقة في السعودية والخارج.

رصد الكتاب الذي يعد أول إصدار عن قصة بن لادن أدق التفاصيل وأشملها في رحلة بن لادن من حضرموت واستقراره في السعودية وثقة المؤسس الراحل الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - به ومن بعده الملك سعود والملك فيصل ومن ثم استكمال مشوار أبناء الراحل المعلم محمد بن لادن بقيادة المهندس بكر بن لادن في انفرادهم بتنفيذ المشاريع العملاقة, خاصة أعمال التوسعات والتطوير في الحرمين الشريفين وأعمال الطرق والمطارات السعودية .. إلى التفاصيل:

#2#

رحلة معلم البناء من حضرموت إلى الحجاز

رصد الفصل الأول في هذا الإصدار المتميز بداية الرحلة للمعلم محمد بن لادن في مسقط رأسه حضرموت وامتهانه مهنة البناء, التي كانت مجال عمل كثير من أفراد الأسرة, والأساليب التي كانت متبعة في البناء في تلك البيئة وتأثر المعلم بها وطموحه غير المحدود من أجل تطوير قدراته والتميز في هذا المجال, الذي اختاره أو وجد نفسه فيه بحكم عامل الوراثة, وينتهي الفصل بنيته القدوم إلى أرض الحرمين الشريفين عقب استتباب الأمن فيها بعد أن أصبح الحجاز ضمن الدولة الفتية التي أقام بنيانها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـــ رحمه الله.

اهتم الفصل الثاني برصد خط المعلم منذ أن وطئت قدماه الحجاز واختياره مدينة جدة مقرا وانطلاقه في عالم المقاولات ببدايات متواضعة وإثباته التميز الذي لفت الانتباه إليه وكرم أخلاقه الذي فتح له الأبواب واسعة حتى نال ثقة ولاة الأمر الذين كلفوه بمشاريع كبيرة أثبت فيها جدارته ليتوج هذه الثقة بمشروعي توسعة المسجد النبوي والمسجد المكي الشريف.

#3#

ورصد الفصل الثالث منهجه في العمل والتعامل الذي شكل أهم مفاتيح شخصية المعلم كان لا بد أن يكون هناك فصل يرصد أسلوبه في أداء عمله وطريقته في التعامل مع العاملين معه ومع الجهات التي يتطلب إنجاز المشاريع التفاعل معها أخذا وعطاء وأثر هذا الأسلوب في اكتسابه ثقة ولاة الأمر ومحبتهم ومحبة كل الذي تعاملوا واحتكوا به من قرب, وفي هذا الفصل شهادات حية من الذين شاركوا المعلم جزءا مهما من تاريخ حياته الثرة.

ورصد الفصل الرابع خدمة أقدس بيوت الله, ويهتم بإبراز المشاريع العظيمة التي قام بها المعلم في المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها, وهي المسجدان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة والحرم القدسي الشريف، وتوضيح مشاريع التوسعة التي تمت في المساجد الثلاثة ليتضح حجم الإنجاز الذي قام به المعلم بن لادن ومن بعده أبناؤه من خلال المؤسسة التي أسسها على الإخلاص والتفاني.

#4#

وفي الفصل الخامس أبرز المؤلف عاشور الروح الإنسانية التي صبغت شخصية المعلم التي كانت تتضح لكل من يتعامل معه.

يحاول الكتاب الذي جاء في 232 صفحة بطباعة فاخرة تسليط الضوء على جوانب من شخصية المعلم بن لادن قد تخفى على كثيرين لأنه ظل دائما يتجنب الأضواء تاركا أعماله تتحدث عنه.

#6#
#7#
#8#

يقول عاشور "كثير منا من أبناء هذا العصر لا يعرف شيئا عن سجايا هذا الرجل الحميدة التي لا يعرفها ولا يدركها إلا الذين عاشوا معه جنبا إلى جنب وخبروه وعرفوه من أمثال الوالد الشيخ محمد نور رحيمي".

ويضيف عاشور في كتابه "اقتران الثقة بالإنجاز فما ناله المعلم من ثقة الملك عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ إلا لما أبداه من روح الإخلاص والتفاني, وهذا ما ترتب عليه زيادة الثقة الغالية في عهد الملك سعود واقترن ذلك بإنجازات رائعة في كل منطقة من مناطق المملكة, لا سيما إتمامه مشروع توسعة الحرم النبوي الشريف على أحسن وجه حتى غدا تحفة رائعة تليق بمقام الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان هذا كافيا ليسند إليه مشروع توسعة الحرم المكي الشريف وتجميله.

تميز المعلم محمد بن لادن بقدرة كبيرة على وضع الخطط المحكمة لتنفيذ المهام المطلوبة منه, وكان لديه القدرة من خلال خبرته الواسعة على مناقشة أصعب الخرائط والتصميمات الهندسية مع كبار المهندسين الذي كانوا يعملون معه, وكان هذا محل تقديرهم جميعا, وكثيرا ما كانوا يرجعون عن الأفكار الهندسية التي وضعوها حين يكتشفون رجاحة رأي المعلم وقوة ملاحظته, وكان مع طيبته وسماحته يبت في كل الأمور بحزم عرف لما عرف عنه ولم تكن تعجبه أنصاف الحلول أو التردد في اتخاذ القرار.

قدم الحفل الدكتور أحمد عبد الله عاشور وشارك عدد من الذين تابعوا مشوار نجاح مجموعة بن لادن بعدة كلمات, وفي ختام الحفل ألقى الشيخ بكر بن لادن كلمة مؤثرة سرد فيها قصة حياتهم ووقوف الشيخ محمد نور رحيمي على تربية أبناء بن لادن ومتابعة أعمالهم ومشاريعهم وقصة مجلس الوصاية على أبناء بن لادن الذي استمر 35 عاما إلى أن وصلت مجموعة بن لادن إلى مصاف الشركات العالمية في صناعة المقاولات والتجارة.

## «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ»

#5#

عندما توفي الوالد كان 90 في المائة من إخوتي تحت سن 16 عاما وأنا عمري 18 عاما, كل ما عشت مع الوالد إذا جمعت الساعات والدقائق لا يتجاوز يومين, نظرا لكثرة مشاغله في أعمال المقاولات في السعودية, توفي والدي وأنا أدرس في الثانوية في سورية وأخي سالم - رحمه الله - في أمريكا.

عرفت محمد نور رحيمي -رحمه الله- وكان متأنيا في عمله يجوب المملكة من أقصاها إلى أقصاها ينفذ تعليمات ولاة الأمر لاستكمال مشاريع مؤسسة بن لادن, وحين عين الملك فيصل رحيمي على مجلس الوصاية كان من خيرة الرجال خلقا وأمانة وصدقا وإخلاصا ووفاء.

محمد رحيمي كان والدنا بجانب أخي سالم فكان نعم الوالد والناصح الصدوق جمع كل شيء عن الوالد, وحين أتكلم عن أوفى الرجال فأقول كما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ".

فذلك الرجل ونعم الصديق الوفي لا تعلم عن الصديق إلا بعد وفاته فرحم الله الشيخ محمد نور رحيمي والشيخ صالح قزاز والشيخ محمد باحارث وعبد الله بن سعيد, نحن أولاد بن لادن مدينون لهؤلاء الرجال, مدينون لهم باستمرار مؤسستنا خلال 35 عاما بعد وفاة الوالد, وأذكر أن الملك فهد ـــ رحمه الله ـــ عين الوالد خلف عاشور عضو مجلس الرقابة, نحن مدينون لك يا والدنا خلف عاشور تقبل منا كل الحب والتقدير والوفاء والآن وصل عددنا 250 شخصا من أبناء وأحفاد محمد بن لادن فهم يقدرون لكم وفاءكم وإخلاصكم وتفانيكم والله يحفظكم.