الشركات العائلية .. والدعوة عامة

من المشاهد التوجه المحمود للشركات والمؤسسات العائلية أو المغلقة نحو التحول إلى شركات مساهمة تسهم في تقويتها، وتحفظها من الضياع، وتسهم أيضاً في بناء قاعدة صلبة لاقتصاد الوطن والذي يصب في مصلحة المواطن. كما أنه من المشاهد عند طرح مثل هذه الشركات للاكتتاب العام توجهها نحو تحويل جميع معاملاتها المالية من اقتراض واستثمار إلى غير ذلك نحو التعاملات الإسلامية، وهذا محمود ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم مثل هذا عند الاكتتاب وليس قبل؟ هل هو عدم المعرفة بمخرجات هذه الصناعة وبمزاياها؟ أم هو عدم القناعة بصناعة المصرفية الإسلامية وبأدواتها المالية؟ فما السبب بالضبط؟
ويزداد الأمر صعوبة عند تحول معاملات بعض الشركات بعد الاكتتاب إلى معاملات تقليدية، ومثل هذا الموضوع يحتاج إلى طرح مفصل لمعرفة الأسباب ووضع الحلول لخدمة قطاع الأعمال والشركات، ومن أجل تطوير صناعة المصرفية الإسلامية.
وحقيقة من يتعامل مع منتجات المصرفية الإسلامية يجد سرعة التطور في هذه الصناعة وقدرتها على تلبية حاجات واحتياجات الشركات المالية، مما وفر منتجات إسلامية بديلة عن التقليدية، وفي الوقت نفسه منافسة جعلتها في الصدارة، بل إنه مع توافر المنتجات الإسلامية أمكن قيام مصارف إسلامية بالكامل تستطيع تحقيق الأرباح المأمولة، والمساهمة في تقديم التمويل قصير أو طويل الأجل، وكذلك تقديم التسهيلات بصيغ التمويل الإسلامية كالسّلم والاستصناع والمشاركة والمرابحة والإجارة وغيرها، والتي استطاعت توفير بدائل عن صيغة الإقراض بفائدة، كما استطاعت المصارف الإسلامية توفير بدائل وإيجاد حلول للمنتجات التقليدية وبأسعار منافسة، صحيح أنه في بدايات التعامل مع المصرفية الإسلامية وُجِد بعض النقص عن النظام المصرفي التقليدي من حيث توافر المنتجات وسهولة التعامل ومنافسة الأسعار، ولكن اليوم مع التطور المستمر لهذه الصناعة أصبح الأمر مختلفا، فالصكوك أصبحت بديلاً عن السندات، وأصبح هناك بديل لمنتج الجاري مدين والاعتمادات المستندية، بل وجميع التسهيلات أصبحت لها بدائل متوافرة، وأصبح بالإمكان الاستثمار مع حماية رأس المال، كما أنه بإمكان الشركات الحصول على أرباح على حساباتهم الجارية وبطرق مجازة من الهيئات الشرعية، إلى غير ذلك من منتجات توفر التمويل وتوفر الاستثمار للشركات، بحيث تساعدها في أعمالها وتتفهم احتياجاتها المختلفة، وتسهم في تحقيق الشركات أهدافها المالية.
فهذه دعوة عامة لجميع قطاعات الأعمال والشركات بل وحتى المستثمرين الأفراد، لاستكشاف والتعرف أكثر على المصرفية الإسلامية، وذلك بالتعامل معها عن طريق المؤسسات المالية الإسلامية، ما يسهم مساهمة فاعلة في تطوير هذه الصناعة ودعمها، خاصة أن المؤسسات تحرص على التطوير المستمر، فلديها في العادة فريق لتطوير المنتجات الإسلامية، ولديها أيضاً مستشارون شرعيون يقومون بدراسة المنتجات قبل عرضها على الهيئة الشرعية لإجازتها وإقرار العمل بها، وختاماً إن التعامل بالمنتجات المجازة شرعاً وترك المنتجات التقليدية فيه مرضاة لله وأحرى أن يبارك الله فيه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي