الملاحم والطفيليون

الملاحم والطفيليون

في المدرسة حين كنا أطفالا تعلمنا قصة غزوة أحد وأنها من الملاحم التي دارت في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله والذود عن رسالته ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وقدوة من قدوات رسول الله، صلى الله عليه وسلم، التي لا تعد وهي بأنه كان يجاهد في أول الصفوف وهو رسول الله وبأن الله لم يكتب النصر للمسلمين في هذه الغزوة وتعلمنا في السيرة أن السبب الاستراتيجي هو أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم تلهوا بالغنائم عن سد الثغور في المعركة واستوعبنا درسا حسنا وإن كنا أطفالا ثم وجدنا حين كبرنا وعركتنا الحياة بأننا استوعبا في ذلك الوقت المبكر من أعمارنا أكثر مما عجزنا عن تطبيقه الآن، فما يمكن أن يتهم به صاحب هذه السطور بأنه لم يشتر سهما واحدا في حياته ولم يبع سهما واحدا وهذا هو الواقع ويمكن أن يقال بأنه لا يفهم شيئا عما يقول وليبرئ الكاتب نفسه من التهم التي ستلصق به سيعترف بما هو صحيح منها ويحاول الدفاع عن نفسه في الأخرى فيعترف بأنه لم يتعامل بالأسهم لأنه لا يفقه في المضاربة ولأنه لا يحب أن يستسلم لقرارات الملايين غيره في اتخاذ القرار وليس لديه الصبر ليكون مستثمرا طويل المدى وأن الاستثمار في أسهم الشركات الوطنية التي تساهم في بناء الوطن واجب وطني لم يقم به ويدافع عن نفسه بأنه أحس بأن هنالك من هو أفضل منه فهما في هذا الاستثمار البناء وبأن أغلب ما يملك هو في تجارة يعتبرها برأيه تساهم في عجلة الاقتصاد وبأن الباقي خصصه لأسباب وضروريات الحياة اليومية وبعد هذا يتشجع ويقول رأيه وهو أن هناك ملاحم بطولية في هذا الوطن من العامل في "سابك" إلى الجندي في مواجهة الفئة الضالة وحماية أمن أعراضنا ووطننا وحدودنا وكرامتنا إلى معلم المدرسة ومن أخلص النية ممن استثمر أمواله في شركات سهر الليالي وعمل في الإجازات يبنيها له ولأبنائه وتساهم في نهضة هذا الوطن والقائمة طويلة ولكن في رأسها رأس الحكم. ففي الشهور الماضية تحدثت معالم نهضة غير مسبوقة عن أرقام قياسية من أرباح الشركات إلى مفاجآت في ازدهار الاقتصاد غير مسبوقة في أعمار أغلبنا إلى مشاريع تعلن بتتابع يذكرنا أننا في عصر السرعة وبأن بعض ما كان فقط في خيالنا أصبح واقعا جميلا لعظمته بحول الله إلى تلهف دولي على زيارة المملكة مما يدل على مركزها الدولي انعكس أرقاما قياسية في أرقام زيارات رؤساء الدول قد يكون الأعلى في العالم فهذا الوطن العظيم بارك الله فيه من مليكنا المفدى وولي عهده الأمين إلى العامل البسيط بلا استثناء نرفع فيه رؤوسنا لنرى ملحمة تكمل ملاحم من قبلنا في بناء هذا الوطن ثم نجد بأن الدنيا قامت ولم تقعد لأن هنالك من غرتهم هذه البطولات فركضوا نحو الفتات ومن أعماهم الطمع فطحنوا بسطاء البلد وأغنياءهم وما ترك أمواتهم لأراملهم وأيتامهم ومدخرات من أفنوا أعمارهم في بنائها وتقاعدوا وفعلوا هذا بلا مراعاة لأبسط مبادئ العدالة الإنسانية ناهيك عن المبادئ الإسلامية والتي والحمد لله ندين بها في هذا الوطن فشوه الطفيليون الذين يبحثون عن فتات الملاحم عظمة هذه الملاحم وألهوا الناس عن رؤيتها بتباكيهم على خسائرهم لشرائهم أسهما في شركات خاسرة وإهمالهم شركات لها أرباح قياسية فيما يسمى بأنه سوق للأسهم وهو في الواقع معلم من معالم نهضتنا ونقلة للاقتصاد الوطني وخطوة نحو ازدهار يشارك فيه ويستفيد منه الجميع من محدودي الدخل إلى من نجح في بناء شركات ارتقت إلى مستوى أن تكون فيه مساهمة عوضا بأن تكون عائلية أو فردية تخضع لظروف العائلة أو الفرد فتصبح لبنة صلبة في الاقتصاد أو حتى المستثمرين الجادين الباحثين عن أمان أموالهم في وطنهم والمقيمين في وطننا ولأنهم يعتمدون على شائعات تحولت عندهم إلى واقع حقيقي وهو مزيف وأعماهم الطمع والجشع وحب الذات عن الآخرين وقمنا نبكي ونحن منتصرون ونبحث عن الطفيليين ومن خدعهم وضللهم وسبب المأساة الاقتصادية التي أوقعونا فيها، فيا ليتهم احتذوا بالصحابة واهتموا بالنصر في ملاحم النهضة المقبلة بل استثمروا في جشعهم يوقدون النار بما سبب الدمار وهو الشائعات المبنية على أعاجيب كذبهم الذي ليس له مبرر إلا إصرارهم على جشعهم وتبريره على أنه الاقتصاد الحديث غير المكتمل النضوج والضوابط فحاولوا ولا يزالون عبر كل منبر تبرير شناعة ما فعلوه ولم يحترموا في جشعهم حكومة أثبتت مفاجآتها الحضارية كما أسلفنا أو حتى كبرياء من وثق بهم من جنود هذا الوطن الغالي يبنون اقتصاده ويعالجون أبناءه ويعلمون أجياله ويصونون أمنه وكرامته واتهموهم بعدم فهم السوق وعدم استيعاب المؤشرات وهم ضحوا بعرق جبينهم مخدوعين لفطرتهم الطيبة واعتزازهم باقتصادهم، فيا أبناء وطني هل لنا أن نقتدي بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنواصل الملاحم في بناء هذا الوطن ونقف وقفة مع أنفسنا صفا واحدا لنرى من هم المحاربون فينكشف لنا من هم المجرمون ومن هم الطفيليون ولنتذكر بأن لهذا الوطن ربا يحميه بإذن الله وبأننا بخير ما دمنا ندعوه ونخلص لوطننا الحبيب.
إنشرها

أضف تعليق