.. وتستمر مسيرة العطاء
يصادف اليوم الأربعاء التاسع من تموز (يوليو) الذكرى الخامسة لتولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم, وتعتبر هذه المناسبة الغالية على الجميع مناسبة لتجديد الولاء والمبايعة لخادم الحرمين الشريفين الذي منذ توليه مقاليد الحكم نذر نفسه للوطن والمواطن وكان شغله الشاغل الراحة والعيش الرغيد للمواطن والمقيم في أرض السلام والأمان السعودية.
خمسة أعوام شهدت فيها المملكة إنجازات قياسية تميزت بالشمولية والتكامل لتشكل ملحمة عظيمة لبناء وطن وقيادة أمة خطط لها وقادها بمهارة واقتدار خادم الحرمين الشريفين.
وتحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين منجزات ضخمة وتحولات كبرى في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والصناعية وكان للملك عبد الله دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي العربي والإسلامي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله وتوحيد كلمة الزعماء.
وقد تميز مرحلة الملك عبد الله بإنشاء المدن الصناعية العصرية الكبرى وتوقيع اتفاقيات الشراكات الاقتصادية التي تهدف إلى دعم الاقتصاد السعودي وتهيئته للمنافسة مع أكبر اقتصادات الدول المتقدمة التي أصبحت بعد عضويتنا في منظمة التجارة العالمية تقف عند أبواب الاقتصاد الوطني السعودي، ولذلك أكسبت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وكذلك مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، مشاريع التوسعة في "سابك" ومشاريع الشراكة مع الصين، الهند، ماليزيا، باكستان، وتركيا وغيرها من المشاريع الاقتصادية العملاقة، ولعل ما يميز اقتصاد المملكة تعدد موارده وتنوع إمكاناته، مما أهله للدخول إلى أسواق المنافسة بكفاءة وندية. كما شهدت المملكة كثيرا من التغيرات والتطورات على المستويين المحلي والدولي, حيث شيد في عهده خلال هذه المدة القصيرة كثير من الجامعات والكليات التعليمية والمستشفيات في كل منطقة ومدينة من مدن المملكة.
وعندما نتحدث عن الإنجازات التنموية التي شهدتها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين يصعب علينا حصرها, فلخادم الحرمين الشريفين كثير من المبادرات الدولية, لعل أهمها مبادرة السلام في الشرق الأوسط وتقريب وجهات النظر بين رؤساء دول العالم العربي والإسلامي وإذابة الخلافات التي كانت قائمة بينهم ودعوته للقادة الفلسطينيين في مؤتمر مكة المكرمة وقيامه حفظه الله بعديد من الجولات على الدول الأوروبية والعالمية وتوقيع عديد من المواثيق والمعاهدات منها السياسية والاقتصادية حتى أصبحت هذه الدول تتسابق على الاستثمارات في السوق السعودية.
وعندما نتحدث عن الإنجازات الداخلية فهي كثيرة أيضا من أهمها تحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة إلى مطار دولي وتوسعة مطار الملك عبد العزيز بجدة وإنشاء مطار المدينة الاقتصادية في رابغ وعدد من المشروعات المشتركة مع دول العالم في مجالات الطاقة والصناعة والخطوات الإصلاحية الاقتصادية في سوق المال, التوسع في برامج الابتعاث للخارج وزيادة رواتب الطلبة المبتعثين إلى الخارج والدعوة إلى الحوار الوطني وإنشاء أكبر جامعة في العالم الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا التي تقع في ثول بمحافظة جدة وطرح مشروع إنشاء سكك حديدية لربط الشمال بالجنوب .
هذه المناسبة تعد فرصة لنبارك لخادم الحرمين الشريفين هذه الإنجازات التنموية ونجدد الولاء والبيعة, داعين المولى عز وجل أن يحفظ هذه البلاد ويحميها من الأعداء والفئة الضالة الذين يدعون الإسلام وهو بريء منهم إلى يوم الدين الذين عبثوا في هذه الأرض المباركة ودمروا وقتلوا الكبير والصغير وخلفوا ضحايا كثيرة شوهت صورة الإسلام. نتمنى أن تكون هذه المناسبة العظيمة فرصة لهم ليرجعوا إلى صوابهم ورشدهم.