العيد.. وأحوال المسلمين

يحتفل العالم الإسلامي يوم الثلاثاء العاشر من ذي الحجة بعيد الأضحى المبارك وسوف يكون يوم الإثنين يوما تاريخيا حيث يشهد العالم النقل الحي والمباشر لصعود ضيوف الرحمن إلى صعيد عرفات الطاهر في جو مفعم بالروحانية, وكل هؤلاء الحجاج بأبيضهم وأسودهم وكبيرهم وصغيرهم.. وغنيهم, وفقيرهم, نسائهم ورجالهم يرفعون أكف الضراعة إلى بارئهم وإلى خالقهم أن يغفر الله لهم, ويقبل حجهم ويشملهم برحمته ومغفرته.
والحج كشعيرة إسلامية واجبة على القادر والمستطيع ليس هو مجموعة شعائر بلا معنى أو مضمون, لكن كل واحدة منها لها هدف منطقي وإن اختفى علينا في ظاهره.
وسيقضي ضيوف الرحمن أيامهم في المشاعر المقدسة في الذكر والدعاء وسوف يستكملون مناسكهم من رمي الجمرات وطواف الإفاضة ونحر وحلق وغيره.
إنها لحظة من لحظات العمر الخالدة أن يجتمع كل هذا العدد الهائل من حجاج بيت الله الحرام على صعيد واحد بألسنة مختلفة وسحنات مختلفة.. لكن بقلوب موحدة وعامرة بالإيمان والتقوى.
وبينما الحجاج يجتمعون في هذه الأماكن المقدسة ويؤدون شعائرهم, هناك مئات الآلاف من المسلمين في أنحاء متفرقة من العالم يعيشون في حالة من الآلام والأحزان خاصة في السجون الإسرائيلية يتطلع الكثيرون من النساء والرجال والذين زج بهم في هذه السجون لأتفه الأسباب ويتطلعون أن يخرجوا من هذه الزنزانات ولربما يخرجون من هذه الزنزانات لسبب أو آخر لكنهم لا يعرفون إلى أين يذهبون لأن الصهاينة لعنهم الله يخططون ضد الإسلام والمسلمين ويشهد العالم أيضا ممارسات لا إنسانية ضد المسلمين ولا أرى مبررا للصمت المريب من الغرب سوى أن الضحايا من المسلمين! ولو كانوا من ديانة أخرى لربما اختلف الأمر وفي إفريقيا حيث الصراعات والحروب والتي تخلف المآسي والآلام ولا أحد يدري متى ستنتهي هذه المحن والمصائب.
وليست الحروب وويلاتها هي وحدها التي تشكل حزن العالم الإسلامي, لكن هناك الفقر والجهل والمرض والاضطهاد والظلم والتعسف وكلها ابتلاءات نسأل الله عز وجل في هذه الأيام المباركة أن يرحمنا برحمته ويزيح المصائب والفتن عن أمتنا الإسلامية "آمين".
لقد تطور العالم خلال الحقبة الماضية بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخه, لكن مع هذا التطور الهائل في مجال الاتصالات فإن وسائل الحروب أيضا قد تطورت وزادت وحشية الإنسان, ولا شك أن قوى الشر تقود الإنسان إلى هاوية مظلمة ونحن لا ندري ماذا نفعل سوى التضرع إلى الله السميع المجيب في هذه الأماكن المقدسة والأيام المباركة أن يهدي الله هذا الإنسان سواء السبيل وبأن تنعم الأمة الإسلامية بالرخاء والازدهار وتشهد الإنسانية جمعاء راحة البال والاطمئنان وهدوء النفس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي