هل القوائم المالية للمحاسبين فقط؟

هل القوائم المالية للمحاسبين فقط؟

<a href="[email protected]">[email protected]</a> هل هناك أحد يقرأ القوائم المالية التي تنشرها الشركات كل ربع سنة؟ سؤال يتبادر إلى الذهن عندما نرى تركيز أغلب المحللين على صافي الأرباح فقط عند الحديث عن أداء الشركات، وكأن قائمة الدخل هي الوحيدة التي يتم نشرها، بل قد يكتفي بالسطر الأخير منها وهو صافي الربح فقط ليتم الانطلاق منه لتحليل أداء الشركة. لا شك أن صافي الربح هو من أهم مؤشرات ربحية الشركة لفترة معينة ولكن لا يمكن قراءته وتحليله دون ربطه بقائمة المركز المالي وقائمة التدفق المالي والإيضاحات المرفقة للقوائم المالية. فقائمة المركز المالي توضح الوضع المالي للشركة من خلال ما لها من أصول وما يقابلها من التزامات، فصافي الربح هو نتيجة إدارة هذه الأصول لتحقيق أفضل العوائد للمال المستثمر في الشركة من قبل الملاك والدائنين. وقائمة التدفقات النقدية تعكس قدرة الشركة على توليد تدفقات نقدية مقسمة حسب الأنشطة الرئيسية من تشغيل واستثمار وتمويل. وصافي التدفقات النقدية من العمليات التشغيلية مؤشر مهم لجودة الربح وكفاءة الشركة في إدارة رأس المال العامل. وهناك الكثير من المؤشرات المالية التي تستخلص من القوائم المالية سواء بالتحليل الأفقي أو الرأسي وهي تقيس ربحية الشركة وكفاءة الإدارة في استغلال مواردها، كما تستخدم في تقييم ملاءة الشركة وقدرتها المالية على سداد التزاماتها. وتحليل القوائم المالية هو الخطوة الأولى لما يُعرف بالتحليل الأساسي للأسهم، وكما هو معروف، فالقوائم المالية تعكس النتائج لفترة زمنية منتهية، ولكن تؤخذ كأساس لتقييم الأداء المستقبلي للشركة مع الأخذ في الاعتبار العوامل المهمة الأخرى مثل وضع النشاط التي تعمل فيه الشركة ووضعها التنافسي في السوق وخططها المستقبلية للتوسع والمتغيرات على أسعار منتجاتها وتكلفة إنتاجها والوضع الاقتصادي بشكل عام، وأيضا يؤخذ في الاعتبار بعض المشاكل المحاسبية المتعلقة بإعداد القوائم المالية مثل استخدام التكلفة التاريخية لتقييم الأصول الثابتة واستخدام بعض التقديرات الإدارية مثل معدلات الاستهلاك والمخصصات مثل مخصص الديون المشكوك فيها ومخصصات لمقابلة الهبوط الدائم في قيم الأصول أو مقابلة التزامات محتملة وطريقة حساب المخزون وغيرها من الأمور التي تعتمد على تقديرات الشركة للوضع وتختلف من شركة لأخرى. من هنا تبدو الحاجة إلى محللين لهم معرفة جيدة بنشاط الشركة والوضع الاقتصادى بشكل عام مع القدرة على تحليل القوائم المالية ودراسة نشاط الشركة ووضعها من حيث الحصة السوقية وتوجهاتها المستقبلية ومعدلات النمو في النشاط وحصة الشركة من هذا النمو لإعطاء تقييم معقول للشركة حيث في النهاية يتم بحسم التدفقات النقدية المتوقعة بمعدل حسم مناسب للوصول إلى سعر السهم العادل وغالبا يكون في مدى سعري معين وهو في أفضل حالاته أفضل التقديرات وقد يتغير بتغير الافتراضات ولكن يظل أفضل الخيارات المتاحة لأن الأسهم في نهايتها أصول وأي أصل تكمن قيمته في مقدار قدرته على توليد عوائد نقدية مستقبلية، وقد تكون الحاجة أكبر لمحللين متخصصين بقطاع أو نشاط معين لتقديم تحليل يمكن الاعتداد به بدلا من الاعتماد على صافي الربح لحساب مكرر الأرباح لتقييم السهم، وهو يستخدم بكثرة لأنه الأسهل والأكثر فهما للشخص غير المتخصص، وهو مؤشر يمكن استخدامه مع أكثر من طريقة للوصول لقيم أكثر واقعية ولكن ليس كأساس للتقييم. محاسب قانوني
إنشرها

أضف تعليق