مهرجان كان يسلط الضوء على تشاد الممزقة بالحروب
مهرجان كان يسلط الضوء على تشاد الممزقة بالحروب
كان إنجازا كبيرا للمخرج محمد صالح هارون أن يصبح أول مخرج تشادي يختار للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي.
وتقع الدولة الأفريقية فريسة في براثن حرب أهلية منذ عقود بالإضافة إلى كونها واحدة من أفقر بلدان العالم.
وقال هارون في مؤتمر صحفي للاحتفال بالعرض الأول لفيلمه )رجل صارخ( " هناك توتر كبير)في البلاد(" .
وأوضح هارون ، المولود في العاصمة التشادية نجامينا في عام 1961 ، لكنه يعيش في فرنسا منذ عام 1982 " ليست بيئة للمرح " .
وأضاف يقول " عندما تصور فيلما يجب أن تسمو فوق التوترات... لكنك تضع هذا التوتر في الفيلم.. كما أنه يساهم في إعطاء إحساس بالحاجة الملحة لصناعة الفيلم" .
ويبرز فيلم "رجل صارخ" كأول فيلم من تشاد يتم إختياره للمشاركة في التنافس على أبرز جوائز المهرجان وهي جائزة "السعفة الذهبية" .
ويروي الفيلم قصة آدم ، الذي يقترب من الستينيات من العمر ويعمل كمراقب في حمام سباحة في أحد الفنادق الفخمة في نجامينا .
كما يمثل الفندق جزيرة صغيرة من الهدوء في البلد الممزق بالحرب حيث يحكم المتمردون قبضتهم على البلاد.
ويعشق آدم ، والذي يعرف باسم "البطل" ، عمله ويقول آدم ، الذي يجسد شخصيته الممثل التشادي يوسف دجاورو ، إن " حمام السباحة هو حياتي" . كما يفتخر آدم بأنه أول تشادي يعمل مراقبا في حمامات السباحة.
لذا يتأثر بشدة عندما ينزل مالكو الفندق الجدد من مكانته ويجبر على التخلي عن وظيفته لابنه "عبد الله" ، ويرتدي زي حارس بوابة مزري بدلا من الزي الأبيض الأنيق الذي كان يرتديه كمراقب للحمام السباحة. كما يرسم هارون لمحة عن الحياة اليومية في البلاد بالحواجز العسكرية على الطرق وحظر التجول والشعب الذي يجبر على دفع مساهمة في جهود الحرب ضد المتمردين.
كما أنه بمثابة خلفية مناسبة للاضطراب الداخلي الذي بدء يلتهم آدم حيث أصبح الكشف عن القصة وهدوء حمام السباحة هو ملاذه. وفي نهاية المطاف ، تضطره الحرب والأوضاع الاقتصادية القاتمة في البلاد إلى مواجهة نفسه وصراعه الداخلي.