تأسيس الشركات: شركة التضامن

تأسيس الشركات: شركة التضامن

تأسيس الشركات: شركة التضامن

<a href="[email protected]">[email protected]</a>

الحمد لله سبحانه على كريم لطفه وعافيته ونسأله سبحانه أن يوفقنا إلى الشكر فبالشكر تدوم النعم.
نزولا عند رغبة العديد من القراء الكرام نتحدث عن تأسيس الشركات وبيان أنواعها، وهذا من أهداف هذه الزاوية التي تهدف من ورائها إلى نشر الوعي القانوني في المجتمع.
الشركة كما هو معروف عقد يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر يسهم كل منهم في مشروع يستهدف الربح بتقديم حصة من مال أو عمل لاقتسام ما قد ينشأ عن هذا المشروع من ربح أو خسارة.
وهنا تحسن الإشارة إلى أهمية صدق النية في إنشاء ذلك العقد، إذ إن نية الشركاء في التعاون الصادق فيما بينهم هي الركيزة الأولى التي يرتكز إليها ذلك العقد، فليعتن مؤسسو الشركات بذلك.
نص نظام الشركات السعودي على ثمانية أنواع من الشركات هي: شركة التضامن، شركة التوصية البسيطة، شركة المحاصة، شركة المساهمة، شركة التوصية بالأسهم، الشركة ذات المسؤولية المحدودة، الشركة ذات رأس المال المتغير، والشركة التعاونية.
وسيتم بيان هذه الشركات وكيفية تأسيسها من الناحية القانونية بشيء من الإيجاز.
ولعلنا نبدأ الحديث عن شركة التضامن، فقد نصت المادة 16 من نظام الشركات السعودي على بيان ماهية شركة التضامن؟ فأوضحت أنها الشركة التي تتكون من شريكين أو أكثر مسؤولين بالتضامن في جميع أموالهم عن ديون الشركة.
وشركة التضامن يمكن أن يكون اسمها من اسم شريك واحد أو أكثر مقرونا بما ينبئ عن وجود الشركة، ويكون اسم الشركة مطابقا للحقيقة، وإذا اشتمل على اسم شخص أجنبي عن الشركة مع علمه بذلك كان هذا الشخص مسؤولا بالتضامن عن ديون الشركة.
وفي شركة التضامن لا يجوز للشريك أن يتنازل عن حصته إلا بموافقة جميع الشركاء أو بمراعاة الشروط الواردة في عقد الشركة.
ويجب أن يشتمل ملخص عقد الشركة بصفة خاصة على اسم الشركة وغرضها ومركزها الرئيسي وفروعها إن وجدت وأسماء الشركاء وأماكن إقامتهم ومهنهم وجنسياتهم ورأسمال الشركة وتعريف بحصص الشركاء وأسماء المديرين ومن لهم حق التوقيع نيابة عن الشركة وتاريخ تأسيس الشركة ومدتها وبدء السنة المالية وانتهائها.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز للشريك في شركة التضامن دون موافقة باقي الشركاء أن يمارس لحسابه أو لحساب الغير نشاطا من نوع نشاط الشركة، ولا أن يكون شريكا في شركة تنافسها إذا كانت هذه الشركة الأخرى شركة تضامن أو شركة توصية أو شركة ذات مسؤولية محدودة.
وإذا أخل أحد الشركاء بهذا الالتزام كان للشركة أن تطالبه بالتعويض أو أن تعتبر العمليات التي قام بها لحسابه الخاص قد تمت لحساب الشركة.
ولا يفوتنا التنويه عن إدارة شركة التضامن، حيث لا يجوز للشريك غير المدير أن يتدخل في إدارة الشركة وإن كان يجوز له أن يطلع بنفسه في مركز الشرطة على سير أعمالها وفحص دفاترها ومستنداتها وأن يستخرج بنفسه بيانا موجزا عن حالة الشركة المالية من واقع دفاترها وأن يوجه النصح لمديرها.
وبالنسبة لكيفية إصدار قرارات الشركة فإن النظام أعطى الشركاء وضع الآلية التي يرونها مناسبة لهم في عقد الشركة, وإن لم يتضمن عقد الشركة نصا خاصا في ذلك فإن القرارات تكون بالأغلبية العددية لآراء الشركاء، وتجدر الإشارة هنا إلى أن القرارات المتعلقة بتعديل عقد الشركة لا بد أن تكون صادرة بالإجماع.
وقبل ختام الحديث عن شركة التضامن تحسن الإشارة إلى كيفية انقضائها، فهي تنقضي بوفاة أحد الشركاء أو بالحجر عليه أو بشهر إفلاسه أو إعساره أو بانسحابه من الشركة إذا كانت مدتها غير معينة، ومع ذلك يجوز النص في عقد الشركة على أنه إذا توفي أحد الشركاء تستمر الشركة مع ورثته ولو كانوا قصرا، وكذلك يجوز النص في عقد الشركة على أنه إذا توفي أحد الشركاء أو حجر عليه أو أشهر إفلاسه أو إعساره أو أنه انسحب أن تستمر الشركة بين الباقين من الشركاء، وفي هذه الحالة لا يكون لهذا الشريك أو ورثته إلا نصيبه في أموال الشركة وبقدر هذا النصيب وفقا لآخر جرد مالي ما لم ينص في عقد الشركة على طريقة أخرى للتقدير.
ومما سبق يتضح جليا أهمية العناية بعقد إنشاء الشركة من الناحية القانونية، إذ يمكن بيان الكثير من التفصيلات التي تحل إشكالات قد تحدث مستقبلا، وفي الوقت نفسه تحفظ حقوق الشركاء كل حسب ظروفه ومشاركته. وفق الله الجميع لكل خير.

خبير قانوني – محكم معتمد في حل المنازعات التجارية
فاكس 4882556

الأكثر قراءة