نعم أؤيد الزامل .. ونحن بجانب المساكين

نعم أؤيد الزامل .. ونحن بجانب المساكين

<p><a href="mailto:[email protected]">balammaj@hotmail.com</a></p>

لقد قرأت مقال الكاتب خالد بوعلي في "الاقتصادية" الخميس السادس من ربيع الآخر 1427هـ, تحت عنوان "ما يطلبه المستمعون .. ما يطلبه المساكين" الذي هو رد على الدكتور عبد الرحمن الزامل ومؤيديه, وبما أنني من مؤيدي الدكتور الزامل, فإنني أود توضيح الآتي:
1 ـ نحن قراء للصحافة المرئية ولسنا في هذه الحالة مستمعين لما تقوله في مقالك, والأمل ألا يكون الهدف للعنوان أبعد من ذلك.
2 ـ نعم نحن بجانب المساكين ولنا شرف المهنة.
3 ـ البنوك التي تدافع عنها, سوف نحاول أن نوضح لسعادتكم بعض تصرفاتها التي قد تغيب عنك معرفتها, وإن كانت معروفة لدى كل إنسان عادي قد لا يكون متخصصا في العلوم الاقتصادية.
البنوك عندما يطلب أحد زبائنها قرضا منها, فإنه يُطلب منه الآتي:
أ ـ لا بد أن يكون لطالب القرض حساب لدى البنك الذي يطلب القرض منه.
1 ـ يقوم البنك بربط أكثر من المبالغ المطلوب اقتراضه وأحيانا ضعف المبلغ. بل في أغلب الأحيان أي بالحجز على هذا المبلغ. ويشترط البنك في العقد المبرم بينهما أن يكون للبنك حق التصرف في هذا المبلغ واقتطاعه في أي وقت يريد وحاجة المقترض تدفعه للموافقة على ذلك (رأس تحت موس).
ب ـ فلنفترض أن المبلغ المطلوب 200 ألف ريال, يقوم البنك أولا بحساب الفائدة التي غالبا تراوح بين 8 و12 في المائة, تعتمد على البنك ولا أعمم على البنوك كلها, فبنك الاستثمار السعودي يأخذ أقل من ذلك دائما, ثم يقوم بحسابها حسب مدة القرض. ولنفترض ثلاث سنوات والفائدة 8 في المائة, فإن البنك يقوم باستقطاع الفائدة لثلاث سنوات دفعة واحدة وقدرها 48 ألف ريال, ويسلم للمقترض 152 ألف ريال فقط, وهذه العملية مخالفة للقانون البنكي الدولي وحسابات البنوك في العالم, فالمفروض أن يسلم البنك كامل المبلغ ويقوم بعد ذلك بالتقسيط على المقترض, ولكن البنوك تحتفظ بحقها في ذلك وهي ممارسة غير قانونية, أي أنه لا يوجد بنك في العالم يأخذ فوائده مقدما عدا في السعودية. وبالتالي البنك عنده كامل الحرية أيضا للتصرف في المبلغ الذي لديه محجوز للعميل, ومن هنا يستطيع أن يستقطعه دون إشعار صاحب المبلغ, وهذا ما حصل من جانب البنوك.
مؤسسة النقد العربي لم تذكر في بيانها كيف استأذنت البنوك أصحاب المحافظ (القروض) في بيع استثماراتهم تقول بغموض كبير إنها بموافقتهم وتقصد بذلك موافقتهم الخطية التي كتبت أثناء إبرام العقد, لكنها لم تستشرهم لو كانت لديهم تغطية للنقص الذي حصل عليهم من مصادر أخرى قبل تسييل محافظهم, الأمر لم يوضح بجلاء وفيه غموض, ثم لو طلبت موافقة أحد فإنها لن تطلبها من المستثمرين الصغار لأنها لا تخشى ردة فعلهم.
ثم إن المؤسسة ـ حفظها الله ـ لم توضح لنا ما قبل الـ 60 يوما, فالنزول والانهيار بدأ قبل ذلك بـ 30 يوما أخرى, أي أن الانهيار بدأ قبل 90 يوما أو أكثر, فماذا عن الـ 30 يوما الأخرى؟ لماذا لا تتحرى عنه المؤسسة, وهل أن الرقم الذي عثرت عليه 386 محفظة في بنك واحد أم في البنوك كلها؟ أستبعد ذلك, والشفافية مطلوبة.
البنوك السعودية تستثمر أموال الناس المودعة بدون فوائد في المصارف والأسواق الدولية والبنوك الأخرى وتجني منها أرباحا خيالية فلماذا لا تخصص نسبة من هذه الأرباح لأصحاب الأموال المودعة, لأنها حرام, فماذا أحلها للبنوك وحرمها على غيرهم؟
البنوك لا تساهم في الإقراض للمشاريع الكبيرة طويلة الأمد الصناعية, فقد خصصت لذلك صندوق التنمية الصناعي ومن هنا ليس لها دور كبير في التنمية الشاملة.
البنوك تأخذ رسوما على كل المتداولين في الأسهم في حالة البيع والشراء مثل (المنشار يأكل طالع نازل), وأرباحها بالمليارات في الربع السنوي وليس بانتهاء السنة ولا يؤخذ منها رسوم أو ضرائب سوى 20 في المائة من صافي الأرباح على غير السعوديين, البريطانيين, الفرنسيين, الهولنديين, الأمريكيين .. إلخ, والزكاة فقط على السعوديين 2.5 في المائة, ولم تساهم هذه البنوك في مجال البحوث العلمية ولا صندوق التنمية البشرية ولا حتى في المجالات الخيرية الأخرى ولو بنسبة 1 في المائة أو 2 في المائة.
البنوك عندما تمت سعودتها منذ أكثر من عقدين ونصف العقد, لم تُحدَّث أنظمتها, والمطلوب تحديثها كي تتماشى مع التغيرات الاقتصادية, ثم لا ننسى أن البنوك قد ذكرت كلمة قد يكون لها يد مباشرة في الانهيار الذي حصل للأسهم وهو أنها قد قامت ببيع المحافظ لديها التي تديرها عندما رأت النزول مما ساعد على الانهيار بالسرعة الرهيبة.
أما الحديث عن ارتفاع الأسعار في المجال المعيشي للناس وعدم التحدث عنه لأنه يهم الناس فقد كتبت عن ذلك مقالات عدة ومنها مقال قبل أكثر من شهر في جريدتكم الغراء, ارجع إليه تجد ما يسرك, إذا كانت أحوال المساكين تهمك, والمفروض أنك أعلم بذلك من غيرك بحكم عملك في هذه الجريدة الغراء, وما زلنا ننتظر وزارة التجارة والصناعة للرد على مقالاتنا التي فيما يبدو أنها تحذف في سلة المهملات, وأخيرا أشكر سعادتكم على محاولة الرد لتتضح الصورة أكثر للقراء الأعزاء, وفقكم الله لما فيه الخير, وشكرا.