وسواس الماء (1)

أجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو في شاطئ البحر. وقد روى أحمد في مسنده وابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو "أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ, فقال: لا تسرف, فقال: يا رسول الله! أو في الماء إسراف؟ قال: نعم, وإن كنت على نهر جار".
وفي جامع الترمذي والحاكم والبيهقي من حديث أبي بن كعب: أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال "إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان, فاتقوا وسواس الماء".
وفي المسند والسنن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال "جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يسأله عن الوضوء, فأراه ثلاثا ثلاثا, وقال: "هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم".
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها "أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم من إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريبا من ذلك".
وفي سنن النسائي عن عبيد بن عمير "أن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد رأيتني أغتسل أنا ورسول الله من هذا, فإذا تور (1) موضوع مثل الصاع أو دونه ـ نشرع فيه جميعا, فأفيض بيدي على رأسي ثلاث مرات وما أنقض لي شعرا".
وفي سنن أبي داود والنسائي عن عباد بن تميم عن أم عُمارة بنت كعب أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم "توضأ, فأتى بماء في إناء قدر ثلثي المد".
وقال عبد الرحمن بن عطاء: سمعت سعيد بن المسيب يقول "إن لي ركوه (2) أو قدحا, ما يسع إلا نصف المد أو نحوه, أبول ثم أتوضأ منه, وأفضل منه فضلا" قال عبد الرحمن: فذكرت ذلك لسليمان بن يسار فقال "وأنا يكفيني مثل ذلك" قال عبد الرحمن: فذكرت ذلك لأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فقال "وهكذا سمعنا من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم" رواه الأثرم في سننه.
وقال إبراهيم النخعي "كانوا أشد استيفاء للماء منكم, وكانوا يرون أن ربع المد يجزئ من الوضوء".
وفي الصحيحين عن أنس قال "كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد".
وفي صحيح مسلم عن سفينة قال "كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يغسله الصاع من الجنابة, ويوضئه المد".
وتوضأ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق بقدر نصف المد أو أزيد بقليل.
وقال محمد بن عجلان "الفقه في دين الله إسباغ الوضوء وقلة إهراق الماء".
(1) (وهو إناء من نحاس أو حجارة).
(2) (وهي إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي