العرب يتعاملون مع الأتراك تعاملا عاطفيا.. نطمح إلى حماس منظم في علاقاتهم مع أنقرة

العرب يتعاملون مع الأتراك تعاملا عاطفيا.. نطمح إلى حماس منظم في علاقاتهم مع أنقرة
العرب يتعاملون مع الأتراك تعاملا عاطفيا.. نطمح إلى حماس منظم في علاقاتهم مع أنقرة

أكد الدكتور محمد العادل، رئيس مجلس إدارة الجمعية التركية العربية في أنقرة، أن الزيارتين الأخيرتين اللتين قام بهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تركيا أسهمتا بشكل كبير في توطيد العلاقات السعودية - التركية وأدخلتاها في منعطف مهم جدا على جميع المستويات، فقد تم توقيع عديد من الاتفاقيات بين البلدين أثناء هاتين الزيارتين، الأمر الذي أوجد الإطار التشريعي للتعاون في جميع المجالات.
وطالب الدكتور العادل، في حلقة النقاش حول «التوجهات الجديدة في السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط» التي نظمها الأحد الماضي مركز الدراسات الاستراتيجية في معهد الدراسات الدبلوماسية في الرياض، وأدارها الدكتور منصور المنصور المشرف على المركز، بضرورة ألا تبقى هذه العلاقات تشريعية فقط، وإنما تتحول إلى علاقات شراكة بحيث يتم تفعيل الدبلوماسية الشعبية بتطوير العلاقات العلمية والثقافية والإعلامية والفنية، معبرا عن أمنياته بأن يتم افتتاح مركزين ثقافيين في كل من الرياض وأنقرة لدعم هذه العلاقات.
وأوضح الدكتور العادل أن التوجهات الجديدة في السياسة الخارجية التركية حدثت بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2002، حيث انفتحت هذه السياسة على جميع الاتجاهات، ولم تتصالح تركيا في هذه التوجهات مع الآخرين بل تصالحت مع ذاتها واستعادت دورها إقليميا ودوليا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه الخطوات المتعددة مزعجة رغم بعض إيجابياتها، فلا يمكن لتركيا بأدواتها الحالية أن تكون لها أيد في مناطق متعددة وعليها التركيز على قضايا معينة.
وقال إن البعض يربط هذه التوجهات بشخصية رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، وهذا ليس صحيحا، لأن أردوغان، من وجهة نظري، ليس دبلوماسيا جيدا وإنما قائد جيد وراءه جيش كامل من المفكرين والدبلوماسيين والاستشاريين، إضافة إلى وجود لجان مهمة في البلاد تسمى «لجان التفكير الاستراتيجي» التي تقدم اقتراحاتها ودراساتها للقادة في تركيا، حتى إنها أحيانا تقترح ضرورة أن يسارع دبلوماسي معين إلى زيارة بلد بعينه.

#2#

وعن القضية الفلسطينية ومدى تأثر العلاقات التركية مع إسرائيل بقضية العرب الأولى، قال الدكتور العادل إن القضية الفلسطينية لم تكن غائبة أبدا عن السياسة التركية فقد كانت حاضرة في كل الحكومات المتعاقبة، ولا يمكن للعلاقات مع إسرائيل أن تؤثر في التوجهات التركية لمصلحة القضية الفلسطينية، كما أن إسرائيل ومعها الولايات المتحدة وأوروبا تسعى لعلاقات جيدة مع تركيا، نظرا للعلاقات التركية العميقة مع جميع الأطراف كما أن التوجه التركي نحو العرب يثير قلقا بالغا لدى أمريكا وأوروبا وإسرائيل، وبقية الدول الأوروبية، حتى إن رجب طيب أردوغان واجه مطالب صعبة من عدد من الدول الأوروبية عندما تم عقد مؤتمر إفريقي في أنقرة، فقد قدموا له طلبا بضرورة أن ينسق معهم قبل أن يعقد أية اتفاقات تجارية مع إفريقيا إلا أنه سألهم «وهل نسقتم معنا عندما قمتم باحتلال عدد من الدول الإفريقية»؟
وأشار الدكتور العادل إلى أن العلاقات التركية المتعددة لم تأت نتيجة ردة فعل لعدم الوصول إلى اتفاق بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإنما للرغبة الموجودة في أنقرة بضرورة الانفتاح على الجميع وفق منظومة متكاملة، فشعار تركيا هو الشراكة الحقيقية مع الجميع وبخاصة دول الجوار ومنها الدول العربية التي حددت ماذا تريد من العرب، ولكن السؤال المطروح حاليا هو هل حدد العرب ماذا يريدون من تركيا؟
والجواب واضح وهو أن العرب يتعاملون مع الأتراك تعاملا عاطفيا، وعليهم أن يتعاطوا مع تركيا ليس بصفته بلدا إسلاميا فقط ولكن كما يتعاطون مع إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، وإذا واصل العرب تعاملهم العاطفي مع تركيا فستتحول علاقات هذه الدولة إلى ما يشبه الهيمنة من قبل تركيا على العالم العربي، وما نطمح إليه هو أن يكون حماس العرب منظما في علاقاتهم مع أنقرة.
وحول توجهات حزب العدالة والتنمية، قال الدكتور العادل إن الحزب ليس إسلاميا فقط، بل حزب يضم تيارات ثلاثة هي التيار الإسلامي، والقومي المحافظ، والعلماني الليبرالي، وقد نجح التيار الإسلامي في (ثقافة التحالف) التي طبعت اتجاهات حزب العدالة والتنمية.
وكان الدكتور منصور المنصور أكد في بداية الحلقة أن هناك اهتماماً كبيراً في العالم العربي بتوجه تركيا الجديد نحو المنطقة، وأن هناك تغييراً في طبيعة ومدى الدور التركي في عدد من قضايا الشرق الأوسط. وأن هذا الاهتمام نابع من التاريخ الطويل لتركيا مع المنطقة، ومن واقع صعوبة القضايا التي نعيشها بداية من وضع عملية السلام، ومرورا بالوضع العراقي، والدور الإيراني وتدخلاته في شؤون عدد من دول المنطقة.
وعن العلاقات السعودية - التركية أوضح الدكتور المنصور أنه يتوقع أن تكون هناك خطوات وتعاون أكبر في عدد من المجالات، منها التفكير في تنظيم منتدى سعودي - تركي. وفيما يخص مركز الدراسات الاستراتيجية فقد عقد في الفترة القصيرة الماضية حلقتي نقاش حول الموضوع التركي، كما شارك المركز في اجتماع مديري مراكز الدراسات الاستراتيجية الذي عقد في أسطنبول في كانون الثاني (يناير) الماضي.

الأكثر قراءة