«اليونسكو» تثمن جهود خادم الحرمين في إشاعة الحوار والتقارب الثقافي بين الشعوب
«اليونسكو» تثمن جهود خادم الحرمين في إشاعة الحوار والتقارب الثقافي بين الشعوب
وصفت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافـة والعلوم «اليونسكو»، الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مجال إشاعة ثقافة الحوار والسلام وتطوير التعليم داخل المملكة، وجهوده في إحياء ثقافة التواصل والتقارب الثقافي بين شعوب العالم بالجبارة والمثمرة.
وقالت بوكوفا خلال لقاء جمعها أمس والوافد المرافق لها مع عدد من القيادات التعليمية والإعلامية في المملكة، يتقدمهم فيصل بن عبد الرحمن بن معمر نائب وزير التربية والتعليم أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني «عضو المجلس التنفيذي لليونسكو»، أن السعودية دولة رائدة ولها ثقل دولي كبير بوصفها رمز العالم الإسلامي، حيث كان لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان أثرها البارز في العالم، ومؤكدة أن اليونسكو تقدر للملك عبد الله اهتمامه الشديد ومتابعته الدائمة لهذا الملف الذي هو من أصول عمل منظمة اليونسكو، إضافة إلى التزام المملكة بتعهداتها إزاء دعم اليونسكو ومساندة رسالتها. وأعربت بوكوفا عن تطلعها إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين للمنظمة، كما أشارت إلى أنه يجري حاليا الترتيب مع مندوبية المملكة لدى اليونسكو لاستضافة حفل توزيع جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز للترجمة في أيار (مايو) المقبل.
#2#
#3#
#4#
وأشارت خلال اللقاء الفكري الذي عقد في مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وبتنظيم من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني،إلى عدد من البرامج والاتفاقيات التي تم تبادلها بين المؤسسات السعودية والمنظمة، كان آخرها توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين مؤسسة الفكر العربي ومنظمة اليونسكو والندوة التي حضرها الأمير خالد الفيصل تحت عنوان ( دور مؤسسات المجتمع المدني في تقارب الثقافات ).
كما أبدت المديرة سعادتها بالجهود التي تبذل من قبل المؤسسات السعودية والتي كان آخرها تسجيل مدائن صالح كأول موقع سعودي في لائحة التراث العالمي، موضحة أن ذلك كان البداية إذ من المنتظر ان تعرض المملكة هذا العام في تموز (يوليو) المقبل في البرازيل موقع «الدرعية» للدخول في لائحة التراث العالمي.
وأضافت« مثل تلك الخطوات ستعزز التبادل الثقافي بين المملكة والعالم، وأنا سعيدة للغاية بالجهود المبذولة لتطوير التعليم في المملكة ولعل برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم خير دليل، كما أن جائزة الملك عبد العزيز للترجمة واحدة من الشواهد الرائعة على النشاط الذي تقوم به السعودية على الأصعدة كافة».
وقالت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، إن العالم والتغير الذي طرأ عليه جعل منه أقرب مايكون إلى «أمة واحدة..هي الأمة الإنسانية ولكن بثقافات وتطلعات مختلفة، بحيث أصبحنا أكثر ترابطا وأكثر تأثرا بما يقوم به كل مجتمع، ومن هنا علينا أن نوجد رابطا بين تلك الجهود إذ إن أي تقارب ثقافي سيخدم هذه الأمة ..ولعل هذا أحد أدوار المنظمة».
وأكدت بشكل خاص على مشروع السنة الدولية لحوار الثقافات 2010 الذي تقوده اليونسكو هذا العام والجهود الدولية لإنجاحه والمملكة واحدة من الدول الرئيسة بوصفها عضوا في المجلس التنفيذي، كما أشادت بزيارة الأمير خالد الفيصل للمنظمة هذا الأسبوع ومؤسسة الفكر العربي، والحراك الوطني في المملكة من خلال تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لنشر الحوار الداخلي.
وأوضحت مديرة «اليونسكو» أن المنظمة تقوم بجهود كبيرة من أجل بث رسالتها في العالم المتمثلة في صون السلم والأمن بالعمل عن طريق التربية والعلم والثقافة، وتوثيق عرى التعاون بين الأمم، لضمان الاحترام الشامل للعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس كافة دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين، كما أقرها ميثاق الأمم المتحدة لجميع الشعوب» وذلك منذ ولادتها عام 1945.
وزادت « المنظمة تؤدي دور مختبر للأفكار وهيئة قانون من أجل إبرام اتفاقيات عالمية بشأن القضايا الأخلاقية المستجدة. وتعمل المنظمة أيضا كمركز لتبادل الأفكار، و نشر المعلومات وتقاسم المعارف، ومساعدة الدول الأعضاء في بناء قدراتها البشرية والمؤسسية في شتى المجالات». وشددت على دور اليونسكو في تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات؛ وبناء مجتمعات معرفة، وهي لهذا الغرض تضع الخطط وتناقشها مع الدول الأعضاء عن طريق المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للوصول إلى اتفاق وإجماع دولي يسهم في صناعة السلام في عقول البشر.
وتناولت بعد ذلك بوكوفا دور اليونسكو حيال تأثير الأزمة المالية العالمية على نفقات وميزانيات التعليم في العالم، وغير ذلك من الموضوعات التي تهم الجانبين، علاوة على الانتهاكات التي تطول «الآثار والتراث في مدينة القدس المحتلة».
من ناحيته، أكد فيصل بن معمر نائب وزير التربية والتعليم، أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في كلمته التي بدأها بالترحيب بالضيوف ومن ثم أكد على الدور الريادي لمركز الملك عبد العزيز للحوار في نشر ثقافة الحوار والتواصل بين فئات المجتمع كافة والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة لترسيخ مفهوم الحوار وتقبل الآخر في جميع مؤسسات المجتمع ومنها المدرسة والمسجد والجامعة.
وقال ابن معمر «لقد حققت المملكة في هذا الشأن نتائج ممتازة حيث يمكن القول إن الحوار بات أسلوب حياة وساعد على ربط مكونات المجتمع السعودي ودمج اختلافاتها في إطارها الصحيح». وزاد «اقتصاديا وثقافيا وسياسيا المملكة في مصاف الدول المتقدمة قريبا».
#5#
#6#
وأكد ابن معمر أهمية «اليونسكو» بوصفها منظمة رائدة تهدف إلى نشر قيم السلام والعدل والمساواة وحفظ حقوق الإنسان، وقال «إن هذه الزيارة تأتي في إطار التواصل الفعال والدور الرائد للمنظمة للاطلاع على تجربة المملكة عن قرب واللقاء بالنخب الثقافية»، مؤكدا أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حريصة على مد جسور التعاون وتقويتها مع المنظمة بما يدعم الجهود الدولية لنشر قيم السلام والوئام والتعايش بين البشر وحوار الحضارات والثقافات، وهي من أوائل الدول التي وقعت على الميثاق التأسيسي للمنظمة، معربا عن أمله في أن تكرر الزيارات واللقاءات الفكرية للاستفادة من الأفكار المشتركة خاصـة أن الحوار يشارك فيه وفد رفيع يتمثل في الجهات الإدارية العليا في المنظمة وعدد من سفراء الدول الأعضاء.
وأعلن ابن معمر خلال اللقاء إقامة حفل توزيع جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في أيار (مايو) المقبل في منظمة اليونسكو في مقرها بباريس، وذلك في إطار التعاون الوثيق بين المملكة والمنظمة .
وقد ناقش اللقاء جملة من الموضوعات في إطار عمل المنظمة، وتركّزت مساهمات المثقفين السعوديين فيما يخص التأكيد على أهمية المنظمة ودورها الحيوي للدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الحوار بين الثقافات علاوة على دورها تجاه الفقراء والمعوزين حول العالم، وأيضا المأمول منها لحفظ التراث العالمي وتوثيق عرى التعاون بين الأمم لكفالة حق التعليم للجميع والعناية بالأطفال والدول الفقيرة، مؤكدين على أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها من مدريد ونيويورك حول حوار الحضارات والتعايش وأن هذا من صلب عمل المنظمة . كما هنأوا السيدة بوكوفا على اعتلائها منصب المدير العام للمنظمة أخيرا.
#7#
#8#
#9#
كما تحدث سفراء الدول في المنظمة حول عديد من النقاط المهمة حول المنظمة وعملها ورسالتها، وثمنوا الجهود المتميزة التي تبذلها المملكة في مجال العلوم والتربية والثقافة، مشيرين في هذا الصدد إلى أن المملكة تسير في الطريق الصحيح مستعينة بالشباب الواعد الذي تملكه والقيادة السياسية الراشدة.
إلى ذلك أكد لــ«الاقتصادية» الدكتور زياد الدريس المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصـة كونها الأولى للمدير العام المنتخب السيدة بوكوفا التي فازت بالمنصب أخيرا عقب منافسة قوية مع الدكتور فاروق حسني المرشح العربي، كما تعد هذه الزيارة الأولى التي يشارك فيها أعلى سلطة في الهيئات الإدارية الثلاث للمنظمة ممثلة في الإدارة العامة للمنظمة والمؤتمر العام والمجلس التنفيذي .
وقال « اللقاء هو فقرة أساسية ضمن زيارة الوفد رغم قصر الزيارة الهدف منه إطلاع الوفد والمنظمة بشكل عام على تجربة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والتي لم تنظج بعد ولكنها تسير في الطريق الصحيح وحققت نتائج ملموسة نرغب أن يشاركنا فيها العالم».
وضم الوفد إلى جانب مدير عام المنظمة إيرينا بوكوفا، رئيس المؤتمر العام للمنظمة دافيد هيبورن «ممثل الباهاما»، ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة إليانورا ميتروفانوفا «سفيرة روسيا الاتحادية» وسفراء كل من: الولايات المتحدة وروسيا واليابان وفرنسا وتركيا وإسبانيا والبرازيل في المنظمة يرافقهم سفير المملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس.
معلوم أن المؤتمر العام للمنظمة يكتسب أهميته من مكانة ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الذين يمثلون عادة على المستوى الوزاري. ولدى انعقاد كل دورة من دورات المؤتمر العام يقوم عدد من رؤساء الدول أو الحكومات بإجراء زيارات رسمية لليونسكو، وتُعقد دورات المؤتمر العام مرة كل عامين ويحضرها أيضا ممثلون من الأعضاء المنتسبين ومراقبون من الدول غير الأعضاء كما تحضرها منظمات دولية حكومية وغير حكومية، ويحدد المؤتمر العام خطوط سياسة المنظمة والنهج العام الذي تسلكه خاصة من خلال دراسة واعتماد البرنامج والميزانية لفترة العامين، ووضع وثائق تقنينية دولية واعتماد عدد من القرارات بشأن موضوعات مهمة ترتبط بمجالات اختصاص المنظمة.
كما يقوم المؤتمر العام بانتخاب أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة وهو السلطة الثانية للمنظمة، إذ ينظم انتخاب أعضاء مختلف الهيئات الفرعية، ويقوم أيضا بانتخاب المدير العام لليونسكو كل أربع سنوات.
ويعتبر المجلس التنفيذي بمثابة مجلس إدارة لليونسكو، فهو يحضّر أعمال المؤتمر العام ويسهر على حسن تنفيذ قراراته، وتُستمد مهام المجلس التنفيذي ومسؤولياته بصورة رئيسة من الميثاق التأسيسي ومن النظم والتوجيهات التي يصدرها المؤتمر العام. كما أن بعض قرارات المؤتمر العام تكمّل هذه القواعد. وفي كل فترة عامين، يكلف المؤتمر العام المجلس التنفيذي ببعض المهام المحددة. وتُستمد بعض صلاحياته الأخرى من اتفاقات مبرمة بين اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية.
والمؤتمر العام هو الذي ينتخب أعضاء المجلس التنفيذي البالغ عددهم 58 عضواً. ويعتمد اختيار ممثلي الدول الأعضاء بصورة رئيسة على تنوع الثقافات التي يمثلونها وعلى أصولهم الجغرافية؛ وتجري عمليات تحكيم معقدة للتوصل إلى توازن بين مختلف مناطق العالم، ويبيّن هذا التوازن الطابع العالمي للمنظمة. ويجتمع المجلس التنفيذي مرتين في السنة.
وكانت السعودية قد استطاعت الفوز بمقعد في المجلس التنفيذي عام 2007م لمدة أربع سنوات، ويمثلها حاليا فيصل بن عبدالرحمن بن معمر نائب وزير التربية والتعليم، وذلك تأكيدا لجهود المملكـة في إحلال السلام والأمن الدوليين ونشر الثقافة والعلم في العالم ودعم الحوار بين الشعوب وحسن علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة التي صوتت لها أثناء الاقتراع السري للانتخابات، حيث نجحت الدبلوماسية السعودية عبر مندوبية المملكة الدائمة في المنظمة ووزارة الخارجية في تحقيق هذا المكسب الدولي المهم.