«الإمام السوسي».. 4 سنوات من العمل .. أحلام «تقنية التعليم» تتحقق
وأنت في طريقك إلى متوسطة وثانوية مدرسة الإمام السوسي لتحفيظ القرآن، كونك تملك خلفية نظرية عنها، سواء بالقراءة أو بالصور، يسرح خيالك بعيدا، وتتساءل، هل في مدارسنا نهضة تقنية ومعرفية وترفيهية، بهذه الريادة التي سمعت؟
وحينما حطت رحالنا في صرح علمي في قلب العاصمة، لاح لنا أن النجاح وليد مبدأين أسهما في تحقيق المنجزات لهذه المدرسة، كان أولها الاستعانة بالله عز وجل وتكوين فريق عمل متآلف ومتجانس يحمل أفكارا واتجاهات قادته للإبداع والتميز، لا التقليد والتبعية التي عفا عليها الزمن، الأمر الذي قادها وأهلها للسمو ونيل وسام التربع على هرم آلاف المدارس المحلية والخليجية، بحصدها جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز هذا العام.
رحلة تميز قادها طاقم المدرسة من المدير والمعلمين وحتى الإداريين والطلاب، كلهم كانوا شركاء حقيقيين للنجاح، بإمكانات وجهود جبارة تمت متماسكة منذ أربع سنوات. ولأن التجربة مميزة، وفرصة سانحة ومجانية للنهل منها، في حقل التعليم الذي هو في أمس الحاجة إلى مثل هذه التجارب، وقفت «الاقتصادية» ميدانيا على التجربة، للخروج بما يفيد منها.
هي مفاجأة حين تدلف باب مدرسة الإمام السوسي شمال الرياض، فترى ما قد ينعدم في أي مدرسة، لما تحتويه من بنية تحتيه ذات تقنية متقدمة تمهد لمنتج تعليمي مبتكر بأساليب غير تقليدية.
لم تكن ضربة حظ إنما هي نجاحات متتالية منذ أربع سنوات، كما يروي ذلك بندر بن عبد العزيز السند مدير المدرسة، مشيرا إلى أن تحقيقهم نجاحا على مستوى مكتب إدارة التربية والتعليم في شمال الرياض، ثم الانطلاق والتوسع للمنافسة على للجودة على مستوى إدارة منطقة الرياض بشكل عام، ثم التفكير في المنافسة على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز التعليمي.
وهنا يفسر السند رحلة وسر نجاح مدرسته بالقول: «إنها جهود فرق عمل معطاء، والفضل بعد الله يعود إلى المعلمين، فهم فريق متآلف ومنسجم اتفقوا جميعا على مسألة التجديد والابداع، ووجدوا ترحيبا من قبل وزارة التربية والتعليم، مشيرا إلى أن الانجاز يسجل لمدراس تحفيظ القرآن كونها أول مدرسة حكومية لتحفيظ القرأن تفوز بجائزة الشيخ حمدان آل مكتوم».
و يقول السند: «بعد تكوين فرق عمل من المعلمين تواصلنا مع الإدارة العليا في إدارة تعليم الرياض ممثلة في الدكتور عبد العزيز الدبيان، والذي كان له وقفة مشرفة منذ أول اجتماع به، حيث قدمنا له ورقة عمل وإعداد طلبات للبنية التحتية للمدرسة وتجهيزات، وبعض العوائق التي تواجه المدرسة، وما وجدنا منه، إلا الترحيب».
#2#
#3#
#4#
وأضاف: بعد أن وجدنا الدعم انطلقنا، كمجموعة من المدارس بطاقات وعقول نحو التجديد وفق متطلبات العصر، مشيرا إلى أهمية تواصل المدرسة الخارجي مع عينات لها ثقلها في المجتمع، كأولياء الأمور ورجال الأعمال الذين كانت لهم وقفة وإسهامات قادت إلى هذا الإنجاز.
وقال السند: «أحد مسؤولي وزارة التربية طلب مني أن أذكر له ثلاثة عوائق واجهتها في التعليم وثلاثة آمال أسعى إلى تحقيقها في التعليم، وذكرت له أول عائق جرس المدرسة والأسوار الموجودة في المدارس والتي نسعى كما سعى لها كثير من دول العالم المتقدم أن المدرسة ليست سجنا، بل كمنتجع يسعى الطالب إلى الاستفادة والخبرة ولا يشعر أنه داخل أسوار تحول بينه وبين الخروج، أما العائق الثالث فهو طوابير مركز الطعام في المدرسة ونتمنى أن يصبح مطعمها بوفيها مفتوحا، والتي قدمنا فيها ورقة عمل ووعدنا خيرا لحلها».
وعن تجهيزات المدرسة، أوضح أنها تحتوي على 80 جهاز بروجكتر وأكثر من 150 شاشة حاسب آلي، إضافة إلى شبكة داخلية متكاملة مدعومة بالإنترنت، و16 كاميرا أمنية، وشاشات ال سي دي تعرض برامج المدرسة وأهم الأخبار.
وذكر أن المدرسة تحتوي أيضا على جميع متطلبات الترفيه الرياضي من ملاعب مزروعة، إلى جانب قاعات تدريب ومختبرات مجهزة بتقنيات عالية، وواحة إلكترونية لتحفيظ القرآن الكريم، إضافة إلى عيادة طبية متكاملة يعمل فيها طلاب حصلوا على دورات تدريبية في الإسعافات الأولية.
وعن رؤيتهم المستقبيلة، قال السند: «نتطلع إلى منتج تعليمي عالي الجودة، وبيئة تربوية متميزة، وجيل مبدع ملتزم بدينه، محب لوطنه».
وتحتوي المدرسة على قاعات دراسية هُيئت بمواصفات عملية دقيقة لخلق بيئة تعليمية مميزة للطلاب، وملاعب رياضية زرعت وخططت واكتملت لتقام عليها منافسات رياضية لا تتعارض مع قوانين الاتحادات الرياضية، وبرامج مبتكرة لإفادة طلابها.
العامل الرئيس عقول بشرية خالصة تفكر وتعمل وتنتج، ليتحقق الناتج الأهم من وجود مثل هذه المدارس، وليست الجائزة منها، فالناتج الأهم هم خريجو هذه المدرسة المميزة، وما ستقدمة عقولهم المستنيرة من جديد لبلادهم وأهليهم.
#5#
#6#
#7#
كانت إدارة المدرسة قد استقبلت قبل شهرين من الآن وفد جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المميز برئاسة الدكتور خليفة السويدي والوفد المرافق له، الذي وقف على مرافق المدرسة، بل حتى أنهم أكدوا – حسب مدير المدرسة- في ذلك الحين أن سر النجاح ينبع من الجلسة العربية التي صممت في غرفة المعلمين.
وتعتبر جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المميز أعلى جائزة تعليمية من نوعها في دول الخليج العربي، وتخضع لمعايير صارمة يجب تطبيقها قبل اشتراك أي مدرسة في السباق السنوي لجائزتها.
وفي هذه الأيام تستعد مدرسة الأمام السوسي لاستقبال وفودا تعليمية وبرلمانية من مجلس الشورى للوقوف على منجزات المدرسة،
يذكر أن جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز قد أعلنت في مؤتمر صحافي أخيرا عقدته في جدة نتائج منافسات الدورة الـ 12 على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في فئات الطالب المتميز والمعلم المتميز والمدرسة والادارة المدرسية المتميزة، وذلك بالتنسيق مع مكتب التربية العربي لدول الخليج على هامش اجتماعات الدورة العادية الـ 69 للمجلس التنفيذي للمكتب بحضور وكلاء وزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون والدكتور عبدالخالق القرني مدير عام المكتب.
وقال الدكتور خليفة السويدي منسق عام لجان التحكيم، أن إجمالي عدد المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي بلغ 67 مشاركاً في الدورة الـ 12 منها 40 مشاركة على مستوى الإناث 40، و27 مشاركة من الذكور توزعت بواقع 28 مشاركا في فئة الطالب المتميز، تتضمن 12 طالباً و16 طالبة من العدد المخصص 50 مشاركاً، و 20 مشاركا في فئة المعلم المتميز ستة معلمين و14 معلمة من العدد المخصص 50 مشاركاً، و19 مشاركا في فئة المدرسة والإدارة المدرسية المتميزة تسع مدارس بنين وعشر مدارس إناث من العدد المخصص 50 مشاركاُ.
وأضاف السويدي إن المملكة تصدرت في عدد المشاركات من خلال مشاركتها بـ 29 مشاركة من أصل 30، حيث استكملت نصابها بالكامل في فئة الطالب المتميز والمعلم المتميز، تليها دولة الكويت، ثم مملكة البحرين بـ13 مشاركة، ودولة قطر بـ عشر مشاركات، واعتذرت سلطنة عمان عن المشاركة في هذه الدورة.
وبالنسبة للفائزين قال الدكتور خليفة السويدي: «إن عددهم بلغ في المنافسات الخليجية 19 فائزاً في مختلف الفئات (الذكور تسعة فائزين ومن الإناث عشر فائزات) موزعين بواقع ثمانية فائزين من فئة الطالب المتميز وستة فائزين في فئة المعلم المتميز وخمسة فائزين في فئة المدرسة المتميزة.
وقد تصدرت السعودية في عدد الفائزين من خلال حصولها على ست جوائز من إجمالي الجوائز واستكملت بذلك نصابها من الفوز.
استكمال نصاب الفوز في فئة الطالب المتميز في كل دولة للمرة الأولى منذ بدء المنافسات الخليجية حيث بلغ عدد الفائزين ثمانية في فئة الطالب المتميز من أصل 19 فائزاً في جميع الفئات.
وقد أسفرت نتائج المنافسات في فئة الطالب المتميز عن فوز الطالب أحمد بن عبدالرزاق بن أحمد الصالح والطالبة داليا عبدالرحمن سعيد القرني من المملكة و الطالب محمد عبدالله يوسف مراد والطالبة فاطمة عبدالله عبدالرحمن مفلح البيشي من دولة قطر والطالب طلال محمد خالد عثمان الشقيح والطالبة فجر خالد علي سلطان يوسف من دولة الكويت والطالب حسين مصطفى صالح محمد علي السرو والطالبة زينب عادل حبيب على الستراوي من دولة البحرين .
بينما فاز عن فئة المعلم المتميز خالد بن خليفة حمد الخميس والمعلمة جيهان عبدالله محمد علي الهندي من المملكة والمعلمة لولوة حمد ابراهيم حمد البحوه من دولة قطر والمعلم خلف ناصر حطاب الكعبي والمعلمة شريفة مطلق محمد المطيري من دولة الكويت والمعلمة أسماء عبدالكريم علي سلمان من مملكة البحرين.
وفي فئة المدرسة والإدارة المدرسية المتميزة فازت متوسطة الإمام السوسي لتحفيظ القرآن الكريم (ذكور) والثانوية الثانية في المبرز (إناث) من السعودية ومدرسة الرسالة الثانوية المستقلة (إناث) في دولة قطر ومدرسة ابن حجر العسقلاني الابتدائية بنين (ذكور) في دولة الكويت ومدرسة مدينة حمد الإبتدائية للبنين (ذكور) في دولة البحرين.
وعلى مستوى جائزة البحث التربوي التطبيقي على مستوى الدول العربية قال السويدي إن 29 بحثا هي عدد المشاركات من سبع دول عربية هي المملكة الأردنية الهاشمية بواقع عشرة بحوث ودولة قطر بواقع ثمانية بحوث والمملكة العربية السعودية بواقع ستة بحوث ودولة الإمارات بواقع بحثين وكل من جمهورية مصر العربية ودولة الكويت وسلطنة عمان بواقع بحث مشارك لم يحصل أي بحث منها على جائزة البحث التربوي التطبيقي في هذه الدورة، حيث لم تستوف الشروط والمعايير العلمية لهذه الجائزة.