سامي Gate
لا يخفى على المتابع للحركة الرياضية أهمية ثبات أسس هوية الجهة الرقابية أو التنظيمية. وما نعنيه بأسس الهوية هنا هي تلك التراكمات الاختزالية التي تنشأ لدى المتابع نتيجة العلاقة الدائمة بينه وبين تلك الجهة. فالمتابع الرياضي الشغوف بكل ما من شأنه التأثير في الحركة الرياضية يعرف حركات وسكنات الوسط الرياضي من القمة إلى القاع، خصوصاً في عصر تفشي المعلومة، واستحالة اختزالها في شخوص قد يكون من مصلحتها بقاؤها في سراديب الظلام. رابطة تربط صانع القرار بمن يسري عليه ذاك القرار، ولا بد من جهة تقيم أوجه تلك العلاقة، وهذا ما يجب أن يتحمله الإعلام، من نقل لحقائق الواقع كما هي، لا كما يُـشتهى أن تكون.
كما لا يخفى على المتابع أن قرارات الاتحادات المحلية أو الإقليمية أو الدولية ما هي إلا صياغة لفلسفة الكيان بأسره، لذا كان الهبوط والنزول بأدبيات الاتحاد منافيا لثوابت الفلسفة التي يجب أن تقوم على أسس راسخة، لا معايير متقلبة تقلب المتغيرين.
إن ما حدث في العاصمة الماليزية كوالالمبور وما صاحب قضية الجائزة الآسيوية أمر يؤكد ضرورة النظر مرة أخرى في أهلية القائمين على هذا الاتحاد، وحرصهم على تبني كل ما من شأنه الارتقاء بسمعة القارة الصفراء ومستواها. وأرجو ألا تترجم هذه الكلمات وتوضع في سياق التحامل على لاعبنا الدولي حمد المنتشري الذي شرّفنا جميعاً بحصوله على الجائزة، لكن حصوله عليها لا يعني غض الطرف عما جرى، فما حدث أكبر من أن نتغاضى عنه.
ثمة أسئلة أطرحها على مسؤولي الاتحاد الآسيوي, وعلى رأسهم محمد بن همام، وهي أسئلة أشك أنها ستجد تجاوبا أو أذنا صاغية، لكنها تعبر وبشكل واضح عما يدور في خلد كل متابع لقرارات الاتحاد الأخيرة. أسأل: مَن الذي وضع المعايير الفنية لاختيار المرشحين عن جائزة قارة آسيا الأخيرة، بغض النظر عن الأسماء، فنحن نتحدث هنا عن آلية العمل لا عن نتيجة التصويت؟ مَن اختار الأسماء الثلاثة المرشحة؟ وهل كانت ثمة معايير ثابتة ثبات الترشيح يلتزم بها مَن لهم حق التصويت؟ كيف تبدلت المراكز قبل 72 ساعة فقط من الإعلان عن الجائزة؟ ومَن المسؤول؟ هل صحيح أن الجهة الراعية للجائزة أضافت شرطاً جديداً غيّر من موازين الترشيح برمته وتشقلبت مراكز المرشحين كتشقلب قرارات الاتحاد؟ كيف حدث ذلك إن كان قد حدث أصلاً؟ ثم كيف تعطى الجهة الراعية للجائزة ابتداءً حق التحكم في معايير الاختيار؟ أفكانت تلك الجهة راعية للجائزة أم أن لها حق التصويت أيضاً وقلب النتائج؟ وإذا كنا فعلاً بصدد الحديث عن ثمة معايير أضيفت من هنا وهناك، أين كانت تلك المعايير في بداية الترشيح؟ وما سبب تأخرها إلى تلك القترة؟ ثم كيف تكون المعايير إقصائية الصبغة وحدوية الطبيعة، بمعنى أن من حقق كذا يحصل على الجائزة ومن لم يحقق كذا يحرم منها، بدلاً من أن تكون نقاطاً تحتسب لصالح المرشحين؟ أي مَن حصل على كذا من بطولة مشاركة وغيرها تضاف نقطياً لمصلحته.
أسرد هذه التساؤلات يوم أن اتخذت قرارات الاتحاد "الهوائية" (قواعد الترشيح) مشجباً تعلق عليها إعاقتها الفكرية المركبة وأحادية هواها. فأي حيرة يعيشها جمهورنا الرياضي وهو يرى نفسه تائهاً بين عالمين: عالـمُ اتحاد رياضي تحركه نزعات اللون واللون المضاد، تحت مظلة النقد تارة، وتوزيع التهم وإذكاء الفرقة والتحزب لمصالح مبهمة تارات أخرى، وعالـمُ (قواعد ترشيح) ألبسه ذاك الاتحاد جبة سوداء، وصوّره بأبشع الصور، وتغلغل في نوايا نواياه، فحاكمه في محكمة هو الخصم والجلاد فيها، وجلده ثم سحقه بساطور "هوى النفس" حتى التوت تلك القواعد. لقد تاهت عقول جماهيرنا يوم أن استغنت عن الاستمتاع ومتابعة شؤون ناديها، وهمت بالسؤال "عن أهداف الاتحاد" و"مواقف الاتحاد". تاهت الجماهير في التفكير في عالم ذاك الاتحاد الأجهر صوتاً، والأطول تأثيراً، وعالم (قواعد الترشيح)، الأخفت همساً، والأضعف حضوراً.
لقد ربحنا يوم ربح منتشري الوطن الجائزة، وخسر الاتحاد الآسيوي مكانته يوم أن رضي أن يكون مطبخاً للت والعجن والشبهات. أما سامي، فكفاه من تلك الزوبعة إثارتها، وفضحه بعض ما يُدار في الخفاء. سامي Gate هي قصة رجل كرّمه تاريخه بما يغني عن تكريم الآخرين. وما أراه إلا نجماً علت أسهمه يوم أن تكالبت عليه الاتحادات.
نوافذ
ـ لعب النصر نزالاً كبيراً أمام شقيقه الهلال في مباراة أعادت لنا على الأقل الأمل في عودة فارس نجد منافساً كما كان.
ـ كنت أطالب كثيراً بضرورة تخلي باكيتا عن أسلوبه الذي بات معروفاً دون الحاجة إليه، وأظن قرار الإدارة بمساءلتها له حول الاعتماد على مهاجم واحد قراراً صائباً.
ـ انتهت قصة ياسر، وكسب الهلال الرهان. وأعتقد أنه قد أبرم أغلى وأهم صفقتين في تاريخ الكرة السعودية، الأولى كانت مع الغنام، والثانية مع سهم الهلال.
ـ غريب ذاك التغييب التلفزيوني عن أهم نزالات الكرة الطائرة الأسبوع الماضي!
ـ أناكفه في عشقه كثيراً، لكن ذلك (القلاعوي)، يرفض الاستكانة حتى لو سقطت (قلاعه)!!