شركة بن سعيدان ماضية في هيكلة أعمالها بما يتوافق مع النمو العقاري والتغيّر النوعي في منتجاته
أكد عقاري سعودي كبير أن هناك فرصاً استثمارية عقارية في مختلف مناطق المملكة تنتظر من يستغلها، مشيراً إلى أن السوق تستوعب مشاريع كبيرة تقدر بمئات المليارات، مشيراً إلى أن السوق تأثرت فعلاً بالأزمة المالية العالمية لكن بنسبة ضعيفة جداً.
وشدد وليد بن سعيدان الرئيس التنفيذي لشركة عبد الله بن سعيدان وأولاده العقارية التي فازت للمرة الثانية على التوالي بجائزة أفضل بيئة عمل؛ على أن تطبيق نظام الرهن العقاري سيمكن المواطن من شراء وحدة سكنية يدفعها على أقساط بديلا عن الإيجار، مشيراً إلى أن المملكة تحتاج سنويا إلى ما بين 150 و 200 ألف وحدة سكنية للسنوات العشر المقبلة، لافتاً إلى أن السوق تمر في الوقت الحالي بمرحلة تصحيح بعد أن شهدت ارتفاعات سريعة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث وصلت الأسعار إلى سقف يصعب معه تملك شريحة متوسطي ومحدودي الدخل بسبب ارتفاع أسعار الأراضي والوحدات السكنية، وأيضا تسببت في ارتفاع أسعار الإيجارات.
وتوقع وليد بن سعيدان أن يشهد القطاع العقاري في السعودية نموا كبيرا في السنوات المقبلة لوجود طلب حقيقي للمساكن والمشاريع الصناعية والتجارية والسياحية، إضافة إلى وجود الفرص الاستثمارية وتوافر السيولة، وسعي الدولة لتسهيل إجراءات الاستثمار الأجنبي.
وتطرق ابن سعيدان إلى مواضيع عدة في الشأن العقاري شملها الحوار التالي:
ما أهم الفرص العقارية الموجودة في السوق؟ وما معوقاتها؟
هناك فرص استثمارية عقارية في مختلف مناطق المملكة تنتظر من يستغلها، من أبرزها أن الدولة شجعت وما زالت تشجع الاستثمار في المشاريع العقارية والمدن الاقتصادية والمشاريع السياحية، أيضا من الإيجابيات وجود سيولة في السوق تستوعب هذه المشاريع التي تقدر بمئات المليارات، وهناك شركات وأفراد لديهم الخبرة والقدرة والجرأة في المجال العقاري.
أما المعوقات التي تواجه الاستثمار العقاري البيروقراطية في بعض الجهات والتأخير في استخراج التراخيص وعدم وجود جهة تنظم السوق، كما أن المساهمات العقارية التي تعثرت خلال السنوات الماضية أثرت وأبطأت من نمو السوق العقارية.
هل تأثرت السوق العقارية السعودية بالأزمة العالمية؟
السوق تأثرت فعلاً لكن بنسبة ضعيفة جداً، وتعتبر أقل بكثير مما يحدث في أوروبا وأميركا وبعض الدول العربية، والسوق حاليا تعيش مرحلة ترقب وانتظار لما ينتج عن تداعيات هذه الأزمة، كما أن التصحيح للتضخم الذي حصل في بعض القطاعات هو ما يحدث وأعتقد أن السوق ستعود إلى عافيتها بعد فترة بسيطة.
وتحتاج الأزمة المالية العالمية التي يمر بها العالم حالياً إلى فترة طويلة للتعافي والخروج منها لأنها الأسوأ، وهي مرحلة تصحيحية لفقاعات ظهرت والأسعار ارتفعت في معظم دول العالم وأخذت وقتها، لكن الأهم هو القدرة على التعامل معها وتقليل حجم الضرر.
ما الحلول لأزمة الإسكان؟
تتمثل في الاستثمار في المشاريع السكنية الكبرى من قبل شركات التطوير العقارية التي تحتاج الدولة الكثير منها في مختلف مناطق المملكة، وزيادة مصادر التمويل، وتطبيق نظام الرهن العقاري الذي تم إقراره، وأعتقد أنه سيساعد الأفراد على تملك وحدات سكنية وعقارات بالتقسيط المنتهي بالتملك بعد تطبيقه بدلا من دفع الإيجارات وكثرة التنقل وتغيير السكن من فترة إلى أخرى.
ومع تطبيق نظام الرهن العقاري سيتمكن المواطن من شراء وحدة سكنية يدفعها على أقساط بديلا عن الإيجار، وفي النهاية يتملك الوحدة بعد 20 أو 25 عاما، ولكن يجب أن تكون القوانين واضحة ومنظمة، حيث يتم تلافي حدوث المشكلات وأهمها عدم الالتزام بالسداد وتطبيق الأنظمة.
... ومشكلات التمويل العقاري؟
الرهن العقاري سيحل مشاكل كثيرة، أما التمويل العقاري فسيسهم كثيرا في رفع معدل التنمية وسيحقق للكثيرين آمالهم في تملك منازلهم، وما هو موجود حاليا لا يكفي، وقد بدأت الجهات الاستثمارية في إنشاء شركات التمويل العقارية التي لا شك أنها ستسهم في تمويل المواطنين وهذا سيساعد على المنافسة وتعدد الخيارات وبالتالي ستنعكس على الأسعار والجودة إيجاباً.
ما مدى الربحية في الاستثمار في المشاريع السكنية؟ وما تقويمك لحجم الطلب عليها؟
المملكة تحتاج سنويا ما بين 150 إلى 200 ألف وحدة سكنية للسنوات العشر المقبلة، ما يعني استثماراً مالياً يصل حجمه إلى مئات المليارات من الريالات في القطاع السكني فقط، أما بالنسبة للربحية فالاستثمار العقاري في مجال الإسكان مجد ومربح على المدى البعيد لكنه يحتاج إلى صبر ونظرة مستقبلية.
الاندماج أو التحالف بين الشركات.. هل تعتقد أنه يسهم في حل الأزمة؟
التحالف جزء مهم في عملية التطوير لمن يهدف إلى التكاملية والاحترافية، فليست كل شركة قادرة على أن تنفذ مشاريعها بنفسها فهي بحاجة إلى تحالفات وشراكات استراتيجية مع كيانات محلية وعالمية في مجال التطوير العقاري والتمويل والمقاولات والتسويق وإدارة المشاريع وغيرها من الأعمال.
وبالنسبة للاندماج فهذا خيار استراتيجي لبعض الشركات التي تعاني من تأثير الأزمة بهدف تقليل حجم الخسائر وإعادة الهيكلة والنهوض من جديد.
ماذا عن واقع السوق العقارية السعودية في الوقت الحالي؟
تمر السوق في الوقت الحالي بمرحلة تصحيح بعد أن شهدت ارتفاعات سريعة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث وصلت الأسعار إلى سقف يصعب معه تملك شريحة متوسطي ومحدودي الدخل بسبب ارتفاع أسعار الأراضي والوحدات السكنية، وأيضا تسببت في ارتفاع أسعار الإيجارات، وهذا تصحيح طبيعي ويحدث في كل مكان يشهد طفرة نوعية سريعة وهي دورة اقتصادية تصل إلى مرحلة من الازدهار ثم تعقبها مرحلة تصحيحية. وأتوقع أن يشهد القطاع العقاري في السعودية نموا كبيرا في السنوات المقبلة لوجود طلب حقيقي للمساكن وللمشاريع الصناعية والتجارية والسياحية، إضافة إلى وجود الفرص الاستثمارية وتوافر السيولة، وسعي الدولة لتسهيل إجراءات الاستثمار الأجنبي.
أعتقد أنكم واكبتم هذا النمو من خلال تأسيس شركة ''المسكن الميسر'' التي ترأس مجلس إدارتها.. حدثنا عن نشاط وتوجه الشركة؟
شركة المسكن الميسر هي إحدى ثمار الشراكة بين مجموعة شركات أبناء محمد بن سعيدان العقارية التي تعمل في السوق العقارية السعودية منذ عام 1934 م؛ وتبلورت فكرة الشركة - وهي بالمناسبة شركة سعودية مساهمة مقفلة - عقب الاتفاق الذي تم بين مجموعة شركات بن سعيدان وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن؛ لإنشاء كرسي أستاذية في آيار (مايو) 2003م؛ في قسم تخطيط المدن والأقاليم في الجامعة لإعداد البحوث والخطط والآليات التي من شأنها حل مشكلات الإسكان الميسر في المملكة، ومن ثم تم إنشاء شركة ''المسكن الميسر'' لتحقيق الهدف من إنشائها وتقديم مشاريع المساكن الميسرة اعتمادا على الطلب الحقيقي على المساكن، الذي شهد تزايدا كبيرا خلال السنوات الماضية. وحرصت الشركة منذ تأسيسها من خلال مشاريعها على مواكبة روح العصر والتطور، ملتزمة بدقة التخطيط وتميز الأداء.
وحددت الشركة منذ البداية شريحتها المستهدفة بعناية التي ستهتم بخدمتها وهي شريحة الدخل المتوسط والتي يتراوح دخلها بين سبعة آلاف إلى 15 ألف ريال لتيسير امتلاك هذه الوحدات لعملائها.
وانتهت الشركة من توطين عدد من المشاريع وفق هذه الرؤية؛ وهي مشروع ''مسكن الندى'' الذي يضم 125 وحدة سكنية مختلفة المساحات والتصاميم شمالي الرياض؛ ومشروع ''مسكن البديعة'' ويضم 47 وحدة سكنية مختلفة المساحات والتصاميم جنوب غرب الرياض؛ وتعكف الشركة حاليا على تشييد مشروع ''شمس الغروب'' ويضم 300 فيلا بتصاميم عصرية؛ أما مشروع ''مجمع الازدهار السكني'' فهو يعد لؤلؤة مشاريع الرياض لما يحتويه من فكر جديد وراق تتوافر فيه جميع متطلبات المجمع السكني المميز وباستقلالية تامة؛ وسيعلن عنه قريباً ـ بإذن الله.
ماذا عن شركة أساطير لصناعة البيركاست؟
كما قلت إن مجلس إدارة شركة ابن سعيدان؛ يحرص على مواكبة النمو المقبل على مستوى التنمية المحلية؛ ومن ذلك مشاريع التوطين الحكومي والخاص الكبرى؛ ومن هنا تبلورت الفكرة لتأسيس شركة ''أساطير'' السعودية في منتصف عام 1428هـ ؛ كشركة مساهمة مغلقة، وتخصصت الشركة في صناعة الأجزاء الخرسانية مسبقة الصب، وكذلك إنتاج البحص بالأحجام المختلفة.
وباشرت الشركة اختيار أفضل التقنيات الأوروبية في مجال تصنع البريكاست؛ بالتعاون مع الشركة الفنلندية (الماتيك) التي تعد الأولى عالميا في هذا المجال. ويتوقع ـ بإذن الله ـ أن تبدأ الشركة في تشغيل خطوط الإنتاج؛ وضخ منتجاتها قريباً جداً.
كيف يمكن أن تسهم الشركات العائلية في التنمية العقارية التي تشهدها المملكة؟ وكيف ترون مستقبل شركة عبد الله بن سعيدان؟
الشركات العائلية عملت سنوات وأسهمت في دعم برامج التنمية جنبا إلى جنب مع الدولة وهناك عديد منها عمل ولا زال في تنفيذ ودعم المشاريع العقارية في مختلف مناطق المملكة، ومجموعة شركات ابن سعيدان تعمل في السوق العقارية منذ 76 عاما تقريبا، وقد تطورت أعمال هذه الشركات خلال العقود الثلاثة الماضية وحققت إنجازات وهي تسعى لتطوير أعمالها، ونحن في شركة عبد الله محمد بن سعيدان العقارية نعمل وفق رؤية واضحة وأهداف محددة نحو تطبيق العمل المؤسسي ونمشي بخطى ثابتة - بإذن الله - لتحقيق أهدافنا من خلال الاستثمار في المشاريع العقارية والصناديق العقارية، وقد نجحنا في تنفيذ عدة استثمارات من هذا النوع خلال السنوات الماضية ونحن ماضون في ذلك متى ما تهيأت الفرصة المناسبة لذلك، وحريصون في جميع أعمالنا على المصداقية والشفافية في التعامل مع جميع القطاعات المستهدفة والحفاظ على سمعتنا وتاريخنا، والشركة أبوابها مفتوحة لأي أفكار أو مشاريع تصب في مصلحة الوطن والشركاء، كما أن الشركة لديها الخبرة والقدرة الإدارية والمالية - بفضل الله - إضافة إلى قاعدة من الشركات والمستثمرين السعوديين والأجانب الذين يثقون فيها وفي استثماراتها.
ما الهدف من إعادة هيكلة أعمال الشركة؟
نهدف من ذلك إلى مواكبة المستجدات في مجال صناعة العقار وتطبيق العمل المؤسسي والاهتمام ببيئة العمل وتطوير الكوادر العاملة، وقد حددت مجموعة من الأهداف نعمل عليها تتمثل في توسيع الاستثمارات وتنويعها، الدخول في شراكات وتحالفات استراتيجية، صناعة الفرص العقارية، تأسيس الصناديق العقارية والانتقائية في المشاريع.
وحققت الشركة عدداً من النجاحات المحلية والدولية - بفضل الله سبحانه وتعالى - وكان آخر هذه الإنجازات تتويج الشركة بجائزة أفضل بيئة عمل في السعودية ضمن قائمة الـ 20 شركة كأول شركة عقارية تحصل على هذه الجائزة.
ما أبرز الخطط المستقبلية للشركة؟
حرصا من الشركة على استثمار تاريخ العائلة والشركة الذي امتد إلى 76 عاما من الخبرة اكتسبت فيها الشركة الثقة والمصداقية والسمعة الجيدة لدى حلفائها، فقد سعت الشركة لتطوير أعمالها وهيكلتها لمواكبة المستجدات في صناعة العقار، واعتمدت رؤية واضحة أن تكون مجموعة ذات مجالات ومنتجات متعددة، تلعب دورا رئيسا في صناعة العقار. من خلال مجموعة من البرامج أهمها. تطبيق العمل المؤسسي في جميع أعمالها، توسيع الاستثمارات وتنويعها، الدخول في شراكات وتحالفات استراتيجية، صناعة الفرص العقارية، تأسيس الصناديق العقارية، تعزيز المصداقية التي اكتسبتها المجموعة طوال تاريخها، الانتقائية في المشاريع، وسنعمل جاهدين لتحقيق هذه الرؤية من خلال السعي لتأسيس كيان استثماري عقاري، والاستثمار في المشاريع ذات العوائد المجزية، والاستثمار في المشاريع السكنية الميسرة، والعمل على التأسيس والاستثمار في الأذرعة والشركات التي تساند أعمال الشركة مثل التطوير والتمويل والتسويق، ودعم برامج خدمة المجتمع، والشركة لديها رسالة تسعى لتحقيقها استناداً إلى الخبرة التي بدأت منذ عام 1934 في صناعة العقار ونخطط ـ بإذن الله ـ لأن نستثمر في الخبرات المتراكمة والاسم والتاريخ الذي نمتلكه لخلق وتبني أفكار ومنتجات عقارية تخدم شرائح المجتمع التي نستهدفها، وأن نرتقي إلى مستوى تطلعات العميل الذي نعتبره أساس عملنا، كما نعمل على دعم المبادرات والاستمرار في تطوير مواردنا البشرية، وأخيرا نركز على إيجاد بيئة عمل صحية وآمنة ومتوافقة مع مبادئ شريعتنا الإسلامية.
ما أهم إيجابيات السوق السعودية؟
أبرز الإيجابيات الموجودة في السوق السعودية أن الدولة شجعت وما زالت تشجع الاستثمار في المشاريع العقارية والمدن الاقتصادية والمشاريع السياحية، وهناك فرص استثمارية عقارية وعقارية سياحية في مختلف مناطق المملكة أعتبرها شخصيا فرصا تنتظر من يستغلها، أيضا من الإيجابيات وجود سيولة في السوق تستوعب هذه المشاريع التي تقدر بمئات المليارات، وهناك شركات وأفراد لديهم الخبرة والقدرة والجرأة في المجال العقاري.
وهناك بعض المعوقات التي تواجه الاستثمار العقاري التي نتمنى أن تزول، ومنها البيروقراطية في بعض الجهات والتأخير في استخراج التراخيص وعدم وجود جهة تنظم السوق، كما أن المساهمات العقارية التي تعثرت خلال السنوات الماضية أثرت وأبطأت من نمو السوق العقارية.
بيانات عن الشركة
شركة عبد الله محمد بن سعيدان وأولاده العقارية
سنة التأسيس: 1934م
عدد الموظفين: 51 موظفاً
القطاع: الخاص
الرئيس التنفيذي: وليد بن عبد الله بن محمد بن سعيدان
منتجات الشركة: العقارات
مدير الموارد البشرية: سعد بن عبد الله المزيد