التوقعات والمكرر الربحي

التوقعات والمكرر الربحي

طالعتنا الفترة الماضية وأثناء انهيار السوق نظريات كثيرة حول سبب الهبوط وانحدار الأسعار، ارتكز معظمها على أن مكرر أرباح السوق مرتفع، ويجب ألا يبلغ هذا المستوى. وعلى الرغم من أهمية المكرر لكنه يعكس السعر الحالي لأرباح فترات سابقة وليست مستقبلية وهنا يكمن بيت القصيد وخاصة في التحليل الأساسي. فسعر السهم اليوم يعكس توقعات مستقبلية وليس نتائج السنوات الماضية بمعنى أنه لو عرفنا مستقبلا أن ربح أي شركة سيرتفع فسيكون رد فعل السوق هو ارتفاع سعر السهم اليوم وليس مستقبلا. ونظرا لأن المحللين الماليين شبه غير موجودين في سوقنا، نجد أن هناك ضعفا في توفير المعلومات حول التوقعات المستقبلية لأرباح الشركات وبالتالي يرتكز الحديث على الأرباح الحالية أو القديمة. وعادة ما نستخدم معدلات النمو لربح الشركة ومدى توافر الطاقة الإنتاجية أو القدرة على الاستجابة للطلب ربما عن طريق الاستيراد في التنبؤ بالمستقبل. وبالتالي نستطيع القول إن السعر يجب أن يرتفع عن السابق أو يبقي كما هو بناء على ما نستخلصه في ظل النمو الاقتصادي. للأسف تجميد الفكر وعدم استيعاب العوامل الإضافية حول إمكانية القبول بمكرر ربح مرتفع حاليا نتيجة لتوقعاتنا بنمو الربح غير مقبول. وهناك وسائل أخرى تسهم في تقييم الشركات للوصول إلى سعر عادل وهي القيمة الاستبدالية، بمعنى لو رغبنا في تجزئة الشركة وبيعها في السوق كم تساوي هذه الأجزاء. يجب أن نعي أن مكرر الأرباح بمعزل عن العوامل الأخرى وخاصة توقعات الربح المستقبلي لا يكفي للحكم على الشركة وقدراتها في رفع ربحيتها مستقبلا. ولن تكون الصورة واضحة للمستثمر وترتفع الشفافية إلا بإعلان خطط الشركات المستقبلية.
إنشرها

أضف تعليق