عندما لا ينفع البطيخ!

في المصطلح الشعبي ترمز كلمة البطيخ إلى الفساد والتغاضي والواسطة إلى آخره.. وقد كان البطيخ وسيلة لصوص الأراضي .. هوامير الأراضي سابقاً، هؤلاء الذين استولوا على ملايين الأمتار من الأراضي .. وكانت وسيلتهم الوحيدة هي زرع البطيخ فيها كمستند للملكية التاريخية أو العائلية دون مستندات رسمية أو حجج قانونية أو صكوك شرعية.
لكن يا فرحة ما تمت .. أو بالأحرى يا سرقة ما تمت! فقد تمكنت لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات في محافظة «جدة»، من استعادة قرابة 38 مليون متر مربع من الأراضي المتعدى عليها في منطقة «وادي محرق» شرق «جدة» ومناطق متفرقة على امتداد «جدة» و»الليث الجديد» جنوب «جدة» عبارة عن مساحات شاسعة عمل المتعدون على حرثها وتسويرها بعقوم ترابية وأسلاك شائكة وتهيئتها لزراعة فاكهة البطيخ، تمهيداً لتكوين مزارع يمتلكها المتعدون بحجة أنها مزارع عادت لهم بالإرث عن آبائهم وأجدادهم لكن العيون الساهرة كانت لهم بالمرصاد وأحبطت مخططاتهم الطامعة بالأملاك العامة.
وقد أوضح رئيس لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات في محافظة «جدة» المهندس «سمير باصبرين»، أن اللجنة تمكنت من إزالة عدة مناطق شرق وجنوب «جدة» استغل المتعدون فيها، خاصة في منطقة «وادي محرق»، كارثة السيول، وعملوا على حرث مساحات كبيرة تهيئة لزرعها ببذور البطيخ والشعير لأنها سريعة الظهور والإنبات.
وقد شدد المهندس «باصبرين» على أن اللجنة لن تتهاون في إتمام عمليات الإزالة على أي مواقع جديدة .. وعلى صعيد آخر نفى ما تردد أخيرا من أن لجنة تقصي الحقائق المعنية بتقصي حقائق كارثة سيول «جدة» ممثلة في إدارة منطقة «مكة المكرّمة»، طلبت من لجنة التعديات في وقت سابق تزويدها بأسماء المتعدين في محافظة «جدة»، مشيراً إلى أن اللجنة قامت في وقت سابق وقبل حدوث الكارثة بتزويد «جدة» بقرابة 30 اسما تمثل أغلب المتعدين في المحافظة، الذين تشهد اللجنة تواجدهم في مواقع شرق «جدة» وجنوبها.
نبارك لهذا اللجنة الموقرة جليل أعمالها باستعادة هذه الأراضي، ونثمن غالياً الدعم غير المحدود الذي تلقاه من قبل سمو أمير منطقة «مكة المكرّمة» الأمير «خالد الفيصل» رجل العزم والشدائد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي