باحث: حظر بناء مآذن في سويسرا مقدمة لجدل ثقافي وأيديولوجي حول الإسلام
يرجح باحث مصري أن الاستفتاء الشعبي السويسري الذي أيد الشهر الماضي حظر بناء مآذن جديدة في البلاد سيكون مقدمة لنقاش حول تأثير المظاهر الإسلامية في المجتمعات الغربية ثقافيا وأيديولوجيا ولكن باحثين سويسريين نفيا أن يكون جيتو المسلمين نقطة انطلاق لعمليات توسع. ويقول حسام تمام في مقدمة كتاب (معارك حول الإسلام في الغرب.. مبادرة منع المآذن في سويسرا) أن هذه القضية أحدثت مفارقة تمثلت فيما يشبه اتفاقا غير مقصود بين السلفيين الإسلاميين واليمين المتشدد في الغرب فالنوع الأول يعتبر المآذن "صنفا من الإبداع المذموم" وليس لها مبرر ديني كما يرى اليمين المتطرف في سويسرا أن المئذنة "تحمل تعبيرا سياسيا ودينيا في أن واحد وأنها تحيل إلى القوة وترمز إلى طابع التوسع الإسلامي في الغرب مع ما يتضمنه من تهديد للقيم المسيحية".
ويقول تمام أن هذا الاستفتاء "لم يفلت من سياق دولي فرضته أحداث 11 سبتمبر 2001 وهو السياق الذي شهد تنامي المخاوف الغربية من الإسلام بشكل عام ومن الإسلام السياسي بشكل خاص" وسط مخاوف أبرزها أن الإسلام يشكل الديانة الثانية في بعض الدول الغربية وهو ما يراه مراقبون تهديدا للتوازن الديموجرافي بين المسيحيين والمسلمين في هذه البلاد. والكتاب الذي راجعه وقدم له تمام شارك فيه مجموعة من الباحثين وترجمته إلى العربية عومرية سلطاني ويقع في 167 صفحة متوسطة القطع وصدر بالتعاون بين موقع إسلام أون لاين الالكتروني ومرصد الأديان وهو معهد دراسات مستقل في سويسرا ويرأسه أستاذ التاريخ وعلم اجتماع الأديان في سويسرا جان فرانسوا مايير.
ويقول مايير في الكتاب "خلف المئذنة تختبئ قضايا مقلقة أكثر اتساعا" حيث أن للمئذنة طابعا رمزيا وان المشابهة بين مئذنة الجامع وصومعة الكنيسة محل نفي معارضين "يعتقدون أن المئذنة علامة على القوة والتوسع ورمز يحمل معنى سياسيا دينيا يهدد السلم الديني في البلاد". ويسجل فصل عنوانه (المسلمون في سويسرا) أن عدد المسلمين في البلاد كان قليلا قبل عام 1970 ثم وصل عددهم عام 1980 نحو 56 ألفا وأصبح العدد 152 ألف مسلم بعد عشر سنوات وبلغ العدد 310 آلاف عام 2000 "والتقديرات لعام 2010 تصل بالعدد إلى حوالي 400000" مفسرا هذه الزيادة بتدفق اللاجئين من منطقة البلقان في التسعينيات.