بالألوان الطبيعية فيلم يناقش التناقض بين التحرر والتدين في المجتمع المصري
قدم المخرج أسامة فوزي في فيلمه الجديد "بالألوان الطبيعية" تشريحا كاملا لمجتمع الشباب المصري من خلال شريحة واسعة من طلاب كلية الفنون الجميلة يعيش كل منهم حالة ثقافية وإجتماعية واقتصادية مختلفة ليطرح أزمات بينها التحرر والتدين والتباين بينهما.
وبينما اعتمد السيناريو الذي كتبه هاني فوزي على كثير من الفانتازيا والرمزية إلا أنها كانت معبرة جدا عن الواقع خاصة مع استخدامه المتميز للموسيقى والغناء وزوايا التصوير المتميزة لمخرج غاب كثيرا منذ أخر أفلامه "بحب السيما" الذي حقق نجاحا مبهرا.
وطرح الفيلم فكرة قديمة قدمتها الكثير من الأفلام تناقش العلاقة المضطربة بين الشباب المتحررين الذين يلجأون إلى ممارسة كل ما يغضب المتدينين في مجتمع ضيق يتبارى فيه كلا الطرفين لإثبات أنه على حق وأن الطرف الأخر على خطأ.
ويبدأ الفيلم بشاب وفتاة من بيئة متوسطة الحال تضطرهما ظروف المجموع في الثانوية العامة لدخول كلية الفنون الجميلة وبينما الطالبان موهوبان بالفعل إلا أنهما يصطدمان بالكثير من المعوقات في الكلية بينها تجاهل كل أساتذتهما للطلاب تماما ويعتمد النجاح فيها على المجاملات وعلاقات الطلاب بالأساتذة التي لا تخلو من علاقات.
في الكلية نفسها فصيلان أحدهما متحرر تماما يمارس كل أنواع العلاقات ويشرب الخمور والمخدرات والأخر متدين يطلق الشباب اللحى وترتدي الفتيات النقاب وهو أمر مستغرب تماما حيث لا يتاح دخول تلك الفئة لكلية الفنون الجميلة أصلا.
وتنتهي الأحداث بارتداء الفتاة أيضا للنقاب بينما يصر الشاب على استكمال مشواره الدراسي رغم المعوقات التي كادت تنهي حياته المهنية مبكرا لولا أنه كان يتعلم من أزمات من حوله خاصة وأن الوسط الفني الذي اقتحمه لم يكن له سابق معرفة به كما أن بيئته البسيطة ترفض تماما ما يجري في هذا الوسط من ممارسات.
واعتبر الكاتب محمد قناوي رئيس قسم السينما في "أخبار اليوم" أن الفانتازيا التي قدمها أسامة فوزي تعبيرا عن قضية الفيلم كانت موفقة في تقديم التباين القائم في المجتمع المصري بين التحرر والتشدد والذي يظهر في الكثير من المجتمعات الضيقة مثل الجامعات والمؤسسات.
وقال المخرج محمد عبد الفتاح إن الفيلم قدم نظرة واسعة للمجتمع المصري بكل ما يضمه من تناقضات قد تظهر داخل الشخص الواحد وانه برع في تقديم تلك التناقضات في اسلوب مبسط مستخدما الكثير من الأغنيات الشعبية والفرق الفنية الشبابية مستطردا أنه شعر بأزمة في الحوار.
واتفق معظم الحاضرين للعرض الأول للفيلم أمس الاثنين وبينهم نقاد وصحفيون على قدرة المخرج على التعبير عن القصة لكن معظمهم ركزوا على عدم قدرة الأبطال إلى التعبير كونهم ممثلون جدد خاصة البطلان كريم قاسم ويسرا اللوزي.
وتولى إنتاج الفيلم شركة مصر للسينما وتولى توزيعه الداخلي الشركة العربية واستعان مخرجه بمهندس الديكور الكبير صلاح مرعي ومدير التصوير طارق التلمساني والموسيقى التصويرية لتامر كروان الذي برع في اختيار موسيقى معبرة عن المواقف الدرامية كما قام بالبطولة مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة إلى جانب ضيوف الشرف سعيد صالح وانتصار وحسن كامي وهناء عبد الفتاح.