تغير المناخ.. تحد يواجه جزر الباسيفيك

تغير المناخ.. تحد يواجه جزر الباسيفيك

تغير المناخ.. تحد يواجه جزر الباسيفيك

بالنسبة للدول الجزر الصغيرة في الباسفيكي والتي لا تبعد أعلى نقطة في بعضها عن سطح البحر إلا ببضعة أمتار فان تغير المناخ هو اكبر تحدي لها في أيامنا هذه.
فارتفاع درجة حرارة الأرض لا يهدد فحسب الشعب المرجانية والمصايد والإمدادات الشحيحة بالفعل من المياه التي يعتمدون عليها في الشرب والزراعة ، بل يهدد وجودهم نفسه أيضا.
توفالو بسكانها الـ 12300 الذين يعيشون على جزرها التسعة التي تغطي ما مجموعه 26 كيلومترا مربعا لا يزيد ارتفاع ايا منها عن سطح الماء خمسة أمتار وجزر كيرباتي التي يبلغ مجموعها 33 جزيرة والتي تمتد على طول خط الاستواء بارتفاع متران فوق المحيط اغلبها معرض للخطر.
فقد ناشدت الدولتان (دون نجاح حتى الآن) استراليا ونيوزيلندا منح منازل جديدة لشعبهما إذا ما حدث الاسوأ.
قال رئيس كيرباتي انوتي تونج لمؤتمر الأمم المتحدة العالمي للبيئة في ولنجتون العام الماضي أن جزء من شعبه البالغ تعداده 113 ألف شخص قد أعيد توطينه بسبب ارتفاع مستوي سطح البحر وتآكل الساحل وان بلاده قد تختفي تحت البحر هذا القرن.
وأضاف تونج في إشارة إلى أن بعض الدول لا تزال تناقش ما اذا كانت بحاجة لعمل أي شيء لخفض الانبعاثات الغازية الضارة : " إنها بالنسبة لنا قضية غير قابلة للنقاش . إننا نتحدث عن بقاء بشر".
وتواجه كيرباتي مشكلات خطيرة في مياه الشرب والمجاري والمخلفات وتآكل الشواطئ والصيد الجائر فضلا عن قضايا صحية. ولان نحو 40 في المائة من السكان دون سن الـ15 ومن المتوقع تضاعف السكان في غضون السنوات الـ 20 القادمة فان هذه المشكلات ستزداد سوء.
وكان ضعف قدرة توفالو على البقاء قد برز على السطح عام 1997 عندما اجتاح إعصاران نحو 7 في المئة من أراضي مجموعة الجزر البرية .
وتقول حكومة نيوزيلندا أنها تعترف بان تغير المناخ يشكل تهديدا خطيرا على دول الجزر الصغيرة في المحيط الهادي لكنها تنفي الشائعات التي تقول إنها وافقت على القبول بالمشردين من فعل ارتفاع مستوى البحر.
ودعت قمة لمنتدى جزر الباسيفيك المكون من 16 عضوا في أغسطس قمة كوبنهاجن للاتفاق على نتيجة ما بعد 2012 التي تقصر الزيادة في متوسط درجة حرارة الكون على درجتين على الأكثر. ويقول البعض في المنطقة أن الارتفاع الذي لا يزيد على اقل من 5ر1 درجة هو أقصي ما تستطيعه منطقة الباسفيك.
وقد حثوا الاقتصادات المتقدمة على تحديد " أهداف طموحة ونشطة" لخفض الانبعاثات الغازية الضارة وضمان أن الانبعاثات الضارة على مستوي العالم لن تزيد بعد عام 2020 وانها ستنخفض بما لا يقل عن 50 في المائة عن مستويات 1990 بحلول عام 2050 .
وبدأت الدول الجزر في التركيز على تغير المناخ قبل 21 عاما بمؤتمر في جزرمارشال وهي سلسلة من 29 جزيرة تعلو أعلى نقطة فيها على سطح البحر بعشرة أمتار. ويعيش عدد سكانها البالغ 64500 نسمة على قطاع من الأرض يبلغ181 مترا مربعا مقامة على بحيرات تغطي 673 ر11 كيلومتر مربع من البحر.
في عام 1988 قال الرئيس وقتها اماتا كابوا " انه لمن المخيف حقا الاعتقاد بان محيطنا سينقلب علينا لإ. آمل ان مناشدة شعوب الباسيفيكي يمكن أن تساعد في إقناع الدول الصناعية بأن تسقط تلويثها لمناخنا من حسابها".
وقال باتريك نون الذي حضر مؤتمر جامعة جنوب الباسيفيكي قبل 21 عاما أن دعوة مارشال تم تجاهلها بالفعل.
وأضاف " اعتقد انه في غضون السنوات القلائل الماضية ان بقية العالم أدرك ان جزر الباسيفيكي تواجه وضعا غير مسبوق وأنها معرضة بشكل فريد لنواحي عدة من تغير المناخ".
في عام 1988 كان الاعتقاد ان تغير المناخ مشكلة يمكن حلها وأنها ستمضي مع الأيام . وقال نون " الان ندرك ان هذه المشكلة ستظل معنا طوال حياتنا وحياة أطفالنا وربما حياة أحفاد أحفادنا".

الأكثر قراءة