الأمطار تكشف الحجاج المخالفين في مشعر منى
أسهمت الإمطار التي هطلت على مشعر منى أمس في كشف الحجاج غير النظاميين، الذين تسللوا إلى المشعر عبر الطرق الترابية لقضاء يوم التروية، حيث كانت صبغة الافتراش في ممرات المرافق الخدمية وتحت الجسور والكباري وبمحاذاة أسوار المباني هي السائدة بين الكثير من الحجيج الذين بقوا يصارعون قسوة الأجواء، والتي استمرت فيها زخات المطر بشكل متواصل لنحو ست ساعات دون توقف.
واستنفرت المديرية العامة للدفاع المدني كل طاقاتها لمواجهة الأمطار وحماية الحجاج من خطر السيول, حيث كشفت خطة تفصيلية متكاملة لتأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ضد المخاطر الناجمة عن هطول الأمطار والسيول في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والاستعداد التام للتعامل مع جميع الحوادث التي قد تترتب على ذلك.
وأوضح العقيد عبد الله اليوسف مدير شعبة تحليل المخاطر في إدارة الحماية المدنية في قوات الدفاع المدني في الحج، أن خطة تدابير الدفاع المدني في الحج استوعبت نتائج الدراسات والتقارير الصادرة عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والتي تشير إلى احتمالات تزامن موسم الحج هذه العام مع موسم الأمطار، مؤكداً وجود متابعة مستمرة لجميع المتغيرات المناخية وتحديد المناطق الأكثر عرضة للمخاطر في حال هطول الأمطار أو حوادث السيول في المشاعر.
وأضاف العقيد اليوسف: "أن شعبة تحليل المخاطر في إدارة الحماية المدنية في الحج وفرق الرصد التابعة لها وضعت خريطة واضحة للمواقع المعرضة لخطر السيول في منى وعرفات ومزدلفة وجميع أنحاء العاصمة المقدسة", مشيراً إلى أن الخطة التفصيلية للتعامل مع هذه النوعية من المخاطر والملحقة بخطة تدابير الدفاع المدني بالحج حددت مهام جميع الجهات المعنية بتنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية ضيوف الرحمن من مخاطر السيول والأمطار, ومتابعة أحوال الطقس على مدار الساعة بالتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وفروعها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتوفير جميع الإمكانات البشرية والفنية عند ثبوت ما يشير إلى احتمالات هطول الأمطار, وذلك وفق آلية تم الاتفاق عليها من قبل القيادات الميدانية المتمثلة للجهات الحكومية ذات العلاقة.
وأشار مدير شعبة تحليل المخاطر في قوات الدفاع المدني في الحج إلى وجود لجنة لدراسة مخاطر الأمطار والسيول تضم ممثلين للدفاع المدني وجميع الوزارات والجهات المعنية بالحج تعمل على مدار العام وتتولى المتابعة والإشراف على أعمال تصريف السيول بما يتناسب مع كميات الأمطار التي تصب أو تصل إلى المشاعر المقدسة. وأوضح جاهزية قوات الدفاع المدني للتعامل مع حوادث الأمطار والسيول من خلال وحدات متخصصة في الإنقاذ المائي مجهزة بعدد كاف من القوارب الحديثة , يتولى العمل عليها ضباط وغواصون متخصصون تلقوا أفضل التدريبات للتعامل مع هذه النوعية من الحوادث.
من جهته، أكد الدكتور عبد الله الجازع المدير العام للمركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة لمنطقة مكة المكرمة إرسال متنبئين جويين من الرئاسة إلى غرفة القيادة والسيطرة لتحليل المعلومات الموضحة من خلال شاشات الرصد وتزويد المسؤولين بها لتطبيق الخطط اللازمة.
من جانبه، أكد حسين القحطاني، المتحدث الرسمي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن هناك إمكانية لانحسار الأمطار خلال 48 ساعة على المشاعر المقدسة إلى المستوى المتوسط، داعيا الجميع إلى التقيد بالإرشادات المعلنة من الجهات المعنية حفاظا وسلامة على حجاج بيت الله، وعدم الجلوس في بطون الأودية أو استخدام أجهزة النقال خلال هطول المطر، والتوجه إلى المناطق الأكثر أمنا وحماية في حال وجود سيول. وقال القحطاني: "إن هذه الحالة ناتجة عن الفترة الممطرة التي تشهدها المنطقة الغربية، وأجزاء من مناطق المملكة, وأن الرئاسة بدورها، ومن خلال مرصد منى وعرفة ومرصد مكة إضافة إلى إدارة التحاليل والتوقعات في مركزها الرئيسي تعمل على مدى 24 ساعة لتقديم النشرات التفصيلية عن حالة الطقس في المشاعر ومدن المملكة الأخرى, وتعمل وفق خطة مع الجهات المعنية في إدارة الحج لتقديم هذه المعلومات بشكل واضح وسريع تعامل بموجبها وفق الخطط التي أعدت لذلك". كما حذرت المديرية العامة للدفاع المدني حجاج بيت الله الحرام من الجلوس والافتراش داخل الأنفاق المخصصة للمشاة لأن ذلك قد يعوق حركة الحجيج داخل النفق مما يؤدي إلى حوادث الدهس والاختناق . وجاء في نشرة وزعها البرنامج التوعوي للسلامة بالمديرية العامة للدفاع المدني على عشرات الآلاف من ضيوف الرحمن وتنتشر في جميع الطرق والأنفاق في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تعليمات للمشاة داخل الأنفاق ينبغي التقيد بها لضمان سلامة الحجاج بإذن الله, ومنها إتباع تعليمات رجال الأمن والتريث في المرور بالأنفاق وعدم التجمهر عند المداخل أو أثناء وجود أي حادث لا قدر الله.