إخصائيون يطالبون بإعادة التهيئة النفسية للأطفال

( في المال ولا في العيال ).. عبارة طالما رددها الجميع إلا أنها بدت فعلا لا قولا لدى النازحين في القرى الحدودية الذين شوهدوا يحملون أطفالهم إلى مواقع بعيدة عن أماكن القصف والاشتباكات.

#2#

«الاقتصادية» رصدت بعض الآراء التي تتعلق بالوضع الراهن من خلال بعض الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والذين أكدوا ضرورة إعادة التهيئة النفسية لأطفال القرى الحدودية الذين أفاقوا على القصف وأجبروا على النزوح بفعل الاعتداء الآثم الذي قامت به مجموعات المتسللين والذين روعوا الآمنين وأثاروا الذعر في نفوسهم.

#3#

وفي الوقت الذي رصدت فيه «الاقتصادية» نزوح أكثر من خمسة آلاف شخص بينهم المسنون والنساء و الأطفال الذين ملأت البراءة وجوههم ولوحظ بعضهم يلهو ويلعب دون إدراك لما يدور حوله ولم يكتف المتسللون بالاعتداء على القرى والمنازل الحدودية حيث امتد عدوانهم إلى بعض المدارس التي كانت آهلة بالطلاب والطالبات, الأمر الذي ولد ذعرا وخوفا كبيرا في نفوس الطلاب والطالبات.

#4#

وشدد المختصون النفسيون على أهمية عدم مشاهدة الأطفال لما يدور في المناطق الحدودية ومطالبة الأسر ببذل أقصى الطرق واتخاذ الأساليب كافة الكفيلة بالحد من تأثير الوضع في نفسيات أطفالهم من خلال الأساليب التربوية والنفسية الجيدة لتجنيب الأطفال الصدمات النفسية التي قد تولدها مشاهد القصف والنزوح التي تعرضوا لها والتي تنعكس على مختلف جوانب الحياة لديهم إثر نزوحهم وتركهم منازلهم وابتعادهم عن ألعابهم.

#5#

وأكد أحمد الخيري رئيس قسم التوجيه والإرشاد النفسي في تعليم محايل, أن الحروب والتشرد يولدان أعراضا اكتئابية، وعدوانية إلى جانب ازدياد حالات العنف لدى الأطفال، وقال إن العالمة آنا فرويد أوضحت في بحث لها أثر الصدمة النفسية في الحروب على سلوكيات الأطفال ونموهم العقلي والنفسي السليم، إلا أن الصدمات تختلف باختلاف حجم الواقعة، مشيرا إلى أن علينا أن نحدد أبرز الاضطرابات النفسية والاجتماعية والتعليمية للأطفال مما يسهل علينا إيجاد الحلول الناجحة لتلك الجوانب.

وقال إن على الآباء والأمهات في هذه الظروف أن يزرعوا الاطمئنان في نفوس أبنائهم إلى جانب تقديم الدعم النفسي وأن يوضحوا لهم أن كل شيء سيكون على ما يرام مع تشتيت فكرهم عن الحدث.

#6#

من جهته، قال الإخصائي النفسي سعد فلقي إن الآثار غير محمودة حيث إن نتائجها تكون ضعف نتائج الكوارث الطبيعية، والصور التي تخلفها من فقد لقريب أو إعاقة له كفيلة بأن تولد اضطرابات نفسية للطفل مثل الكوابيس وأحلام اليقظة إلى جانب الخوف والقلق والإحباط والتشاؤم والتمركز حول الذات.

#7#

ودعا محمد ملاح إخصائي علم نفس إكلينيكي إلى تجنيب الأطفال مشاهدة التلفاز الذي يعرض صورا للحروب في أي مكان، وطالب القنوات الفضائية بوضع شريط تحذيري لتنبيه الآباء والأمهات لما لذلك من آثار قد تنجب لنا طفلاً مضطربا سلوكياً، فيصبح الطفل إما عدوانيا وإما انهزاميا إلى جانب ظهور صعوبات في التفكير، والتشتت والقلق المستمرين وعدم الاطمئنان.