معيقلية الرياض.. «الصين الصغرى» للعطور وجهة الباحثين عن خيارات اقتصادية أقل

معيقلية الرياض.. «الصين الصغرى» للعطور وجهة الباحثين عن خيارات اقتصادية أقل

معيقلية الرياض.. «الصين الصغرى» للعطور وجهة الباحثين عن خيارات اقتصادية أقل
معيقلية الرياض.. «الصين الصغرى» للعطور وجهة الباحثين عن خيارات اقتصادية أقل
معيقلية الرياض.. «الصين الصغرى» للعطور وجهة الباحثين عن خيارات اقتصادية أقل
معيقلية الرياض.. «الصين الصغرى» للعطور وجهة الباحثين عن خيارات اقتصادية أقل

وسط الرياض، تبرز المعيقلية التي يطلق عليها "الصين الصغرى" للعطور، كوجهة مكتظة بالمتسوقين بفضل مبيعاتها المزدهرة وأسعارها التنافسية التي تقل بما يقارب 90% عن الأسواق الأخرى، ما جعلها نقطة انطلاق رئيسية للتجار ورواد الأعمال وخيارًا مفضلاً للباحثين عن منتجات أقل تكلفة.

أسعار الزيوت العطرية المستوردة في السوق الشهيرة تراوح بين 50 و140 دولارا للكيلو، بينما تصل محليا إلى 325 – 400 ريال، وهو ما يتيح للمستهلك الحصول على عبوة بسعر تراوح بين 25 و35 ريالًا، مقارنة بغيرها مما تتجاوز مئات الريالات، بحسب ما قاله لـ«الاقتصادية» متخصصو عطور في سوق المعيقلية.


متوسط إنتاج يصل إلى 4 آلاف زجاجة أسبوعيا


متوسط الإنتاج الأسبوعي يراوح بين 3 إلى 4 آلاف زجاجة، فيما يتجاوز الإنتاج اليومي لدى بعض المحال 6 آلاف عبوة، ومعظم المشاريع الناشئة والمتاجر الإلكترونية تبدأ من المعيقلية قبل التوسع نحو كميات أكبر، ما جعله يصف السوق بـ«الصين المصغرة».

يشار إلى أن واردات السعودية من الزيوت العطرية بلغت نحو 21.3 مليون كيلوجرام في 2024، بينما سجل النصف الأول من العام الجاري نحو 10.5 مليون كيلوجرام عبر 58,775 بيانًا جمركيًا، بحسب ما كشفته بيانات الجمارك.

وتصدرت ألمانيا والهند والدنمارك وسويسرا والصين قائمة أبرز الدول الموردة في 2024، بينما جاءت الهند وألمانيا وسويسرا ومصر والصين في صدارة النصف الأول من 2025.

وفي جانب آخر، أشار تقرير صادر عن IMARC Group إلى أن حجم سوق الزيوت العطرية في السعودية بلغ 118.8 مليون دولار عام 2024، مع توقعات بارتفاعه إلى 261.3 مليون دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.2% خلال الفترة بين 2025 و2033.


60 % عملاء دائمون


أكد أحد العاملين في القطاع أن 60% من العملاء أصبحوا دائمين في شراء هذه المنتجات، لافتًا إلى أن الرجال بين 25 و30 عامًا هم الأكثر طلبًا، مع إقبال على عطور أرماني وديور ولويس فيتون. وبيّن أن نسبة التشابه مع الأصلية تصل إلى 85 – 90% مع ثبات للعطر يمتد 10 ساعات، ما يوفر على المستهلك ما بين 60 و80% من السعر.

من جانبه، أوضح الخبير فهد الصالح أن الزيوت العطرية في المعيقلية متوسطة الجودة، مع وجود فئات أقل مقارنة بالأصلية، لكن الإقبال الشعبي يبقى مرتفعًا بسبب فارق الأسعار، حيث قد يقل سعر العطر الشعبي عن ربع قيمة المنتج الأصلي.

بدوره، أشار الخبير في صناعة العطور يوسف هادي إلى أن بعض الموزعين يخلطون الزيوت بزيوت خام عديمة الرائحة أو كحول منخفض الجودة مع غياب عمليات التخمير الصحيحة التي قد تستغرق 28 يومًا، ما يضعف جودة المنتج النهائي.

وأوضح عارف باوزير، بائع في محل العويني، أن سعر العطر الشعبي (50 مل) يبلغ 25 ريالًا فقط، ويستقطب محله أكثر من 500 زبون أسبوعيًا، مؤكدًا أن «ما يميز منتجاتنا هو الجودة، ولهذا يعود الزبائن للتجديد كل 5 أيام إلى أسبوع».


تراجع مبيعات العطور الأصلية


في المقابل، أشار أبو خالد، صاحب محل الخزامى، إلى تراجع مبيعات العطور الأصلية، إذ يبيع أسبوعيًا ما بين 10 و15 عبوة أصلية فقط، مقابل 60 عبوة شعبية على الأقل، موضحًا أن «الأصلية باتت غالبًا للهدايا، أما الاستخدام اليومي فأصبح الشعبي هو المعتمد».

وتخضع السوق لرقابة هيئة الغذاء والدواء ووزارة التجارة عبر متابعة جودة المنتجات وفرض الغرامات على المخالفين، غير أن مختصين يشددون على أن الحاجة قائمة لتكثيف الرقابة لحماية المستهلك وتعزيز التنافسية، خصوصًا مع تنامي الإقبال على العطور الشعبية وتوسع المملكة في استيراد الزيوت العطرية بكميات متزايدة.

وكانت قد قالت وزارة التجارة لـ" الاقتصادية"، إن إجمالي السجلات التجارية القائمة لنشاط صناعة المستخلصات العطرية ومنتجاتها يشمل (الماء المقطر والمخاليط العطرية) بلغ 423 سجلا تجاريا حتى نهاية النصف الأول من 2024.

وتصدرت الرياض قائمة أعلى المناطق في السجلات التجارية القائمة للنشاط بمجموع 198 سجلا، منطقة مكة المكرمة 109 سجلات تجارية، و75 سجلا في المنطقة الشرقية.

الأكثر قراءة