مصنع سعودي يبدأ تصدير وإنتاج أجهزة تحلية مياه تعمل بتقنية "جي نانو" خلال أشهر
مصنع سعودي يبدأ تصدير وإنتاج أجهزة تحلية مياه تعمل بتقنية "جي نانو" خلال أشهر
من المتوقع بدء التصدير والإنتاج التجاري الكامل لمصنع سعودي تابع لشركة "جي آي أكوا تيك" الألمانية، لإنتاج أجهزة ومعدات ذات تقنيات عالية في معالجة المياه والصرف الصحي بتقنية "جي نانو" قبل نهاية العام، ضمن خطة لتغطية 50% من احتياجات السوق المحلية، وفقا لما ذكره لـ"الاقتصادية" الرئيس التنفيذي للشركة شريف دسوقي.
دسوقي أكد على هامش المعرض العالمي للمياه الذي اختتم أعماله أمس في الرياض، أن أولى محطات المعالجة التجريبية بدأت بالفعل في خدمة مشروعات المدن الصناعية، مضيفا أن "المصنع يستخدم تقنيات مبتكرة تعزز القدرة التشغيلية وتتيح تشغيل المحطات بمساحات أقل مع ضمان جودة المياه طوال عمر المشروع".
يشير دسوقي إلى أن "جي نانو هو أول نظام معالجة متقدم غير بيولوجي يمكن من إعادة استخدام مياه الصرف الصحي بنسبة 100%، بدون أي روائح أوتأثير بيئي يذكر".
وقال إن علاقة الشركة بالسعودية بدأت بمشروع استثنائي خلال موسم الحج 2023، حين نفذت أول محطة بالتقنية الجديدة لمعالجة مياه مجازر الأضاحي في مكة المكرمة، وهو المشروع الذي أتاح للشركة التعرف على السوق السعودية وفتح لها أبواب التعاون مع وزارة الاستثمار والهيئة السعودية للمياه، ما مكّنها من المشاركة لاحقاً في مشاريع كبرى في السعودية.
استثمارات كلية بنحو 655 مليون ريال
الشركة تقوم بإعادة استخدام مياه الصرف بنسبة 100% ودمجها ضمن الاقتصاد الدائري وفقا لدسوقي، الذي أوضح أن السعودية كانت من أوائل الدول التي احتضنت هذه التكنولوجيا، ما مكن الشركة من التوسع بسرعة، حيث أصبح لديها مصنع محلي و4 شركات تابعة، إلى جانب شراكات إستراتيجية في البحرين، ودخول السوقين العماني والإماراتي.
وأشار دسوقي إلى أن المصنع السعودي الذي تبلغ مساحته 23 ألف متر مربع جرى تطويره بعد الاستحواذ عليه قبل 6 أشهر فقط، مؤكدا أن أولى محطات المعالجة التجريبية خرجت منه لمشروعات المدن الصناعية.
وأضاف أن الشركة وقعت في يونيو الماضي اتفاقا مع وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح في برلين، التزمت فيه بالوصول إلى إنتاج يغطي أكثر من 50% من السوق المحلية خلال 18 شهرا، على أن تصل الاستثمارات الكلية للمصنع إلى نحو 655 مليون ريال بما يعادل (150 مليون يورو)، وتوفير نحو 2000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة خلال 4 سنوات.
وأوضح أن المصنع يتكون من قسمين، الأول: لإنتاج المعدات الخاصة بمعالجة المياه بتقنية "جي نانو"، والثاني: لإنتاج مواد النانو الكيميائية محلياً، ليكون أول مصنع متخصص في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط.
وأكد دسوقي أن التقنية المطورة تقلل المساحة اللازمة للمحطات بنسبة 90%، وتخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 80%، مع خلوها من الروائح، وضمان جودة المياه طوال عمر المشروع، مبينا أن الشركة توفر حلولاً لتطوير المحطات القديمة وزيادة طاقتها الإنتاجية 4 مرات دون الحاجة لمساحات إضافية.
الشركة تعد شريكا في مشاريع كبرى مثل نيوم، البحر الأحمر، الدرعية والقدية، مع إمكانية تطبيق الحلول في أي جهة تحتاج إعادة استخدام المياه عبر محطات لا مركزية، بحسب الدكتور دسوقي.
وأشار دسوقي إلى أن البيئة الاستثمارية السعودية مكنت الشركة من تحويلها من مستورد لمعدات معالجة المياه إلى مصدر لها، حيث ستبدأ محطات الشركة المنتجة في السعودية التصدير إلى أوروبا قبل نهاية العام الجاري.