الطلبات تتدفق على صانعي الملابس في بنجلادش بفضل الرسوم الجمركية
الطلبات تتدفق على صانعي الملابس في بنجلادش بفضل الرسوم الجمركية
مع خضوع بنغلاديش لمعدل رسوم جمركية أمريكية أقل من منافسيها أو مساوي لها، يتوقع صانعو الملابس في البلاد زيادة في الطلبات تصل إلى 15% مقارنة بالموسم الماضي أو السنة السابقة، في ظل إعادة تشكيل سلاسل التوريد الإقليمية.
معدل الرسوم الأمريكية المفروض على بنجلاديش الذي يعادل 20% يساوي معدل فيتنام، ويزيد بنقطة مئوية واحدة فقط عن كمبوديا، وأقل بفارق كبير من معدل 30% المفروض حاليًا على الصين، المركز العالمي للتصنيع، والذي قد يتجاوز 50%، وأقل أيضا من معدل 50% الذي يستهدف الهند.
وبحسب صحيفة "نيكاي آسيا"، قالت مجموعة “ها ميم” الكبرى لصناعة الملابس في بنغلاديش إنه منذ خفّض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرسوم الجمركية المفروضة على البلاد من 37% المقترحة في البداية، ارتفعت الطلبات بنحو 10% على أساس سنوي.
يشار إلى أن الشركة التي يبلغ حجم مبيعاتها السنوي 930 مليون دولار، أكثر من 92% من إيراداتها تأتي من صادراتها إلى الولايات المتحدة.
دلور حسين، نائب المدير العام لشركة “ها ميم” يقول: "كان من الممكن أن نخسر استثماراتنا الكبيرة لو لم تُخفض الرسوم الجمركية، الطلبات تتحول أساسًا من الصين والهند، بعض المشترين الأمريكيين أو ممثليهم موجودون الآن في دكا لمناقشة إمكانية استلامنا لطلبات إضافية تراوح بين مليون إلى مليونين قطعة".
وتنتج الشركة نحو 10 ملايين قطعة ملابس شهريا وتعمل مع كبار تجار التجزئة الأمريكيين مثل "جاب" و "أمريكان إيجل". كما قال شوفون إسلام، المدير العام لمجموعة "سبارو"، إن عددًا من المشترين في مفاوضات لنقل الطلبات من الهند وكذلك من فيتنام.
وأضاف: “تلقت شركتي طلبات بزيادة 5% تقريبا لموسم الربيع، ومن المتوقع أن ترتفع الطلبات لموسم الصيف القادم 15% مقارنة بالموسم السابق.”
وأشار إلى أن شركته تلقت طلبات إضافية للمنتجات الراقية التي انتقلت أساسًا من الصين، لكن فيتنام استحوذت على الجزء الأكبر من هذه الطلبات نظرًا لحدودها المشتركة مع الصين وقدرتها الأكبر على إنتاج هذه المنتجات.
وقال فاروق حسن، المدير العام لمجموعة "جاينت": “حصة الصين في السوق تتناقص بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة، وفي حال حصلت الهند أو فيتنام على رسوم أقل من بنغلاديش، لكان من المحتمل أن تخسر بنغلاديش الطلبات لصالح الدولتين".
وأشار حسن، الرئيس السابق لجمعية مصنعي ومصدري الملابس في بنغلاديش، إلى أن إلغاء “قاعدة الحد الأدنى” التي تسمح بدخول الشحنات حتى 800 دولار إلى الولايات المتحدة دون رسوم أو إجراءات ورقية معقدة، سيسهم أيضًا في زيادة صادرات بنغلاديش.
وقال أحمد سلام، المدير العام لشركة "آسيان أبارلز": "ساد شعور إيجابي بين المشترين بعد إعادة هيكلة الرسوم الجمركية الأمريكية، وستتضح المكاسب البنغلاديشية من إعادة هيكلة الرسوم في مواسم الصيف والخريف القادمة.”
خوندكر غلام معاظم، مدير الأبحاث في مركز الحوار السياسي في دكا، أكد أن بنغلاديش في وضع ممتاز، وستستفيد من زيادة الطلبات على الأقل على المدى القصير.
وقدم المستثمرون الصينيون عروضًا للاستثمار في قطاع الملابس البنغلاديشي، وفقًا لمحمد حاتم، رئيس جمعية مصنعي ومصدري الملابس المحبوكة في بنغلاديش، إذ ظهرت بعض الصفقات بالفعل حيث وقعت مجموعة "كايشي" الصينية اتفاقية للاستثمار الشهر الجاري بمبلغ 40 مليون دولار لإنشاء مصنع لإنتاج الملابس الداخلية والإكسسوارات في بنغلاديش.
وتفاؤلا بهذا، حددت الحكومة البنغلاديشية في 12 أغسطس هدف نمو الصادرات السلعية بنسبة 16.5% للعام المالي المنتهي في 30 يونيو 2026. كما قال رئيس التجارة شيخ بشير الدين إن الجهود جارية لخفض معدل الرسوم الأمريكية من 20% إلى 15%.
يذكر أن قيمة صادرات بنغلاديش الإجمالية إلى الولايات المتحدة بلغت8.69 مليار دولار في العام المالي 2024-25، أي بزيادة 18%، وفقًا لبيانات مكتب الصادرات.