هل خفض الفائدة الأمريكية في سبتمبر يثير ذعر المستثمرين؟
هل خفض الفائدة الأمريكية في سبتمبر يثير ذعر المستثمرين؟
تزايدت التكهنات في أوساط المستثمرين بشأن إمكانية إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض كبير للفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، يصل إلى 50 نقطة أساس، وهو ما يعادل ما حدث قبل عام تقريبا.
هذه الرهانات تعززت عقب صدور تقرير وظائف ضعيف لشهر يوليو، إلى جانب تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي رجّح في مقابلة مع "بلومبرغ" وجود "فرصة قوية جدا" لهذا الخفض الكبير، حسب "ماركت ووتش".
قال: "أعتقد أنه كان من الممكن أن نخفض أسعار الفائدة في يونيو ويوليو"، مشيرا إلى المراجعات الكبيرة لبيانات الوظائف لشهري مايو ويونيو، التي أظهرت عددا أقل بكثير من الوظائف المُستحدثة مقارنةً بالتقارير الأولية.
أضاف بيسنت أن "المراجعات الأخيرة لقوائم الرواتب تُشير أيضًا إلى أن أسعار الفائدة لا تزال مُقيدة للغاية"، بينما دعا إلى خفض سعر الفائدة قصير الأجل للاحتياطي الفيدرالي بمقدار 150 نقطة أساس إلى 175 نقطة أساس.
من جانبه، رأى روبرت تيب، كبير الإستراتيجيين في بي جي آي إم للدخل الثابت، أن بيانات يوليو جعلت خفضا بـ50 نقطة أساس أمرا مطروحا. لكنه حذر من أن الفيدرالي قد يتأنى، خصوصا مع اقتراب خطاب رئيسه جيروم باول في منتدى جاكسون هول الاقتصادي الأسبوع المقبل، حيث يُتوقع أن يلمّح لاتجاه السياسة النقدية المقبلة، دون التسبب في رد فعل متسرع في الأسواق.
تتزايد مخاوف المستثمرين من أن سوق العمل قد تكون أسوأ مما تبدو عليه، ولا سيما مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الآثار المترتبة على معركة الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية. قد تؤدي التخفيضات الحادة في أسعار الفائدة إلى انتعاش سوق الأسهم، حيث سجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب بالفعل مستويات قياسية جديدة، ومؤشر داو جونز الصناعي ليس ببعيد عنهما.
مع ذلك، يعاني المستثمرون أيضًا مزيدا من البيانات الزائفة وإشارات الركود المتباينة منذ الجائحة.
صرح دانيال سيلوك، رئيس قسم السيولة والتمويل قصير الأجل العالمي في جانوس هندرسون: "لا يزال الاقتصاد عموما في وضع جيد". وأشار إلى أن الشركات الأمريكية ستدخل العام بمستويات ربح قياسية تقريبا، ما سيمنحها مجالا لاستيعاب تكاليف التعريفات الجمركية المرتفعة دون التعرض لضغوط شديدة.