الأسهم الآسيوية تتراجع مع تصعيد ترمب لحربه التجارية

الأسهم الآسيوية تتراجع مع تصعيد ترمب لحربه التجارية

تراجعت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية وانخفضت الأسهم الآسيوية في بداية حذرة للأسبوع، بعدما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التوترات التجارية، بإعلانه فرض رسوم بنسبة 30% على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك.

وهبطت العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" في التداولات الآسيوية 0.5%، في حين انخفضت العقود الأوروبية 0.6%. وتراجعت الأسهم الآسيوية 0.1% بقيادة اليابان، فيما ارتفع الين مقابل الدولار.

كما واصل الذهب مكاسبه لليوم الرابع بدعم من الإقبال على الأصول الآمنة، وارتفعت الفضة لتتداول قرب أعلى مستوياتها منذ 2011، بينما حافظت "بيتكوين" على تداولها فوق مستوى 119 ألف دولار، بعد أن سجلت مستوى قياسياً خلال عطلة نهاية الأسبوع.

الأسواق تتأرجح بين تجاهل التهديدات والترقب
تهديدات ترمب الجديدة تختبر مرونة السوق، بعد أن وسّع إجراءاته التجارية الأسبوع الماضي لتشمل دولاً من كندا إلى البرازيل والجزائر.

وعلى الرغم من التحذيرات من التراخي، لا يزال المستثمرون يتصرفون وكأنهم يراهنون على تراجع الرئيس عن خطواته، مستندين إلى سوابق تراجعه عن تهديدات سابقة. وكانت مؤشرات "إس آند بي 500" و"إم إس سي آي" للأسواق العالمية قد سجّلت مستويات قياسية هذا الشهر.

وكتب براين جاكوبسن، كبير الاقتصاديين في "أنيكس ويلث مانجمنت"، في مذكرة: "ينبغي ألا يراهن المستثمرون على أن ترمب يهدد فقط بخصوص الرسوم الجمركية البالغة 30% على السلع الأوروبية. هذا المستوى من الرسوم عقابي، لكنه على الأرجح سيؤذي الأوروبيين أكثر مما يؤذي الولايات المتحدة، ما يعني أن الوقت يضغط عليهم".

وتكافح الأسواق المالية لتسعير حملة الرسوم الجمركية المتقطعة التي أطلقها ترمب خلال ولايته الثانية. وبينما أدّت إعلانات "يوم التحرير" في 2 أبريل إلى موجة بيع في الأصول الخطرة وحتى السندات الأمريكية، فإن معظم تلك التحركات انعكست لاحقاً بعدما أجّل ترمب تنفيذ العديد من تهديدات.

"تآكل مصداقية السياسة الأمريكية"
كان الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إبرام اتفاق مبدئي مع واشنطن لتفادي الرسوم الأعلى، إلا أن رسالة ترمب الأخيرة بدّدت الأجواء الإيجابية في بروكسل، رغم أنه ترك هامشاً لإجراء تعديلات لاحقة. ويستعد الاتحاد الآن لتكثيف تنسيقه مع دول أخرى تضررت من الرسوم الأمريكية، بحسب أشخاص مطلعين.

وكتب وين ثين، رئيس إستراتيجية الأسواق العالمية في "براون براذرز هاريمان"، في مذكرة للعملاء: "لماذا ستدخل أي دولة في اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بعد رؤية ما حدث مع المكسيك وكندا بعد سنوات قليلة من توقيع اتفاق التجارة الحرة؟ في مرحلة ما، ستتفاعل الأسواق مع ما نراه تآكلاً متواصلاً في مصداقية السياسة الأمريكية".

ضغوط على "الفيدرالي" واحتمال إقالة باول
في ملف منفصل، كثّف ترمب وحلفاؤه انتقاداتهم لرئيس "الاحتياطي الفيدرالي" جيروم باول، على خلفية تكلفة تجديد مقر البنك المركزي. ويقوم بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية بمحاولة بناء قضية قانونية لعزل باول من مجلس المحافظين.

وقال ترمب في تصريحات مساء الأحد إن استقالة باول "ستكون أمراً جيداً". وفي هذا السياق، قال جورج سارافيلوس، المحلل الإستراتيجي في "دويتشه بنك"، إن احتمال إقالة باول يشكّل خطراً كبيراً لم يُسعّر بالكامل في الأسواق، وقد يؤدي إلى تراجع الدولار والسندات الأمريكية.

وأضاف أن "إجبار باول على الاستقالة قد يؤدي خلال 24 ساعة إلى تراجع الدولار المرجّح بالتجارة من 3% إلى 4%، إلى جانب تراجع في السندات بمقدار 30 إلى 40 نقطة أساس".

أنظار آسيا تتجه إلى الصين والتقييمات تحت الاختبار
سيتحول تركيز الأسواق الآسيوية قريباً إلى بيانات التجارة الصينية لقياس أثر الرسوم الأمريكية، إلى جانب الناتج المحلي الإجمالي، ومؤشرات التضخم في أوروبا والولايات المتحدة هذا الأسبوع.

وتبدأ أيضاً موسم نتائج الربع الثاني هذا الأسبوع، وسط توقّعات بأن يكون الأضعف منذ منتصف 2023، في وقت تتزايد فيه وتيرة خفض التصنيفات الائتمانية للشركات.

وكتب بوب سافاج، رئيس استراتيجية الأسواق الكلية في "بي إن واي ميلون"، في مذكرة: "موسم الأرباح المقبل سيختبر توازن السوق بين الزخم والقيمة. الأصول العالمية تبدو هشة أمام الصدمات الخارجية، ولن تجد الكثير من العزاء في خفض أسعار الفائدة أو تمديد الرسوم الجمركية".

وفي أخبار الشركات، قال إيلون ماسك إن "تسلا" تعتزم استطلاع آراء المساهمين حول ما إذا كانت ستستثمر في شركة "xAI"، وذلك بعد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أفاد بأن "سبيس إكس" تجهز لاستثمار ملياري دولار في مطوّر روبوت الدردشة "جروك".

الأكثر قراءة