"ميتا" تدرس الاستحواذ على "رانوي" للتوسع في الذكاء الاصطناعي
أجرى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms)، محادثات مع شركة الفيديو الناشئة "رانواي إيه آي" (Runway AI) لمناقشة إمكانية الاستحواذ عليها، في إطار سعيه لإبرام صفقات في مجال الذكاء الاصطناعي.
لم تصل هذه المحادثات إلى مرحلة تقديم عرض رسمي يتضمن قيمة مالية بعد، ولا تشهد تطورات حالياً، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لعدم تخويلهم بالحديث.
ويسعى زوكربيرغ إلى استقطاب أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي لتشكيل فريق "ذكاء خارق"، ضمن حملة توظيف تتضمن عروض أجور مرتفعة، وأحياناً مفاوضات صفقات مع جهات مستهدفة.
في هذا السياق، أعلنت "ميتا" أخيرا استثمار مليارات الدولارات في شركة "سكيل إيه آي" (Scale AI). رفض ممثلو شركتي "رانواي" و"ميتا" التعليق على الأمر.
وقُدرت القيمة السوقية لشركة "رانواي"، التي تطور تقنيات ذكاء اصطناعي قادرة على إنتاج فيديوهات واقعية، في وقت سابق من هذا العام بأكثر من 3 مليارات دولار.
زوكربيرغ يهتم بقطاع الذكاء الاصطناعي
أولى زوكربيرغ خلال الأشهر القليلة الماضية أولوية خاصة للقاء أبرز الفاعلين في قطاع الذكاء الاصطناعي، من رؤساء تنفيذيين إلى كبار العلماء، مُبدياً استعداده أخيرا لضخ استثمارات ضخمة في مجموعة متنوعة من شركات الذكاء الاصطناعي وموظفيها.
فقبل استحواذه على حصة 49% من شركة "سكيل إيه آي" الناشئة لتصنيف البيانات وتوظيف رئيسها التنفيذي، أجرى مالك "فيسبوك" محادثقات مماثلة أيضاً مع شركة "بيربليكسيتي" (Perplexity) الناشئة المتخصصة في البحث عبر الذكاء الاصطناعي. وتُدار "بيربليكسيتي" من قِبل الرئيس التنفيذي أرافيند سرينيفاس، وبلغت قيمتها السوقية أخيرا نحو 14 مليار دولار.
خلال الأسبوع الماضي، أفاد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، بأن "ميتا" سعت لاستقطاب عدد من موظفيه عبر تقديم مكافآت توقيع ضخمة وصلت إلى 100 مليون دولار.
وفي السياق ذاته، كانت الشركة تجري مفاوضات مع نات فريدمان، المدير التنفيذي السابق لـ"غيت هب" (GitHub)، حول إمكانية انضمامه إلى "ميتا"، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ". كما دخلت في محادثات مماثلة مع دانيال غروس، الرئيس التنفيذي لشركة "سيف سوبر إنتيليجنس" (Safe Superintelligence).
"رانواي" تقود طفرة الفيديو بالذكاء الاصطناعي
منذ عام 2023، برزت شركة "رانواي إيه آي"، ومقرها نيويورك، كرائدة في مجال الفيديو المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وأسهمت في إشعال موجة اهتمام واسع بأدوات توليد فيديوهات بالذكاء الاصطناعي. وبعد مرور عامين، أصبحت المنافسة في هذه الصناعة أكثر حدة، مع دخول شركات مثل "أوبن إيه آي" و"بيكا" (Pika) في تقديم خدمات مشابهة لإنتاج الفيديو.
وفي الوقت ذاته، تطورت تقنيات صُنع الفيديو بأدوات الذكاء الاصطناعي لدرجة أنه غالباً ما يصعب تمييزه عن المشاهد الواقعية.
يُعد نموذج الذكاء الاصطناعي الأحدث من "رانواي"، الذي يحمل اسم "جين-4" (Gen-4)، من الأدوات التي تمكن المستخدمين من إنشاء فيديوهات تتسم بالتناسق في الشخصيات والعناصر البصرية داخل المشهد، وهي مهمة يصعب تحقيقها لدى الكثير من خدمات الذكاء الاصطناعي.
أبرمت شركة الإنتاج السينمائي "ليونز غيت" (Lionsgate) اتفاقية مع الشركة لاستخدام أدواتها، التي جرى توظيفها أيضاً في إنتاجات مثل مسلسل "هاوس أوف دايفيد" (House of David) التابع لشركة "أمازون دوت كوم" (Amazon.com)، وكذلك خلال حفل غنائي للفنانة مادونا.
من جانبها، تستثمر "ميتا" أيضاً في تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تُعزز من قدرة المستخدمين على الإبداع، سواء عبر شبكاتها للتواصل الاجتماعي أو مُعلنيها.