"بِع في مايو وارحل" .. هل تتغير تقاليد "وول ستريت" صيف هذا العام؟
مع حلول الصيف رسميًا، حان الوقت لتجهيز محفظتك الاستثمارية لمرحلة يمكن أن تشهد تقلبات كبيرة، بدلا من ركود السوق الصيفي المعتاد.
شهدت سوق الأسهم، منذ بداية 2025 حتى الآن، تقلبات حادة. انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر من 12% في الأسبوع الذي تلا إعلان الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية على شركاء بلاده التجاريين في الثاني من أبريل، قبل أن يستعيد عافيته بسرعة. رغم ذلك، سجل المؤشر منذ بداية العام حتى إغلاق الجمعة، تراجعا بنسبة 1%.
ومع أن الأسهم عادت تقريبًا إلى حيث بدأت العام، فإن مؤشرات مثل أرباح الشركات ومعنويات المستهلكين تبدو، وفقا لمجلة "بارونز"، غير واضحة المعالم. علاوة على ذلك، عديد من مشكلات السوق تنبع من واشنطن، سواء كان ذلك على صعيد الرسوم الجمركية أو الضرائب.
لا يتمتع فصل الصيف بسمعة جيدة فيما يتعلق بعوائد سوق الأسهم، على الأقل وفقًا لتقاليد وول ستريت. ومن هنا جاءت عبارة "بِع في مايو وارحل". هل هناك أي حقيقة في هذا؟ ليس وفقا لشركة أمريكان سينشري إنفستمنتس. أجرت الشركة دراسةً لأداء الأسواق خلال الأشهر الستة الممتدة من أول مايو إلى 31 أكتوبر، ووجدت أن المستثمرين حققوا مكاسب في 38 عاما من الأعوام الـ50 الماضية، بمتوسطٍ نحو 3.9%.
ولأن متوسط العائد السنوي طويل الأجل لسوق الأسهم -الذي يعود إلى عشرينيات القرن الماضي- يتجاوز 10% بقليل، فإن مكاسب بهذا الحجم لا تشير بالضرورة إلى أن الصيف هو أفضل وقت من السنة بالنسبة للأسهم. مع ذلك، الذين باعوا في مايو يتخلفون عادةً عن الركب، بحسب "أمريكان سينشري". كتبت أماندا ريهمنان، مديرة محفظة العملاء في الشركة، في مذكرة هذا الشهر: مقولة "بيع في مايو وارحل" مجرد خرافة.
حتى لو كان سجل سوق الأسهم الصيفي قويًا تاريخيًا، فإن هناك بعض المؤشرات التحذيرية للمستثمرين المتوجهين إلى موسم 2025 المشمس. انتعشت السوق من أدنى مستوياتها الأخيرة، وهذا يعني أن معدل السعر إلى الربح انتعش أيضا. يتداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حاليا عند 21 ضعفا للأرباح المستقبلية، وهو أحد أعلى مستوياته منذ أواخر التسعينيات.
ينبغي أن يدفع المناخ الاقتصادي الأمريكي المستثمرين إلى التأمل. نتيجة للتضخم المستمر ورسوم ترمب الجمركية، وصلت ثقة المستهلك الأمريكي إلى ثاني أدنى مستوياتها منذ سبعينيات القرن الماضي. كان موسم أرباح الربع الأول قويا، إذ تجاوز 78% من شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تقديرات الأرباح، وفقًا لشركة فاكتسيت، وهو ما يزيد قليلاً عن متوسط خمس سنوات، البالغ 77%. في الوقت نفسه، وجدت "فاكتسيت" أن عدد الشركات التي ذكرت كلمة "ركود" في المكالمات الجماعية كان أكبر من أي ربع سنة منذ عام 2022.
يبدو أن محللي وول ستريت متوترون أيضا. تقيس شركة يارديني للأبحاث ثقة السوق من خلال تتبع نسبة محللي الأسهم الذين يرفعون توقعات الأرباح والإيرادات مقابل أولئك الذين يخفضونها. أظهرت بيانات شهر مايو أسوأ نتيجة في عامين، وفقًا لتقرير صدر الأربعاء. كان تعليق الشركة "يا إلهي!".
يعود جزء كبير من الاضطرابات الأخيرة في السوق إلى مناقشات تجري في واشنطن، خاصة حول الرسوم الجمركية والضرائب. حتى الآن، اقتفت أكبر تحركات الأسهم أثر سياسة ترمب التجارية: شهدت انخفاضًا حادًا عندما بدا الرئيس أكثر عدوانية، وارتفعت عندما اعتدل.
تأمل الأسواق أن يكون ترمب قد تعلم الدرس، لكن لا يوجد ضمان.