كيف تستثمر 300 ريال لصنع ثروة؟
يستطيع كل شاب تدبير 300 ريال إما بالادخار أو بالاقتراض. لكن السؤال ماذا تعمل 300 ريال لبدء مشروع استثماري.
لن أكون قاسي لأدلك على السوق من باب المال القليل والجهد المضني العالي الذي سيفقدك يومك بالكامل وعملك المستقر أو دراستك دون جدوى اقتصادية تذكر، ولن أكون نرجسيا لأذكر لك أمثلة الأسهم والمساهمات التي لو كسبت ألف مره سيصل المبلغ مع أرباحه لآلاف عدة لا تسمن ولا تغني من جوع مع ما يعتريها من جهد يقوم به صاحب المئات بما يقوم به نفسه صاحب الملايين.
سأذكر لك سيناريو للنجاح سار عليه مجموعة من رواد الأعمال الذين اضطرتهم الحاجة لسلوك ذلك الطريق لكن بعقلانية ودون أن تؤثر في حياتهم اليومية أمثال الشباب ملاك موقع إير بي أن بي، أولائك الطلاب الجامعيين المغتربين الذين بدأو بأقل من هذا المبلغ ودون أي أدوات أو تقنيات ليصلوا إلى استثمار من أنجح الاستثمارات.
الفكرة تتمحور حول ركيزة التفكير الاستثماري التراكمي السريع حسب الموجودات المتاحة والممكنة عبر فريق متكاتف غير كثير العدد.
وسأذكر مثالا منطقيا يمكن لأي شاب يسير عليه أو يتخذ طريقا مشابهاً له (هو مثال يمكن اتخاذ طرقاً مشابهة له في أي مجالات أخرى)
لو افترضنا أنكم 4 أخوة أو أصدقاء استطاع كل واحد توفير 300 ريال فستكون الثروة المجتمعة 1200 ريال هي قسط أولي لسيارة جديدة أو قسط شهري لسيارة تؤجر بالإيجار الشهري.
وبعد استلام السيارة تم تقسيم وقت العمل على السيارة عبر تطبيقات التوصيل التي تسمح بنوع تملك السيارة لـ4 ساعات في اليوم طيلة الشهر فسيكون متوسط صافي ربح كل واحد 1000 ريال، اي سيتم تحصيل صافي ربح 4 آلاف ريال في الشهر كأقل تقدير.
فإذا تم ادخار الـ4 آلاف ريال لثلاثة أشهر فقط سيكون مجموع الثروة 12 ألف ريال.
يتم الانتقال لمشروع استثماري متطور بشكل أكبر بقيمة (8 آلاف ريال وجعل 4 آلاف ريال احتياطي طوارئ لا يمس) وهو نزول شخص واحد الساعة الثانية من آخر الليل لسوق جملة الخضار (سيكون العمل بهذه الطريقة ثلاث أيام راحة ويوم عمل)
والهدف من هذا التوقيت تحديداً هو لحضور مزاد جملة الجملة ومعرفة أسرار هذه السوق وكيفية التعامل معه، وبعد أيام عدة من الدراسة والمعرفة يتم شراء شاحنة كاملة من أي سلعة خضار استهلاكية ثم بيعها الساعة الخامسة صباحاَ في الموقع نفسه بالجملة بتخفيض عن سعر سوق الجملة بـ10% لضمان البيع (متوسط المكسب حسب ذوي الخبرة في هذا المجال 30% من سعر الشراء).
حينها لو افترضنا أن المكسب 20% من سعر الشراء (تجنباً للكساد في بعض الأيام أو الخسائر غير المتوقعة) فهذا يعني أن الثروة المتداولة في السوق ستكون (8 آلاف ريال × 20%) 9600 ريال.
يتم الدخول بها كاملة في ثاني يوم لتصبح 11520 ريالا وهكذا وبحسبة يسيرة مع كل هذا التخفيض ولو افترضنا متوسط العمل لـ10 أيام في الشهر سيتضاعف صافي الربح شهرياً بما لا يقل عن 100% من رأس المال أي 16 ألف ريال في الشهر الثاني.
ولو دخلنا بكامل الـ16 ألف ريال فسيكون صافي الربح في الشهر الثالث 32 ألف ريال وهكذا لكن يجب أن أنوه لنقاط مهمة تؤدي للخسارة الحتمية وهي (تقاعس أي شخص في الفريق حتى ولو ليوم واحد - استعجال الربح - مساواة أسعار السوق عند البيع - التفكير بالتوفير على حساب الجودة - الدخول في الصفقات دون دراسة - الاعتماد على أشخاص من خارج الفريق).
ولا يعني سردي لهذا المثال أنه هو الطريق الوحيد لكسب ثروة تبدأ من 300 ريال بل الأفكار متعددة وكثيرة ولا تنتهي، وما يصلح لمجموعة قد لا يصلح لمجموعة أخرى.
فمن الممكن أن تسير على هذه الخطة في الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات، ومن الممكن أن تسير بها في أي تجارة من تجارات التجزئة ومن الممكن أن تسير بها في الاستشارات والخدمات، المهم هو أن تقتنع أن الـ300 ريال ثروة تستطيع أن تنطلق منها.