"التصنيع" تواجه تحديات مجمع "الأكريليك" بإجراءات أبرزها إعادة الهيكلة

"التصنيع" تواجه تحديات مجمع "الأكريليك" بإجراءات أبرزها إعادة الهيكلة
"التصنيع" تواجه تحديات مجمع "الأكريليك" بإجراءات أبرزها إعادة الهيكلة
فواز الفواز الرئيس التنفيذي لـ "التصنيع"

اتخذت شركة "التصنيع الوطنية"، إجراءات لمعالجة التحديات المالية التي واجهت مجمع "الأكريليك" جراء انخفاض الأسعار وارتفاع التكاليف لتعزيز المرونة الكافية للإنتاج والتسويق، وفق ما ذكره لـ "الاقتصادية" فواز الفواز الرئيس التنفيذي للشركة.

شملت سلسة الإجراءات التي نفذتها الشركة، هيكلة شركات مجمع الأكريليك، وإعادة تمويل قروضها مع مساع لتقليل التكاليف والتركيز على المشاريع التوسعية، بحسب الفواز، الذي نوه بنجاج التفاوض مع البنوك التجارية وصندوق التنمية الصناعي للوصل إلى حلول تمويلية تضمن استمرار تشغيل الشركات في المجمع دون الحاجة إلى دعم مالي إضافي من الملاك.

وقال إن الإجراءات شملت إعادة هيكلة شركات مجمع الأكريليك، وإعادة تمويل القروض التي أفضت إلى تخارج الشركاء غير السعوديين (شركة إيفونيك في نهاية 2023 وشركة داو في نهاية العام الماضي)، ما أسهم في إعطاء المجمع المرونة الكافية للإنتاج والتسويق، واكتمال متطلبات إعادة تمويل القروض وتقليل التكاليف.

الرئيس التنفيذي للشركة، أوضح أن الإجراءات المتخذة تساعد على استدامة التشغيل دون الحاجة إلى مزيد من دعم الملاك، كما ترتب على ذلك تحقيق فوائد غير نقدية وغير مكررة، بمستويات مرضية لجميع الأطراف.

الفواز قال إن نتائج الشركة خلال الربع الأول 2025 جاءت جيدة في ظل التحديات الصعبة التي يواجهها قطاع البتروكيماويات عالميا، وعدم اليقين بتوجهات العرض والطلب، وزيادة مدخلات الإنتاج واستمرار مستوى سعر الفائدة الذي تراجع بهوامش الأرباح، إضافة إلى مستجدات الرسوم الجمركية عالميا.

لم تتأثر منتجات الشركة كثيرا بالتحديات، إذ تعتمد على علاقات مستدامة مع قاعدة متنوعة من العملاء في أسواق إستراتيجية كثيرة متعددة، إضافة إلى تسويق معظم المنتجات التحويلية داخل المملكة، ما يسهم في الاستقرار وتقليل المخاطر، بحسب المسؤول.

فيما يتعلق بتداعيات الأوضاع الجيوسياسية، خصوصا في منطقة البحر الأحمر، أضاف الفواز أن تأثير التوترات الجيوسياسية على اللوجستيات وسلاسل الإمداد بدأ يتراجع في النصف الثاني من العام الماضي والربع الأول من 2025، وتحسنت التكاليف اللوجستية وبدأت العودة لمستوياتها.

يشار إلى أن شركة التصنيع الوطنية، التي تستثمر في مشروعات البتروكيماويات ومشاريع صناعية أخرى، حققت أرباحا قدرها 895.8 مليون ريال بنهاية الربع الأول 2025، مقارنة بخسائر 72.1 مليون ريال تم تسجيلها خلال الفترة نفسها من 2024.

الفواز أوضح أن إجمالي القروض على المجمع بلغت نحو 4 مليار ريال، منها نحو مليار ريال من صندوق التنمية الصناعية السعودي، و3 مليارات ريال من البنوك التجارية.

تمت إعادة جدولة قروض الصندوق بتمديدها فترة 7 سنوات إضافية، مع سداد نحو 230 مليون ريال، ليبقى نحو 780 مليون ريال. أما بخصوص القروض التجارية، فتم سداد 750 مليون ريال مقابل 1.75 مليار ريال، في إطار إعادة هيكلة وتمويل شاملة تسهم في استقرار واستمرار تشغيل المجمع.

تعمل الشركة على مشاريع توسعية مهمة، أبرزها توسعة مصنع تكسير الإيثيلين التابع للشركة السعودية الإيثيلين والبولي إيثيلين في الجبيل بقيمة تتجاوز 600 مليون دولار، لرفع الطاقة الإنتاجية للشركة بنسبة 18%، ويتوقع أن يدخل مرحلة التشغيل والإنتاج في النصف الأول من 2026.

كما تعمل الشركة على إكمال تنفيذ التصميم الهندسي للفرن الثاني بمصهر التيتانيوم التابع لشركة «أسيك» في جازان، الذي يتوقع أن يكتمل تشييده وتشغيله في النصف الثاني من 2026.

لفت الفواز إلى أن "التصنيع" قد حصلت على موافقة وزارة الطاقة على تخصيص كميات كافية من الإيثان والبروبان والبيوتان، كلقيم لإقامة مجمع صناعي جديد بمدينة الجبيل الصناعية يستهدف إنتاج 3.3 مليون طن من البتروكيماويات والمنتجات المتخصصة، بهدف تحقيق النمو وتعظيم إمكانات الشركة وتوسيع أعمالها في قطاع البتروكيماويات بحلول نهاية 2030 وبداية 2031، وذلك ضمن إستراتيجية الشركة التي تستهدف تعزيز نمو قطاع البتروكيماويات كأولوية أولى للشركة، إلى جانب الصناعات الأخرى.

أما عن الأسواق المستهدفة التي تعمل الشركة على الحضور فيها، أوضح أن الشركة حريصة على إعطاء الأولوية في التوريد للسوق المحلية، رغم أن معظم المنتجات تتجه للأسواق الدولية الخارجية، حيث تصل متوسط نسبة التوريد المحلي أكثر من 20% من إجمالي المنتجات.

الأكثر قراءة