سابك تسجل أكبر خسائر ربع أول في تاريخها مع ارتفاع تكاليف التشغيل والهيكلة

سابك تسجل أكبر خسائر ربع أول في تاريخها مع ارتفاع تكاليف التشغيل والهيكلة

تكبدت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" صافي خسارة بلغت نحو 1.21 مليار ريال سعودي خلال الربع الأول من عام 2025، في نتيجة خالفت تقديرات المحللين التي كانت تشير إلى أرباح صافية تقارب 700 مليون ريال، وسط إرتفاع التكاليف التشغيلية وتكاليف غير متكررة تخص إعادة الهيكلة.

تعد هذه الخسارة الأكبر في تاريخ الشركة خلال ربع أول، متجاوزة بذلك خسائر فترة الجائحة التي بلغت 1.05 مليار ريال، وأيضا خسائر الربع الأول من عام 2009 التي وصلت إلى 974 مليون ريال. كما تعد نتائج الربع الأول ثالث أكبر خسارة في تاريخ الشركة.

بحسب وحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، ساهمت أسعار اللقيم المرتفعة خلال الربع الأول في زيادة التكاليف التشغيلية بنسبة تقارب 11% على أساس سنوي، وهو ما انعكس سلبا على الهوامش الربحية.

أفادت الشركة بأن ارتفاع أسعار الغاز بالسوائل أضاف عبئا إضافيا بلغ نحو 340 مليون ريال مقارنة بالربع السابق، بالإضافة لتعرض أحد مواقع "سابك" في الولايات المتحدة إلى تجمد في الأنابيب ما استدعى عمليات إصلاح بلغت تكلفتها 100 مليون ريال، وأشارت الشركة إلى أنها تعمل على رفع مطالبة تأمينية لتعويض هذه الخسائر، لكنها ساهمت في زيادة صافي الخسارة للربع.

ولم تتوقف الضغوط على الجانب التشغيلي، حيث سجلت الشركة تكاليف غير متكررة بقيمة 1.1 مليار ريال، تتعلق بمبادرة استراتيجية لإعادة الهيكلة، ولم تفصح الشركة مزيد من المعلومات عن آلية هذه التكاليف، الا أنها أشارت إلى مدى إنعكاس هذه المبادرة على المدى الطويل من خلال ترشيد التكاليف بمبلغ يقدر بنحو 345 مليون ريال سنويا.

ضغوطات على هوامش "سابك"

تراجع هامش الربح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA) بنحو 7 نقاط مئوية على أساس سنوي، ليصل إلى 7%، وهو أدنى مستوى منذ 10 سنوات على الأقل، غير أن الشركة أوضحت أنه في حال استبعاد تكاليف إعادة الهيكلة، فإن الهامش سيرتفع إلى 11%.
كما انخفض هامش الربح الإجمالي بـ 6.2 نقاط مئوية ليبلغ 13.9%،كأدنى هامش منذ عام 2019، متأثرا بارتفاع تكاليف الإنتاج واستمرار تراجع أسعار البيع رغم نمو الكميات.

ورغم الخسائر، تمكنت "سابك" من رفع كمية المبيعات بنسبة 11% مقارنة بالعام الماضي، مستفيدة من كفاءتها التشغيلية، إلا أن التراجع في أسعار البيع بنسبة 5% حد من أثر هذه الزيادة، ما أدى إلى نمو الإيرادات بشكل محدود بلغ 6% فقط لتصل إلى 34.6 مليار ريال.

التوقعات المستقبلية

تتوقع "سابك" استقرار الطلب في معظم الصناعات النهائية خلال الربع القادم مقارنة بالربع الحالي، وهي نظرة أكثر تحفظا من التوقعات السابقة التي رجحت تحسنا في قطاعات مثل الإلكترونيات والصناعات المتقدمة والعناية الشخصية. ورغم ذلك، حافظت الشركة على خطتها الاستثمارية، مع إبقاء النفقات الرأسمالية المتوقعة بين 13.1 و15 مليار ريال، مخصصة لمشروعات النمو بما يعزز مكانتها في السوق العالمية.

سمات

الأكثر قراءة