بريطانيا تواجه خطر انتقال رواد أعمالها الناشئين إلى آسيا والشرق الأوسط
حذر رواد أعمال من أن بريطانيا تواجه خطر فقدان رواد الأعمال الناشئين في مجال التكنولوجيا المالية والعملات المشفرة لمصلحة مراكز مُنافسة، ما لم تُعالج تحديات ملحة تتعلق بالتنظيم والتمويل.
قال عدد من رؤساء شركات العملات المشفرة لشبكة CNBC هذا الأسبوع، إن المملكة المتحدة خلقت بيئة غير مواتية للتكنولوجيا المالية والعملات المشفرة، مشيرين إلى أن الهيئة التنظيمية المحلية تتبنى نهجًا مُتشددًا للغاية في تسجيل الشركات الجديدة، وأن صناديق التقاعد التي تدير تريليونات الجنيهات الإسترلينية تبالغ في تجنّب المخاطرة.
وفقًا لجايديف جاناردانا، الرئيس التنفيذي لبنك زوبا الرقمي البريطاني، قبل عقد من الزمان، كانت المملكة المتحدة في طليعة الدول التي تعمل على تعزيز القدرة التنافسية والابتكار، لكنها تحولت الآن نحو "إعطاء الأولوية للسلامة إلى درجة تأخر معها النمو".
أضاف: "إذا نظرتُ إلى سرعة الابتكار، أشعر أن الولايات المتحدة متقدمة، على الرغم من وجود تحدياتها الخاصة. لكن انظر إلى سنغافورة وهونج كونج - مرة أخرى ترى ابتكارًا أسرع (...) أعتقد أننا ما زلنا متقدمين على الاتحاد الأوروبي، لكن لا يمكننا أن نكتفي بذلك".
وبحسب تيم ليفين، الرئيس التنفيذي لشركة أوجمنتوم فينتيك لرأس المال الاستثماري، رواد الأعمال يواجهون تحديات في جذب التمويل في المملكة المتحدة، وقد ينتقلون لبدء رحلاتهم التأسيسية في مناطق أخرى، مثل آسيا والشرق الأوسط.
قال ليفين: "نحن نكافح بحثًا عن مصادر تمويل في المملكة المتحدة. من الأجدى حاليًا الذهاب إلى الخليج، أو الولايات المتحدة، أو أستراليا، أو أي مكان آخر في آسيا (لكن) هذا لا يبدو مناسبًا".
صرحت ليزا جاكوبس، الرئيسة التنفيذية لمنصة فاندينج سيركل إقراض الأعمال، بأن قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة المتحدة لا يزال يعاني الآثار السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا سيما فيما يتعلق بجذب المواهب من الخارج.
قالت لشبكة CNBC: "أعتقد أن قلقنا من المواقع الأخرى صحيح. من الصحيح أننا نسعى - قطاعا وحكومة - إلى جعل المملكة المتحدة مكانًا رائعًا للتأسيس. لدينا جميع المقومات اللازمة، لأننا نمتلك بيئة عمل متكاملة، ولدينا بالفعل المواهب التي تُنشئ شركات جديدة".
ويعزو خبراء صعود القطاع السريع جزئيًا إلى قواعد داعمة للابتكار سمحت للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بالتقدم بطلبات للحصول على تراخيص لتقديم الخدمات المصرفية وخدمات الأموال الإلكترونية بسهولة أكبر. لكن شركات العملات المشفرة تشعر بالإحباط لعدم حدوث الأمر نفسه في قطاعها حتى الآن.
أشارت كاسي كرادوك، المديرة العامة لشركة ريبلل بلوكتشين في المملكة المتحدة وأوروبا، إلى أن "ولايات قضائية أخرى بدأت باغتنام الفرصة". مثلا، تبنت الولايات المتحدة موقفًا أكثر دعمًا للعملات المشفرة في عهد الرئيس دونالد ترمب، وأسقطت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية عديدا من القضايا القانونية البارزة ضد شركات القطاع الكبرى.
قالت كرادوك: "تقود الولايات المتحدة رياحًا عالمية مواتية للقطاع"، مضيفةً أن الاتحاد الأوروبي وضع أيضا قواعد واضحة لتنظيم أسواق العملات المشفرة "بينما تمضي سنغافورة وهونج كونج والإمارات قدمًا بكامل قوتها في إصلاحات داعمة للقطاع".
قدمت المملكة المتحدة يوم الثلاثاء مسودة مقترحات لتنظيم شركات العملات المشفرة. وتعتبر العملات المستقرة التي ترتبط قيمتها بقيمة عملة سيادية، هي أحد المجالات التي يرغب قادة التكنولوجيا المالية رؤية مزيد من الوضوح بشأنها.
قال مارك فيرليس، الرئيس التنفيذي لشركة كليربانك للبنية التحتية للمدفوعات، إن شركته كانت تتطلع إلى تطوير عملة مستقرة خاصة بها، لكن عدم الوضوح التنظيمي حال دون إطلاقها.